خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: ○ مصـــر / السيسي الذي يتعـذّب .. وهــو يتكلّـم ○ السبت مايو 17, 2014 1:21 pm | |
| السيسي الذي يتعذب .. وهو يتكلم ! بقلم / الصحافي سليم عزوز : الجمعـة 16 ـ 05 ـ 2014 ‘ زينة ’ وهي ‘ زينة ’… إنها مذيعة ‘ سكاي نيوز العربية ’ ، ‘ زينة بازجي ’ ، وإن كنت لست متعاطفاً مع اللقب ‘ بازجي ’ ، والذي يبدو أنه اسم قبيلة ، وأتجاوز عنه حتى لا أكون سبباً في صدام القبائل . بين قبيلتي وقبيلة ‘ زينة ’ ، عندها لن يصلح بينهما عبد الفتاح السيسي ، فهو متخصص في الصلح بين الأفراد لا القبائل . وقد ترك الصراع بين ‘ النوبة ’ و’ الهلالية ’ ، وتفرغ لإبرام صلح بين مرتضى منصور وأحمد شوبير، على نحو جعل الأمل يحدو البعض في أن يبرم صلحاً بين الفنان أحمد عز، والممثلة ‘ زينة ’ . وقد وصل الخلاف بينهما للمحاكم . و’ زينة ’ تقول إن ما في بطنها محرراً للمذكور، والذي يبدو أنه لا يريد أن يعترف به. شتان بين ‘ زينة ’ و ‘ زينة ’ ، بين ‘ زينة بازجي ’ ، و ’ زينة ’ بدون ‘ بازجي ’ . والأولى مذيعة محترفة ، والثانية ممثلة هاوية استمدت وجودها الفني من ادعائها أنها صديقة تامر حسني ، والذي استمد صيته من تقديمه للمحاكمة بتهمة تزوير محرر رسمي يفيد أداءه للخدمة العسكرية ، في حين أنه تهرب منها ، وقد صدر ضده حكم بالسجن ستة شهور من المحكمة العسكرية مع إيقاف التنفيذ ، بعد أن احتشدت الحسناوات داخل المحكمة ، وهو حشد افتعله منتج أعماله حينئذ . وعليك عزيزي القارئ أن تقارن بين فداحة الجرم، ورقة العقوبة ، في حين أن إقراراً للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بأن والدته ليست حاصلة على الجنسية الأمريكية فسر على أنه تزوير وأصدرت محكمة مدنية ، وليست عسكرية ، حكماً ضده بالسجن سبع سنوات ! كانت قضية هروب تامر حسني من أداء الخدمة العسكرية قائمة ، وجاءت احتفالات انتصارات أكتوبر ، فإذا به هو مطرب هذه الاحتفالات ، التي ترعاها القوات المسلحة ، ولم نكن نعلم أنها تدشن لمرحلة جديدة ، لا تر في التهرب من أداء ‘ الخدمة الوطنية ’ مما يسيء للمرء . وها هو أحدهم وقد صار وزيراً للخارجية في عهد الانقلاب ، وباعتراف قائد أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته . كثيرون ، وأنا منهم ، حسدوا السيسي على هذه المقابلة ، وأن يجلس وجهاً لوجه مع ‘ زينة سكاي نيوز ′ ، ولأول مرة يشعرون بأنه محظوظ، فحتى دخوله القصر الجمهوري ليس دافعاً لحسده . ويبدو أنها مقابلة كانت ضرورية ، بعد حالة الكآبة التي يمكن أن تستقر في وجدان المرء ، إذا تعرض للمقابلة الأولى ، وفي حضور لميس الحديدي ، الذي لم تتوقف عن ابتسامتها التي تطلقها بمناسبة وبدون مناسبة وكأننا في مسابقة للبلاهة . وهي تفعل هذا منذ أن اتصلت بها ‘ أمينة ’ المقيمة في ‘ مصر الجديدة ’ وأخبرتها بأن ضحكتها جميلة . وهو كلام يدخل في باب غواية