خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ☼ اعمل الخيـر وآرميــــهِ في البحـــــر * قصّـة فيها عِبـرة !!! ☼ الجمعة مارس 07, 2014 11:44 am | |
| نسمع هذا المثل الشعبيّ منذ أن كنّا صغارًا ، وهو يعبّر عن خبرة وحكمة شعبنا البسيط . لا يمكن لأحد أن يدرك ما هي الأبعاد التي يمكن أن يأخذها هذا " الخير" مهما بدا بسيطًا ، وكم من الأشخاص يمكن أن يساعد . تؤكّد القصّة التالية التي سنرويها .. حقيقة هذه الحكمة الشعبيّة :
كان في أحد الأيّام فلاّح فقير يعمل في حقله عندما تناهى إلى أسماعه صوت طفل يبكي ويصرخ طالبًا المساعدة . ترك أدواته وعمله على الفور وهرع بأقصى سرعة باتّجاه الصوت . فإذا به يرى طفلاً صغيرًا يرتجف من الخوف والرعب ، غارقًا حتّى وسطه في حفرة عميقة موحلة ، يتخبّط داخلها محاولاً الخروج منها دون جدوى .
لم يتردّد الفلاّح لحظة عن مساعدة الطفل ، وبعد جهد كبير، تمكّن من إخراجه من الحفرة وإنقاذه من موت محتّم كان سيصيبه ، على الأقل نتيجة ذعره الشديد .
وفي اليوم التالي ، توقّفت عربة فخمة يقودها حصانان أمام حقل المزارع الفقير، وإذا برجل من طبقة النبلاء يقترب إليه مقدّمًا نفسه على أنّه والد الطفل الذي أنقذ الفلاّح حياته بالأمس .
- أريد أن أكافئك على عملك وإنقاذك لطفلي ، فاطلب ما شئت من المال وسأقدّمه لك .
- لا .. أبدًا لن أقبل منـكَ أيّ مال ! ...
في تلك اللحظة بالذات خرج طفل صغير بثياب رثّة من الكوخ الفقير الذي كان في الحقل ... كان ابن الفلاّح .
- هل هذا هو ابنك ؟
- نعم . أجاب الفلاّح بابتسامة فخورة .
- حسنًا إذًا ، سنعقد اتّفاقيّة فيما بيننا . اسمح لي أن أساعد طفلك في تعليمه ، كما ساعدت أنتَ طفلي . سأتكفّل بتعليمه وسأقدّم له المستوى التعليميّ نفسه الذي أقدّمه لولدي . وإذا كانت أخلاقة حميدة مثل أبيه ، فمن المؤكّد أنّه عندما سيكبر سيحقّق شيئًا عظيمًا يجعلنا نحن الاثنين فخورين به .
وهذا ما حدث . تلقّى ابن المزارع دروسه في أحسن المدارس ، حتّى تخرّج من كلّيّة الطب المشهورة في مشفى القدّيسة ماري في لندن . إنّه مَن أصبح في ما بعد معروفًا في العالم بأسره باسم ألكسندر فلمنج ، أبو البنسلين .
بعد مضيّ العديد من السنوات ، أصيب ابن الرجل الغنيّ بمرض شديد في الرئتين . فمن أنقذ حياته هذه المرّة أيضًا ؟ إنّه البنسلين ... كان ذلك الرجل الغنيّ هو اللورد راندولف تشرشل ، أمّا ابنه ، فكان السير ونستون تشرشل رئيس وزراء انكلترا خلال الحرب العالميّة الثانية .
أحبّاءنا ، لا يذهب شيء عند الله سدىً . اذكروا فلس الأرملة كم كان له قيمة كبيرة في عينيّ الله . كلمة " يا ربّ ارحم " التي نردّدها ، أو شمعة صغيرة قد نشعلها لأجل شخص ما ، أو دمعة نذرفها ، كلّ منها له قيمته . لا شيء يضيع عند الله، بل يراه ويقدّره .
كلّ منّا مسؤول بشكلّ خاصّ عن كلّ ما يحدث في العالم ، حتّى في التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو غير هامّة . نحن مسؤولون ليس ، فقط ، عن الشرّ الذي نصنعه ، إنّما ، أيضًا ، عن الخير الذي لم نصنعه . فالخير الذي قد نفعله أو لا ، له نتائج لا يمكن تخيّلها . ~ منقــــــولة ~ | |
|