الابداع القصصى والروائى بقلم البابا شنودة الثالث

درب نفسك علي أن تتولي قيادة أفكارك ولا تجعل الأفكار تقودك .. املأ فكرك باستمرار بشيء روحي نافع. حتي إذا أتاك الشيطان بفكر رديء لايجد الذهن متفرغا له. وهذا علاج وقائي.

” درب نفسك علي أن تتولي قيادة أفكارك ولا تجعل الأفكار تقودك .. املأ فكرك باستمرار بشيء روحي نافع. حتي إذا أتاك الشيطان بفكر رديء لايجد الذهن متفرغا له. وهذا علاج وقائي.. احترس من الأفكار المتوسطة, التي ليست هي خيرا ولاشرا في ذاتها. لأنها كثيرا ما تكون تمهيدا لأفكار خاطئة.. إن أتعبك الفكر ولم تستطع ان تنتصر عليه, اهرب منه بالحديث مع الناس.. لاتترك عقلك في فراغ, خوفا من ان يحتله الشيطان ويغرس فيه مايريد. لهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جدا. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه, وإنما أيضا لها فائدة إيجابية, لأنها تعطي العقل مادة روحية للتأمل, وتعطي القلب مشاعر محبة لله وللخير, تجعله قويا في طرد الأفكار المضادة “
هكذا قال البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قبل نياحته وانتقاله الى السماء حيث ابدى اهتمام خاصا بقضايا الفكر لان فكر الإنسان هو مصدر استقامته أو انحرافه، خاصة أن الأفكار الخاطئة تلح على عقل الإنسان إلحاحاً شديدا اذا استمرت الأفكار تضغط قد يقع الانسان فى السقوط بالفكر، و قبوله وعدم مقاومته ومن هنا اعطى قداسة البابا شنودة اهمية كبيرة لقضايا الفكر الذى يدور حول محورها معظم كتاباته .

حروب الفكر وأحلام اليقظة
ويتناول قداسة البابا شنودة عبر كتاباته المتعددة قضية الفكر والحروب التى يتعرض لها والتى قد تكون في اليقظة او اثناء النوم والأفكار التي تأتي أثناء النوم ربما تكون مترسبة من أفكار وأخبار بالنهار او رسبت في العقل الباطن نتيجة لشهوات وأفكار كل هذه تأتي في أحلام, أو في سرحان, أو ما يسمونه أحلام اليقظة ويستمر الشخص فيها طالما كان القلب قابلا لها, أما إن كان رافضا لها فإنها تتوقف ويصحو الشخص لنفسه, وإرادة الانسان يمكنها ان تضبط الفكر, فهي التي تسمح بدخوله ، فبإرادة الانسان وبعمل النعمة يمكن السيطرة علي الافكار فلا تأخذ سلطانا علي الانسان لذلك يجب الا نستسلم للأفكار الخاطئة بل نكون حكماء نعرف كيف يبدأ الفكر وكيف يتطور وما خط سيره داخل الذهن؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة وهادئة وتنتهي بنهاية خاطئة؟ اما اذا اشتدت الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة فلايجب أن نيأس لإن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر, ويفتح له أبوابه الداخلية, ويضعف أمامه ويسقط.

عمق المعنى والكلمة

وانعم الله على البابا شنودة بملكة الكتابة التى لم تتوقف عنده طيلة حياته فقام بتأليف العديد من الكتب الروحية والدنيية تنوعت بين كتب عن شخصيات من التاريخ الكنسى مثل كتاب تأملات فى حياة القديس أنطونيوس ، ومثل فى الرعاية القمض ميخائيل ابراهيم ، كما تناول شخصيات من الكتاب المقدس فى كتابته مثل كتابه عن السيدة مريم العذراء، وكتاب أيوب الصديق ولماذا كانت تجربته؟ وكتاب تأملات فى حياة القديسين يعقوب ويوسف، ناظر الاله الانجيلى مرقس الرسول القديس والشهيد ، والكتب الروحية منها كلمة منفعة ، والحروب الروحية ، حياة الايمان ، حياة الشكر ، حياة الرجاء ، معالم الطريق الروحى ، محبة المديح والكرامة ، هذا الى جانب كتب الخدمة منها كيف نعامل الاطفال ، الغيرة المقدسة ، التلمذة ، الخدمة والخادم ، وكتب الدراسات الكتابية منها تأملات فى سفر نشيد الانشاد ، وتاملات فى سفر يونان النبى ، التجربة على الجبل ، كلمات السيد المسيح على الصليب ، وكتب لاهوتية وعقائدية منها تاملات فى احد الشعانيين ، وتاملات فى الجمعة العظيمة ، روحانية الصوم ، تأملات فى الميلاد وتاملات فى القيامة ، كما كتب القصة مثل حدث فى تلك الليلة ، والرواية مثل جلسة صاخبة فى جامعة سلطان الظلام

