سألت ربنا يسوع كثيرا ،لماذا لا أنمو يارب!!!؟؟؟ لماذا
لا أشعر بالسلام الذي ذاقه ويذوقه القديسون!!!لماذا لا أحس بالفرح الذي
ينطق به ،الفرح الذي تكلّم عنه الكتاب المقدّس!!! لماذا أدخل بيتك وأنا
حزين ومهموم وأخرج كما دخلت دون أن أشعر بما يقوله الكتاب المقدس أن أعبدك
بالفرح وأدخل ديارك بالتهليل!!!! لا هناك فرح ولا هناك تهليل؟؟؟؟!!! أين
ياسيدي العزاء أثناء الصلاة،وأين كلام عبدك أرميا وجدت كلامك فأكلته،فكان
لي للفرح ولبهجة قلبي !!! أشعر ياسيدي أنني أقف محلك سر،ولا أحس في اعماقي
بأي تقدم روحي،فأنا كما أنا منذ سنوات طوال دون تغيير ،ودون نمو ؟؟؟!!! بل
والكارثة أنني فقدت الأمل تماماً في أن أتغير ،أو أن
أتذوق محبتك وحلاوة العشرة معك،كما كلّمنا عنها الذين عاشوها وخبروها وتركوا من أجلها كل شئ
!! طلب مني سيدي الرب أن أسمح له بالدخول إلي قلبي لدقائق معدودة،فقلت له
ياسيدى القلب هيكلك ،والبيت بيتك؟؟؟ كانت رائحة البيت عفنة وكريهة،فقد نسيت
من زمن طويل أن أنظفه!! ولكن السيد لم يتأفف،ولم يبدى إمتعاضاً من
الرائحة،ولم يسألني عن سببها ،فقد كان يعرف كل شئ؟؟؟ طلب مني أن أفتح كل
غرف القلب،فتردّدت ولكن نظرة عينيه لم تترك لي فرصة للرفض!!كان المنظر
مخيفاً جداً،ومرعبا جداً لنفسي ،وأنا أري في نور وجهه كل غرف قلبي بوضوح
شديد وكأنني أراها لأول مرة!!!كان الدمار في كل الغرف،وكانت الروائح
الكريهة في كل مكان،لم أتحمّل عفونة قلبي ،ولم أطيق منظر الدود وهو ينهش في
جدران قلبي فقررت الهرب،فأمسك السيد بيدى وقال لي إنتظر لتعرف لماذا لا
تفرح؟؟!! ولماذا لا تشعر بسلامي ؟؟!! ولماذا لا تنمو ؟؟!! ثم جاء بي إلي
غرفة مغلقة،وطلب مني أن أفتحها؟؟؟وهنا صرخت واعترضت قائلاً"كلّه إلا
ده؟؟؟؟؟؟؟
أن !!!!!!" البيت كله مِلكك،إفعل به ما تريد،ولكن اترك هذه الغرفة لأنه لن
يسرك يارب ما هو موجود في داخلها؟؟؟ ولقد حاولت طول عمري أن أخفي ما فيها
عن أب إعترافي ،وعن أقرب الناس إليّ،وعن الأصدقاء والأقرباء!!!
فأرجوك نظف كل البيت وأترك هذه الغرفة ،أرجوك ياسيدى!!!ولكن سيدي الرب نظر
إليّ وقال لي إن لم تفتح هذه الغرفة بالذات لي فليس لك معي نصيب؟؟؟؟
وآه ه ه ياربي،لقد كنتَ تعرف ما فيها!!! ولقد طلبتَ الدخول خصيصاً لقلبي من
أجل أن تفتح هذه الغرفة المغلقة!!! إرتميت عند قدميه وهو يرفع الغطاء عن
مذبح للبعل مزيّن بكل رجاسات ونجاسات ال بعل ،وزنا وفجور ونقاط حياتي
الضعيفة كلها ،
!!! ثم نظر إليّ بعينيه المملوءة حزناً علي حياتي الأبدية التي أضيّعها من
أجل هذه الغرفة التي هي بابل أم الزواني؟؟؟وقال لي إن لم تسمح لي أن أحرق
هذه الغرفة بروح القضاء والإحراق،فلن تنعم بسلامي في حياتك،ولن تذوق فرحي
!!! هذه الغرفة المغلقة هي سر غياب الفرح والسلام عن حياتك،وهي التي تعوق
نموك الروحي !! أنت تريدني في قلبك وتريد معي هذه الغرفة،تريد المسيح وتريد
البعل معا!! تريد النور وتريد الغرفة المظلمة معه،ولن يجتمعا معا؟؟؟!!
وفي اللحظة التي بدأ السيد في تطهير غرفتي المظلمة،بدأ للتو وعلي الفور
سلام عجيب يشرق في كل قلبي ،وأحسست لأول مرة بمعني الفرح السماوي،وتذوقت
للمرة الأولي طعم كلمة يسوع،وصارإسمه حلو في حلقي ،ونهر من سلامه وتعزياته
يغمر كياني ،وصرخت أين كنتَ ياسيدي هذه السنين وأنا عطشان لحبك ونورك وفرحك
وسلامك؟؟!!! فقال لي "كنت هنا أقرع علي باب غرفتك المغلقة ،لتسمح لي
بالدخول ،لأبدأ معك عهداً جديدا"...