† الشهيد اسطفانوس †
حياة القديس اسطفانوس
هذه سيرة حياة القديس اسطفانوس أول شهداء المسيحيين . وقبل البدء بحياة هذه القديس ،
يجب معرفة معنى هذا الاسم الغريب علينا .
ماذا تعني كلمة اسطفانوس :
هي كلمة عبرية أو أرامية وتعني ( الإكليل ) أو ( التاج ) ، هذا ما تقوله الكنيسة .
أما ما يقوله المؤرخين الكنسيّين : هو إغريقي ومعناه الإكليل . ويقول آخرون أن اسمه بالعبرية يعني المثال أو الأساس .
ويقول فوراجين : أن كلمة أسطفان مأخوذة من كلمة strenus fans anus أي الذي يتكلم إلى
النسوة العجائز اللواتي كان يعلمهنَّ ويدبر شؤونهنَّ الروحية والمادية بموجب السلطان الذي تسلمه من الرسل .
ومع مر السنين تحرفت كلمة أسطفان إلى أسطفانوس . وتعني باليوناني أيضاً تاج الزهور.
شخصيته :
هو إسرائيلي مستقيم ، وهو من اليهود الهلّينيّين ( أي من ذوي الثقافة اليونانية ) .
لا نعرف متى وأين ولد ، ولكنه عاش في الإسكندرية ثم أتى أورشليم حتى يسمع كلام الله من خلال المبشرين .
وكان غير مسيحي ، ولكنه اهتدى إلى المسيحية من خلال كرازة القديس بطرس .
وبالفعل مُنح أسطفانوس نعمة الروح القدس وأصبح من المبشرِّين .
كان أسطفانوس غيور لدرجة كبيرة على الإيمان .
إذ كان مستعداً لتحمل الألم والتعذيب والموت من أجل المسيح .
وكان مثالاً في عيشه بأمانه وصدق وبكل محبة مع القريب والبعيد حتى الأعداء وكان يصلي من أجلهم .
كان يمتاز بأن لديه المقدرة على وعظ الناس بنشاط .
وكان يملك فضيلة التسامح .
حياته :
أصبح أسطفانوس شماساً إنجيلياً ( أي اختير هو وسبعةُ أشخاص معه لكي يخدموا الآخرين ويوزعوا
عليهم القربان الأقدس وأيضاً الصدقات ) .
وعمل على نشر الإنجيل وهداية كثيراً من الناس لينضموا إلى حضن جماعة الرسل والمؤمنين بيسوع المسيح .
وهو أيضاً من التلاميذ الاثنين وسبعين الذين أرسلهم يسوع ليبشروا المدن
ويعلموا أن اقترب ملكوت السماوات ، وقام بنشر الإنجيل وخصوصا بنشره لليهود .
استشهاده : استشهد اسطفانوس بعدما قال الحقيقة لليهود ، وبعدما دخل المسيحية يهودي إلى مسيحي .
وكان استشهد اسطفانوس رجماً بالحجارة . والشيء الغريب أن ثيابه ألقيت عند قدمي شاب اسمه شاول
الذي أصبح فيما بعد المبشر الكبير لبشارة الخلاص ورسول الأمم لاحقاً .
وتوفي اسطفانوس في 35م. وعثر على قبره سنة 415 م . ونقل إلى كنيسة
صهيون 26 ـ 12ـ 415 م . ثم نقل إلى القسطنطينية ومن ثم إلى روما .
وكما ذكره لوقا في أعمال الرسل . " كان يأتي بعجائب وآيات مبينه في الشعب "
( أع8:6 )
فقام الأسقف وأخذ معه أسقفين وأهل البيعة ، وأتى إلى المكان وحفروه فحدثت زلزلة عظيمة ،
وظهر تابوت الجسد المقدس ، وفاحت منه روائح طيب فاخرة ، وسمعت أصوات الملائكة يسبحون قائلين
" المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة " .
وتكررت هذه التسبحة فسجد رؤساء الكهنة أمام التابوت ، ثم حملوه بالترتيل والشموع .
إلى أن دخلوا به صهيون . وبعد ذلك بنى له رجل اسمه الاسكندروس من أهل القسطنطينية كنيسة
في أورشليم ، وظل الجسد المقدس فيها . وبعد ذلك بخمس سنين تنيح الاسكندروس ،
فدفنته زوجته بجانب تابوت القديس . وبعد ذلك بثماني سنين اتفق لامرأة الاسكندروس أن
تذهب إلى القسطنطينية ، فأرادت أن تأخذ جسد زوجها معها . فأتت إلى المكان وأخذت التابوت
الذي فيه جسد القديس ظنا منها أنه التابوت الذي فيه جسد زوجها ، وحملته إلي عسقلان ،
ومن ثم ركبت مركبا إلى القسطنطينية . ولما توسطوا البحر سمعت من داخل التابوت تسبيحا
وترتيلا كثيرا ، فتعجبت وقامت وفحصت التابوت فعرفت أن الذي فيه هو جسد القديس استفانوس ،
وليس جسد زوجها وذلك بتدبير الله فلم تعد ولكنها شكرت الله واستمرت في سيرها إلى أن وصلت القسطنطينية ،
ومن ثم ذهبت إلى الملك وأعلمته بالخبر .
فخرج ومعه البطريرك والكهنة وشعب المدينة إلى المركب
وحملوا التابوت على أعناقهم إلى قصر المملكة .
وأظهر الله في المركب وفى الطريق آيات كثيرة . منها أنهم حملوه على هودج محمول على بغلين ،
فلما وصلوا إلى الموضع المسمى قسطنطينيوس وقف البغلان ولما ضربوهما لم ينتقلا ،
وسمعوا صوت أحدهما يقول : يجب أن يوضع القديس هنا ، فتعجب كل من سمع ،
وعلموا أن الذي أنطق حمارة بلعام هو الذي أنطق هذا الحيوان .
الحامل لجسد القديس ، وأمر الملك أن تبنى له بيعة في ذلك المكان . ووضعوا فيها الجوهرة النقية
التي لجسد القديس استفانوس الرسول أول الشهداء ، صلواته تكون معنا أمين .
المصدر / منتديات الكنيســـــــة .