داعش .. داعش في الهواء الذي نتنفّسه !
عمر الخطيب - أورينت نت
عواجل الشأن السوري :
- صرح لافروف الناطق المستأجر باسم النظام بأن داعش هي المسؤولة عن تدمير سوريا بصواريخ السكود
والغارات الجوية بالاضافة الى المجازر وقتل المعتقلين تحت التعذيب
- وجه الجعفري رسالة شديدة اللهجة الى الامم المتحدة يشكو فيها من انتشار
الحواجز الداعشية وقيام شبيحتها بالسلبطة واستفزاز السوريين .
- نقل عن مصدر في الخارجية الامريكية تخوفه الشديد بسبب سيطرة داعش على الأسلحة
الكيماوية وحذر من تحويلها الى اسلحة نووية بفضل علماء داعش .
- يعيش العالم رعبا حقيقيا في ظل الاخبار المتواترة عن خطر داعش على دول العالم
وعلى السلم والامن العالمي .
- صرحت مصادر هيئة التنسيق والائتلاف المعارضين ان داعش مدعوة لتقرر من يمثل
حقا الشعب السوري وبالتالي وضع لائحة بأسماء الوفد المفاوض الى جنيف 2 .
- صرح بوتين الرئيس الروسي أن المؤامرة المنظمة على الحكومة الاوكرانية تتم بدعم وتوجيه مباشر
من داعش ويدعو العالم الى مواجهة ما يسمى بالربيع الداعشي .
- تناقلت صفحات الفيس بوك صورا لأعضاء داعش وهم يسلمون على بعض ويأكلون معا من طنجرة واحدة ،
كما أن احدى الصفحات حصلت على صورة حصرية لاحد عناصر داعش
وهو يتكلم بالهاتف مع اهله !!
الى التفاصيل ....
يحلو الحديث عن داعش في هذه الايام ، لدرجة أن كل شيء يجري في سوريا صار مرتبطا
بشكل ما بالدواعش ، وما أدراك عزيزي المتابع ، أعانك الله ، ما داعش !
فداعش هذه تتحول حسب الاعلام الغربي وثوار الفضائيات والبيانات الى سوبرمان القرن ،
لكنه سوبرمان يرتدي اللثام ويحمل راية سوداء ، فداعش تسيطر على الرقة وريف حلب وريف ادلب ،
تدخل قارة ودير عطية ومعلولا ، داعش في درعا وايضا لا بد من داعش في ريف دمشق ليكتمل المشهد .
من جهة اخرى فقد استنكف الجميع، على ما يبدو، عن ذكر اي شيء سوى داعش ،
فهي متعددة المواهب والخبرات حسب هؤلاء " وهؤلاء هنا تعني الجميع بكافة التصنيفات "
يحار فيها المرء كيف يصنفها :
فهي تقطع الرقاب وتخطف الناس اذ فهي هنا ظلامية ، لكنها ايضا تقوم بتوزيع
الخبز والمواد التموينية باسعار معقولة فهي هنا صاحبة مشروع ، تفتتح المدارس العديدة للاطفال بمناهج تخصها
فهي هنا تصادر جيل المستقبل كما يقول بعض المتوجسين ، كما أنها تسرق النفط وتهرب الآثار والسلاح فهي
هنا عصابة من قطاع طرق
( بغض النظر عن اللصوص السابقين والمعاصرين لداعش ! ) .
السيطرة الداعشية تحكم المشهد السوري من الجهات الاربعة ،
حيث أن النظام بدل اسطوانة المندسين الارهابيين القاعديين
الى الداعشيين الوهابيين ، وكوكتيل المعارضة السياسية والناشطين المتابعين من تركيا ولبنان ،
صارت داعش عندهم هي
سبب كل المصائب ، وسبب هجرتهم المؤلمة وبعدهم عن الوطن والثورة .
أما الاعلام الغربي فقصته مضحكة مبكية
مع الثورة وداعش ، فهذا الاعلام الذي اتهمنا منذ اليوم الاول بالطائفية وصنفنا الى اقطاعيات متحاربة ،
وعمد الى تسمية الثوار بالمتمردين ، وتدمير النظام ومرتزقة ايران الممنهج لسوريا فوق رؤوس أهلها بالحرب
الأهلية ، وجد ، هذا الاعلام ، في داعش المدد والهدف المنشود فتكاثرت التحليلات والنقاشات
عن القاعدة ، وعن الاوربيين والامريكان الذين يأتون لسوريا للقتال تحت لواء داعش ،
وهذا الاعلام الذي كان سرعان ما يصيبه الملل من اخبار سوريا ففي كل يوم هناك مجزرة ،
طار عقله وشمر عن ساعديه مع أخبار الرؤوس المتطايرة ، وغزت صفحاته صور اللحى المغبرة ،
بل وصلت الوقاحة به الى التباكي ببراءة الاطفال على الجيش الحر الذي تحولت قياداته الى امراء حرب
يسعون للمال مسايرين لداعش ، وللتذكير فهذا الاعلام هو نفسه الذي سمى الثوار يوما بالمتمردين والارهابيين ،
وسعى دوما الى تسقط عثراتهم واخطائهم ، ها هو يتباكى عليهم
اليوم دون أي تحليل أو محاولة لتحديد المسؤوليات .