الجماهير، التي جعلت من السيسي وسيماً في بلد كان رمز الوسامة فيه هو رشدي أباظة ، قبل أن ينتقل عرش الوسامة إلى ‘ مهند ’ . يقولون : ‘ الزن على الآذان أمر من السحر ’ . على كفوف الراحة : لميس الحديدي ، وجارها بالجنب إبراهيم عيسى ، أخذا عبد الفتاح السيسي على ‘ كفوف الراحة ’ ، وكذلك فعلت ‘ زينة ’ ، وهي ‘ زينة ’ . لكن الفارق الذي لم يلحظه المشاهد العادي هنا راجع للعمل الاحترافي الذي قامت به ‘ زينة بازجي ’ ، والطريقة البلدي في الاحتفاء بالضيف من جانب لميس وجارها بالجنب ، فالأسئلة متواضعة ومتهافتة . والإجابات تحتاج إلى استفسارات لا تُطرح ، كما أن من إجابات السيسي ما يمثل صدمة لتواضع قدرات الرجل ، ومع هذا قابلتها لميس بابتسامة بلهاء ، تصنعت الإعجاب بشخصه ، وكادت تهتف لهذه الفتوحات الربانية ! فالسيسي قام بحل كل مشاكل مصر المستعصية ‘ بجرة لسان ’ ، وعقب كل ‘ كوبليه ’ تتذكر لميس ما قالته ‘ أمينة ’ ، التي هي من ضاحية ‘ مصر الجديدة ’ ، فستدعي لفمها الابتسامة سالفة الوصف التي تدفع المرء لأن يصوم عن الزاد ثلاثة أيام بلياليهم قرفاً ! السيسي قام بحل مشكلة البطالة بألف سيارة ، يملكها ألف شخص ويعمل عليها ثلاثة آلاف نسمة ، ويتم شراؤها بالتقسيط من أحد البنوك ، وتذهب لسوق العبور تشتري البضاعة بالجملة وتبيعها بالقطاعي . وبالرغم من أن الفكرة لثلاثة آلاف بني أدم ، إلا أن صاحبنا حل بها مشكلة 12 مليون عاطل . ومع هذا أطلقت لميس ابتسامة عريضة قامت باستدعائها من بين الأنقاض . والسيسي قام بحل مشكلة الفقر في مصر بتقسيم رغيف الخبز إلى أربعة . ولم يقل ماذا نصنع به عندما تتم قسمته على هذا النحو ؟ هل ندعو الجيران للفرجة عليه ومشاهدته صريعاً ، أم نتركه هكذا ونغادر للعمل بعد أن نلقي عليه نظرة الوداع ، ونعود في آخر النهار فنجده وقد تكاثر ، بعد أن مكنا أطرافه الأربعة من الزواج ، والمعاشرة الزوجية ، وهو ما لم يتحقق في حال بقاء الرغيف صحيحاً . ومع هذا فقد ابتسمت لميس ابتسامتها العريضة . والسيسي حل أزمة الوقود والمرور بأن اقترح على كل أربعة أشخاص ركوب سيارة واحدة . ولم يعلم سيادته ، أن الناس تحشر في حافلات هيئة النقل العام ، وفي مترو الأنفاق ، وفي سيارات السرفيس، فوق بعضها ، ولم يحل هذا أزمة المرور أو أزمة الوقود . وابتسمت لميس ابتسامة من اكتشفت أن الرغيف المصري يلد ولا يبيض ! والسيسي حل أزمة الكهرباء المستعصية على الحل ، باللمبات الموفرة ، مع أن هناك أجهزة أخرى تعمل بالكهرباء ، كالثلاجات والمكيفات والغسالات . فلم تعد الكهرباء فقط مصدراً للإنارة كما كان الحال عليه عقب اكتشافها . ومع تواضع الحل فقد ابتسمت لميس ابتسامتها إياها ، على نحو جعلني لا أتوقف عن الدعاء على ‘ أمينة ’ وكل سكان ‘ مصر الجديدة ’ وعلى ‘ البارون امبان ’ باني ‘ مصر الجديدة ’ بأن ينكد الله عليهم . صمت السيسي : ‘ زينة ’ لم تأت للسييسي على قاعدة