أعلنت الصحف ذات يوم عن قدوم عازف كمان شهير ، سوف يعزف قطعاً موسيقية راقية المستوى وعلى كمان فريد يبلغ ثمنه آلاف الجنيهات….
امتلأ المكان تماما بالمشاهدين ، الكل قد أتى ليستمتع بأنغام هذا الفنان صاحب الكمان الباهظ الثمن..
ولعب على كمانه واخرج ألحانا بديعة أعجبت الحاضرين كثيراً ، لكن فجأة توقف
عن العزف والقي بكمانه على الأرض وحطمه بقدميه ثم سار عليه …
ذهل الحاضرون من وقع الصدمة ، وظنوا أن العازف الشهير قد أصابته لوثة عقلية مفاجئة وحزنوا عليه وعلى الكمان الغالي الثمن …
بعد قليل ، صعد إلى المسرح المدير المسئول وبدأ يهدئ من روع الحاضرين…
"أحبائي .. لا تقلقوا.. فهو لم يكن يعزف على كمانه الخاص .. هذا الكمان
الذي تحطم أمامكم لا يزيد ثمنه عن عشرة جنيهات ، و ألان استمعوا إليه وهو
يعزف لكم على آلته النادرة"…
وعزف الموسيقار عليها و أجاد ، ولكن قله قليلة جداً من الحاضرين هي التي شعرت بشيء من الاختلاف !!!
لقد أراد العازف الشهير أن يقول لسامعيه إن " العازف" وليس " الكمان" هو الذي يصنع الموسيقى
صديقي …
قد ترى نفسك زهيدة الثمن …
وقد تشعر بصغر النفس إذا قارنت إمكاناتك بإمكانات الآخرين …
وقد يقودك هذا للاستسلام للإحساس بالعجز …
لا ،لا تدع الشعور بالفشل يسيطر على حياتك ،،
اترك نفسك للموسيقار الأعظم …
هل صرت في نظر عينيك لا تساوي اكثر من عشرة جنيهات … لا يهم ، سيعزف بك اعظم الألحان…
ثق إن ضعافاتك ونقص خبراتك وقلة إمكاناتك تعطي فرصاً ثمينة للنعمة الغنية لكي تعلن كفايتها …
هو يقول لك (( تكفيك نعمتي))