داعش عابرة القارات :
داعش في كل مكان وزمان ، الخبر رقم واحد ، الحديث الوحيد الأوحد للسياسيين والاعلام ،
داعش تطغى على ما سواها ، فمن أي كوكب أتت ، أي سحر عابر للقارات تملك . حسن نصر الله
( قاتل الأطفال ) يعلن للملأ أنه يرسل مرتزقته لقتل الشعب السوري ، والعراقيين المرتزقة يتباهون بصورهم وبصور
المدن السورية التي دمروها ، ويقسمون مجموعاتهم الى عصابات لصوص وقتلة باسماء طائفية كريهة .
أما الايرانيين فيتباهون كل يوم بجنودهم وبأنهم انقذو النظام من السقوط.
النظام يجلب المرتزقة من كل بلاد العالم لقتل السوريين ، وكل ذلك لا يحرك شيئا من
حساسية العالم والاعلام ، احتلال متعدد الجنسيات لسوريا ويسمونها بكل صفاقة حربا اهلية ، يلومون الشهداء واللاجئين
فهم من جاء بداعش ! بل لا يستحون من اظهار
عنصريتهم البغيضة اتجاه اللاجئين السوريين .
سكود في الرقة وبرميل الحقد على الباب ، شهداء في كل مكان والحصار القاتل لمناطق
ريف دمشق ، قارا تم تدميرها وتهجير اهلها ، مئات القذائف على النبك ودير عطية في هستيريا غير مسبوقة ،
لكن كل ذلك ليس بخبر وغير مهم ، فالأهم الآن هو داعش والذي صرح به احد المنتسبين اليها في تويتر،
ما هي اخبار الرؤوس المتطايرة والتمائيل المهدمة . ما أخبار معلولا والأديرة ،
لا يهم طبعا أن النظام ومرتزقة حسن حولو هذه الاديرة الى ثكنات عسكرية ،
ولا يهم أن هناك المئات من الشهداء السوريين كل يوم ، كل ذلك غير جدير بالصفحة الأولى ،
لكن الجدير بها هو
مقابلة مع راهبة ثبت كذبها ونفاقها أكثر من مرة . الاشاعات التي حولت دير عطية الى مسلخ ، وحين دخلها قتلة
حزب الله لم يسأل احد عن المجازر التي تباكى عليها الجميع قبل يوم أين هي ؟ بل وبكل وقاحة ارتكب
مرتزقة النظام وحسن مجزرة شنيعة باهالي دير عطية لم يهتم بها احد . فهي لم تحمل اسم طائفة ،
كل خبر يتعلق بكلمة سوريين هو ممل لايهم ، لكن الاخبار التي عنوانها ديني هي المطلوبة
فهي الضاربة في سوق النخاسة العالمي .
داعش داعش في الهواء الذي نتنفسه هذه الأيام :
نبحث عن العدس لنصنع الخبز ، نحطم الخزن والاثاث لنحولها الى وقود ، نبكي نصرخ نتعجب من هذا
العالم الذي أصابه الخرس ، نصرخ نتكلم عن حياة لنا هنا في هذا الحصار الذي لا ينتهي ،
نصور وجوه الأطفال دمعات الامهات مخيمات اللجوء ، يسرب البعض صور السوريين المعتقلين في
سجون أخرى غير سجون النظام . يغامر بعضهم بصورته واسمه الحقيقي عل ذلك يحدث فرقا ما ،
القتلة يحرقون الجثث ينبشون القبور ، المعتقلين يموتون تحت التعذيب ،
نبحث عن سياسينا مثقفينا كتائبنا وجبهاتنا ،
عن راياتهم سوداء كانت ام حمراء ، نتصل بالاعلاميين ، نبحث عن الصحفيين المتنكرين ،
نرسل مئات الفيديوهات فيأتي سؤال وحيد أوحد : واااو ...
هل صنعت داعش كل ذلك ! في اليوم التالي لا نجد الا مؤتمرات صحفية وحوارات نارية
تبحث في خطر داعش على انعقاد جنيف 2 !