الاستقلال ، فالمستقلون لا يسمح لهم بمحاورة السيسي ، لذا فقد احتشدت مهنياً لتبدو مستقلة شكلاً ، والفارق بين السؤال الاحترافي وسؤال لميس الحديدي ، هو في الصياغة ، وفي عدم الإسراف في رد الفعل الاحتفالي . لميس وصفت صمت السيسي بالبلاغة والعمق ، والصمت البليغ لا يكون حيث يكون مطلوباً من المرء أن يتكلم ، فما رأيكم لو أخذنا بالوصف ، وجلسنا أمام الشاشة حيث جميل عازر يبشرنا بأنه سوف يقرأ نشرة الأخبار ثم يصمت ، المدة المقررة للنشرة ، ثم يغادر، فما رأيكم في صمته ! صاحبهم لديه مشكلة في الاستيعاب السريع للأسئلة ، فتبدو الإجابة الواحدة على السؤال الواحد متناثرة ، ومن كل فيلم أغنية ، مع أنه قد يكون قد أخذ وقته من الصمت ، ومن الإجابة بحركة اليدين قبل أن يتكلم . الصمت فسرته لميس بالعمق ، وفسرته ‘ زينة ’ بالتأثر الإنساني . ففي مقابلة صحافية مع مذيعة ‘ سكاي نيوز ′ قالت إن السيسي عبر عن ألمه لعدم قدرته على التواصل مع شباب ثورة 25 يناير. وأضافت : ‘ شعرت بأن ذلك ما يقلق المشير ولدرجة أنني عندما سألته عن الموضوع أطرق صامتاً لحظات طويلة ’ . بعض المشاهدين فسروا إجاباته التي لا علاقة لها بالسؤال على أنها هروباً ، مثل سؤال ‘ زينة ’ حول تفسيره لكونه يحمي الإسلام ؟ فتلعثم السيسي وانتقل هارباً للحديث في موضوع آخر ، إذ تحدث عن الصين وألمانيا . هذه الطريقة في الرد ، حدثت مع أسئلة أخرى ولم يكن هروباً ، ولكن لعدم الاستيعاب من ناحية ، ولعدم إجادة الحديث من ناحية ، ولافتقاده القدرة على المناورة وهي ما تميز من يعمل بالسياسة من ناحية أخرى . فقد طلبت منه لميس أن يتكلم عن أبنائه ، وإذا به يذكر أن احدهم يعمل بالمخابرات العامة ، والآخر يعمل في الرقابة الإدارية . وربما تذكر كثيرون عندما التحق ابن الرئيس محمد مرسي بوظيفة متواضعة بمطار القاهرة ، فقد كانت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الموضوع سبباً في تركه للوظيفة . نعلم أن التعيين لا بد أن يكون قد جرى وفق قواعد المحسوبية ، لكن كان يمكن والأمر بيده ألا يُطرح مثل هذا السؤال قبل التصوير ، فاذا طرح أمكن تداركه في المونتاج . أو أن يقول مثلاً إن أبناءه كانوا متفوقين في دراستهم فتم قبولهم وفق قواعد النبوغ العلمي ، ولن يطالبه أحد بتقديم شهادات تخرجهم في الجامعة . وكان يمكن للسيسي ، أن يقول إنهم تقدموا لشغل الوظائف المعلن عنها في ‘ الصحف ومن وراء ظهره ، وحرصوا على استبعاد لقب السيسي من البيانات ، وأن مهنة الأب لم تكن مطلوبة في الأوراق . وأنه فوجئ بتعيينهم من وراء ظهره وغضب ونام ليلته بدون عشاء ، ولأن له في الرؤى باعترافه ، فيمكنه أن يقول إنه شاهد في المنام شخصاً يلبس أبيض في ابيض ، وينزل عليه من السماء ، ويقول له بصوت جهير: ‘ أنا الناموس ′ .. ‘ لا تغضب يا عبد الفتاح ’ . ‘ وإذا غضبت فسوف أخذ منك الساعة الأوميجا ’ . المصدر / صحيفــة القدس العربي . | |
|