خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ├ هل القلق يُطاركَ ؟ لا تســــتطيع الهــــروبَ منــــهُ ؟ ├ الخميس أكتوبر 10, 2013 1:41 pm | |
| هل القلق يطاردك ؟ لا تستطيع الهروب منه ! ؟ تُرى ما هو مرض هذا العصر؟ فقد تجيبني سريعاً أنّه مرض نقص المناعة المكتسب ( الإيدز ) أو فيروس c ، وربّما ـ على مستوى الأمراض العُضويّة ـ تكون إجابتك صائبة ! لكن هل تُراك فكّرت ... ما هو مرض هذا العصر وكل عصر، المرض القديم والحديث ، المرض الخطير الذي يقضي على طاقات الإنسان وقّدراته الخلاّقة ، ويجعله عاجزاً وفاشلاً ومُحبَطاً وغير قادر على تصريف أمور حياته ، ولا على مُواجهة مشكلاته وصعوبات الحياة التي تواجهه ، فضلاً عن أمراضٍ عضويّةٍ كثيرةٍ قد يتسبّب فيها ..... ! + إذا بحثت ـ صديقي ـ عن هذا المرض فستكتشف فوراً أنّه مرض القلق ، فهذا المرض يُعتَبر مرضاً فتّاكاً يؤثّر على سلامة الإنسان العقليّة والذهنية ، ويُفقده الكثير من الإمكانات التي منحها الله له كي يعيش حياة سعيدة وهادئة ومُطمئنّة . وهو بكلّ أسف يُعتَبر مرضاً واسع الانتشار لا سيّما في أيّامنا هذه ، ونظرة واحدة لحياتي وحياتك وحياة الكثيرين المُحيطين بنا ، لَهِيَ كفيلة بأن تجعلنا نُدرك المدى الواسع لانتشار هذا المرض والتأثير السلبيّ البالغ الذي يُسبّبه في حياة الكثيرين . والآن ، دعنا نناقش معاً بعض الأمور المُتعلّقة بهذا الموضوع . + لماذا يقلق البشر؟ ــ بعض الناس يقلقون خوفاً من مستقبلٍ غامضٍ مجهول ! ويُعتبر هذا السبب من أهم الأسباب التي تجعل البشر يقلقون ، ومن أكثرها شيوعاً ، فكما هو معروف أن الإنسان مهما بلغ من تقدُّمٍ وتطوُّرٍ، يظل ضعيفاً وعاجزاً أمام أمورٍ كثيرةٍ تواجهه كل لحظة بحياته ويقف إزاءها قليل الحيلة ، عاجزاً غير قادر على مواجهتها أو التصرُّف معها، فأمور مثل المرض والصحّة ، الموت والكوارث الاقتصاديّة أو العجز أو البطالة ... الخ ، إنّما تُسبّب للإنسان مُشكلات لا حصر لها . ــ بعض الناس يقلقون بسبب الأخطار الطبيعيّة فلقد قابلت الكثيرين من الناس الذين يرتعدون خوفاً ورعباً من الكوارث الطبيعيّة التي تجري في أماكن كثيرة من بلدان العالم ، كالزلازل والسيول والأعاصير والمجاعات والأوبئة ، فمشاهِد معاناة أولئك الذين يُقاسون الأهوال ويُصارعون الموت في هذه الأماكن المنكوبة ـ تلك التي تنقلها وسائل الإعلام للبشر جميعاً في كلّ مكان ـ تتسبّب هي الأخرى في الكثير من القلق والخوف لدى البشر أجمعين . ــ بعض الناس يقلقون لأنّهم اعتادوا على ممارسة أمرٍ كهذا !! فالقلق يمكن أن يُصبح عادة ويتحوّل إلى نوع مرضيّ من الإدمان الذي يعتاده الإنسان ، فيتأصّل فيه كالداء المُزمن الذي لا يجد منه فكاكاً ، ووقتها قد يصل الأمر بالإنسان لأن يحتاج لمساعد طبيب مُتخصّص ( وهذا بالطبع أمر ليس خطأ على الإطلاق ، بل هو