يُحكى أن جحا كتب يوما وصية لإبنه يقول فيها :
أصبح لايموت في هذه الإيام سوى الأشخاص من مثل سني ، وأخشى أن يباغتني الموت في أية لحظة ،،،
لذلك أكتب لك هذه الوصية،فأرجو أن تطبقها بحذافيرها ، حتى أرضى عيك ، وبالتالي يرضى عليك الله ،
بعد موتي ستنتقل ثروتي لأعمامك ، وعماتك ، وابنائهم ، وبناتهن ،،، فإنه لن ينازعك
فيه منازع ، ولن يشاركك فيه شريك ، فسيصبح ملكك بموجب هذه الوصية ،،،
لأنه أعز ماأملك في هذه الحياة، وبديهي أن أترك تروثي الحقيقية لأعز إنسان إلى نفسي وهوإبني الوحيد ،،،
ويجب أن تكون أنت أيضا في مستوى المسؤولية ، وان تعتني بالقدر الذي تعتني به ببعلتك وأبنائها ،،،،
عندما إنتهى جحا من كتابة الوصية لفها بعناية ، ووضعها في صندوق خشبي صغير،
وأعطى الصندوق لولده وهويقول :
ـ يوجد في هذا الصندوق وصيتي لك ، فلا تفتحه إلاّ بعد موتي ،
وإذا فتحته قبل ذلك ، فسأسخط عليك في الدنيا والآخرة ،،،
ولأن إبنه لايحب سخط الوالدين فإنه لن يفتح الصندوق إلا بعد موت الأب ـ لاقدر الله ـ
وحدث بعد إيام معدودات أن أصيب بمرض شديد،فلم يعد يأكل أو يشرب حتى مات،فحزن جحا عليه أشد الحزن،،،
ورأى أنه لاجدوى من تلك الوصية ،،، لذلك طلب منه أن يرجع له الصندوق ،،،
كان طمع الفتى قد بلغ مبلغا عظيما ، حيث إعتقد أن أباه قد أوصى له بما لايخطر
على باله ،،،، ولقد تعجب من تصرف الأب حيث بدأ يحدث نفسه قائلا:
أيعقل أن موت قد أثر على نفسية والدي لدرجة أنه يريد أن يسترجع الوصية مني ؟؟
والله أنا حائرفي أمر هذه الوصية ، فلاأستطيع معرفة فحواها خوفا من سخط الأب ،
ولا أستطيع أيضا إسترجاعها ، فمن يدري فربما قد أوصى لي فيها بأملاك لاأعرفها ،،،
لاندري ،قد يكون الإبن حاملا للجينة الوراثية لأبيه ،،، لأنه حتى إذ إفترضنا أنه أوصى له بأملاكه ،
فلا زال عند جحا الحق في التصرف فيها كيفما يشاء ،، دون الحاجة لإسترجاع الوصية ،،،
فالإبن يعتقد الآن أن الأملاك التي أصبحت من ملكه، قد تصبح من ملك مؤسسات تعنى بالرفق بالحيوانات
إذ هو سلم الوصية لأبيه ،،، ..
المصدر* منتدى حــوّاء لايف *