أمر مطلوب في مثل هذه الحالة ) ، وعموماً فإن مساعدة الله للإنسان تكون هي الملجأ الذي يُمكّنه من التغلُّب على أمور كهذه . ــ بعض الناس يقلقون من جهة الله ( أو قد يكون لديهم خوف من الله ) ! ويحدث ذلك كثيراً لأن الشيطان يضع أمام عيونهم صورة مُضلِّلة وخادعة ومشوَّهة عن الله ، أنّه يتربّص بنا وينتظر لنا الخطأ ليعاقبنا ، أو أنّه ـ حاشا له تعالى ـ إلهٌ قاسٍ وعنيفٍ يودُّ أن يتعقّبنا ليديننا، لكنّ كلمة الله الحيّة تعلن لنا أنّه تعالى إله مُحبّ وصبور وطويل الأناة ويحتملنا . ويقلق الناس أيضاً من جهة الله لأنّهم خطاة غير قادرين أن يتمتّعوا بأمن الله وسلامه . يقول الوحي المُقدّس : ( لا سلام قال إلهي للأشرار ) . فهم يقلقون لأنّهم لم يعرفوا الله معرفة شخصيّة حقيقيّة ، ولم يُسلِّموا دَفّة الحياة له هو ليقودها لِبَرّ الأمان وسط بحر الحياة الصاخب المُتلاطم الأمواج ، وهم يقلقون بسبب نقص إيمانهم الذي به فقط يكون بمقدورهم أن يستمدّوا الطمأنينة والثقة بأنّ الله إله صالح يهتم بهم وهو لن يتركهم في هذه الحياة بمفردهم ، بل سيسير الطريق معهم وسيرعاهم وهذا هو السبب الحقيقي الذي ينبغي ألا يجعلهم يشعرون بالقلق. سأل عصفور، عصفور آخر قائلاً : " لماذا تُرانا نجد بني البشر دوماً قلقين ، مُتوتّرين ، يضطربون ويجزعون دوماً ؟ ! " . أجابه العصفور الآخر قائلاً : " يبدو أنّه ليس لهم إله يُحبُّهُم ويهتمُّ بهم مِثلنا ! " . + كيف تتحدّث كلمة الله الحيّة عن القلق ؟ + قال يسوع : " أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل .. " يوحنا 10:10. وقال الرسول پولس : " لا تهتمّوا بشيء بل في كلّ شيء بالصلاة والدُّعاء مع الشكر ، لتُعلَم طلباتكم لدى الله ، وسلام الله الذي يفوق كلّ عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع " فيلبّي 4: 4 ـ 7. وقال الرسول بُطرس : " مُلقين كُلّ همّكم عليه ( أي على الله ) لأنّه هو يعتني بكم " رسالة بطرس الأولى 5: 7. يمكنك الرجوع أيضاً لتعاليم الرب يسوع الرائعة بخصوص القلق ، تلك التي كان قد قدّمها للجموع بموعظته الشهيرة على الجبل ، والتي دوّنها لنا البشير متّى بإنجيله في الإصحاح السادس والأعداد من 25 ـ 34 ، وأختار منها عددين فقط ، هما العددان 31 ، 34 حيث يقول الوحي المقدس : " ... فلا تهتمّوا ( أي لا تقلقوا ، لا تعولوا الهم ) قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس ... وأيضا مكتوب ... فلا تهتمّوا للغد ، لأن الغد يهتم بما لنفسه ، يكفي اليوم شرّه " . + كيف يمكننا أن نتعامل مع القلق ؟ إعلم أنه لا توجد حياة بلا مُنغّصات ! فأمور مثل الآلام والمعاناة والمُضايقات ، إنّما هي ـ بكل أسف ـ تُعتبر طبيعيّة في هذه الحياة ولا تخلو حياة أيّ إنسان منها ، لكنّها تأتي وتمضي ، وإن استمّرت لبعض الوقت ، لذا فإنّه يكون لزاماً على الإنسان أن يتأقلم معها ويُدرّب نفسه على تقبُّلها كأمر طبيعيّ في الحياة . + عش في حدود يومك : لا تقتل نفسك بالتفكير في الغد وبالمشغوليّات والقلق لأجل المُستقبل وما قد يحمله لك ، بل درّب نفسك على العيش في حدود يومك . لقد علّمنا الرب يسوع أن نُصلى ـ في الصلاة الربّانيّة ـ قائلين : " خُبزنا كفافنا ، أعطنا اليوم .. " . والمقصود ألاّ نعول همّ المزيد من الخُبز للأيّام التالية ، وأن نعيش كل يوم بيومه واثقين ومُطمئنّين أنّ لنا أباً سماويّاً صالحاً يهتم بنا ويرعانا ، وهو لن يترُكنا نحتاج ، لكنّه سيمدّنا أوّلاً بأوّل بما نحتاجه من غذاء ومعونة من كل نوع نحتاج إليه . + إطرد القلق وقاومه ، درّب نفسك على الاتجاهات الإيجابيّة ، وأقلِع عن الاتّجاهات السلبيّة قال أحد الزعماء : " لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ". وهذه العبارة صحيحة لحدٍّ كبيرٍ، ولقد استوقفتني عبارة أخرى قالها أحد المُتخصّصين في المشورة ، إذ قدّم هذه النصيحة قائلا : " تعلّم كيف يمكنك أن تصنع من اللّيمونة الحامضة شراباً حُلواً " . نعم ، فإن قادتنا الظروف لأمور صعبة في حموضة الليمون ، فعلينا أن نحوّلها ـ بنعمة الله تعالى ومعونته لنا ـ لأمرٍ حلوٍ وفاعلٍ ومُؤثّرٍ، لمصلحتنا ولخير الذين حولنا . لذا تعامل مع المشكلات والصعوبات بروحٍ إيجابيّةٍ . + تعامل مع النقد بهدوء وموضوعيّة : + لا تكُن مثاليّاً أو حسّاساً بشكل زائد تجاه من ينتقدونك ، فكثيرون منهم لا يكرهونك بل يودّون أن يُساعدوك . واعلم أنّك بقدر نجاحك بقدر ما ستُنتقد ! يقولون إنّ النخلة الممتلئة بالثمر ترُدُّ على الأحجار التي يقذفها الناس بها بالثّمرات الحُلوة . ثِقْ أنّ الحجر الذي لا يقتلك ، هو نفسه ـ بدون شكّ ـ يبنيك ويزيد من صلابتك وكفاءتك وقوّة احتمالك . لذا ابتسم واهدأ في مواجهة النّقد حتّى لو لم يكن غرضه نبيل ، ولا ترُدّ على الإساءة بمثلها ، بل رُدّ بالابتسامة والثقة والهدوء والغُفران ، فهذا أفضل لسلامتك . +اعلم أن الله إله صالح واقترب منه في أوقات قلقك وأزماتك، فتجد العون والقوّة والإرشاد + لا يستطيع أيّ إنسان ـ مهما كانت درجة صلابته ومهما كان قويّاً وتدرّب على كلّ ما قدمته من وسائل مُساعدة ـ أن يظلّ ثابتاً وقويّاً، من دون معونة الله ورفقته ورفعته له ، والكتاب المقدّس يُعلّمنا أنّ الله يجعل كل الأشياء ـ بما فيها المصائب والأزمات ـ تعمل معاً للخير، للذين يُحبُّون الله . والله يتوقّع منك أثناء الأزمات أن تلجأ له فيرفعك ويقوّيك حتّى تجتاز الأزمة بسلام ، وهو يتوقّع منك دوماً وفي كل الظروف والأحوال ، أن تتوطّد علاقتك به فيُحسن إليك ويباركك ، فهل تُراك تعلّمت هذا الدرس ؟ اشترك في مجموعة الشبكة المسيحية على الفيس بوك ثق ان الذي صنع لك الطريق لن يتركك في منتصف !! . المصدر / الشّــــبكة المسيحيّــــة . | |
|