حدث في تلك الليلة
وتنقسم المجموعة القصصية التى تقع تحت عنوان “حدث في تلك الليلة” الى ثلاث قصص الأولى كتبتها عام 1948 قبل رهبنته، وكانت عن مثالية خادم التربية الكنسية ، والثانية عن”أبونا انسطاسى” كتبها عام 1962 في الدير وكانت عن مثالية الراهب الحقيقي الذي مات عن العالم ، اما الثالثة فهى ” أمهلنى أسبوعا” وكتبها عام 2004 عن مثالية الاسقف ، وتبدا القصة بتلك الفقرة : “حدث في تلك الليلة أنني كنت وحيداً في غرفتي الخاصة، متمددا علي مقعدي وناظرا إلي لا شيء، وإذ بابتسامة خاطئة تمر علي شفتي – لعلني كنت أفكر في نفسي كخادم – وهنا حدث حادث غريب: هل ثقلت رأسي فنمت أم اشتطت أفكاري فتحولت إلي أحلام؟ أم أشهر الله لي أحدي الرؤى لست أدري، ولكنني أدري شيئاً واحد وهو أنني نظرت فإذا أمامي جماعة من الملائكة النورانيين وإذا بهم يحملونني علي أجنحتهم ويصعدون بي إلي فوق، وأنا أنظر إلي الدنيا من تحتي فإذا هي تصغر شيئاً فشيئاً حتى تتحول إلي نقطة صغيرة مضيئة في فضاء الكون، وأنصت إلي أصوات العالم وضوضائه فإذا بجسمي يخف ويخف حتى أحسّ كأنني روح من غير جسد – فأتلفت في حيرة حولي لأري أرواحا كثيرة سابحة مثلي في الفضاء اللانهائي، وأري من الوف من الملائكة .. فاتجه في شوق شديد نحو مصدر الصوت، فإذا أمامي علي بعد مدينة جميلة نورانية معلقة في ملك الله، تموج بالتسبيح والترتيل، كلما أسمع منها نغماً يمتلئ قلبي فرحاً، وتهتز نفسي اشتياقا “

جامعة سلطان الظلام
وتدور أحداث رواية ” جلسة صاخبة فى جامعة سلطان الظلام ” التى صدرت فى مارس 2007 حول عمل الشياطين ونشاطهم وحيالهم وتقع تحت عنوان “جلسة صاخبة في جامعة سلطان الظلام” حيث تشير كلمة الظلام إلى الخطيئة والشر أما “سلطان الظلام ” فتعبير استعمله السيد فى المسيح فى الانجيل كتعبير عن مملكة الشيطان ، وتدور احداث الرواية في الجامعة التي يراسها ابليس ويعمل لديه أساتذة من الشياطين منهم شيطان المجد الباطل والافتخار ، شيطان الفساد ، شيطان الانحراف الديني، شيطان النبوءة والخرافات ، شيطان العبادة الشكلية ، شيطان المشغولية ، شيطان الغضب والحدة ، شيطان الزنا ، شيطان الالحاد شيطان الشك والتشكيك ، شيطان السلطة والنفوذ ، حيث تريد ان تقدم الرواية فكرة عن محاولات الشياطين لاسقاط البشر والغرض منها هو الاحتراس منهم ، وتبدا الرواية احداثها فى جامعة سلطان الطلام حيث كانت الليلة حالكة السواد. وترتطم في تلك القاعة الرهيبة موسيقى صاخبة، بعضها مثير، وبعضها مفزع ومخيف. وقد علقت في أعلى المنصة على جدران القاعة لافتات مكتوب على بعضها: “هذه ساعتكم وسلطان الظلام .. يحيا ابليس -يحيا التنين الويل للاكليروس .. الويل للأبرار.. الويل للنساك ” ، وفى هذا المكان اجتمع ابليس مع كبار أتباعه من أساتذة جامعة سلطان الظلام، كل منهم في تخصصه، وهو مستعد أن يعرض نشاطه وإنجازاته فى الايقاع بالبشر “

اصطلح مع الله

وتبلورت أفكار قداسة البابا شنودة التى امن بها طيلة حياته فى العديد من اقواله التى تحمل خلاصة فكره منها وأنت سائر في الطريق الروحي إحرص لئلا تكـبُر في عيني نفسك فتسقط .. إن ضعفت يوما فاعرف انك نسيت الله .. ان كنت تشكو من فشل يتعبك في حياتك أرجع سريعاً إلى نفسك وفتش داخلك جيداً وأنزع الخبيث واصطلح مع الله وهكذا تعود لك البركة .. إن اللَّـه يعطيك ما ينفعك ، وليس ما تطلبه ، إلاَّ إذا كان ما تطلبه هو النافع لك . وذلك لأنك كثيراً مــا تطلــب مــا لا ينفعــك .. ليكن الخير طبعاً فيك وليكن شيئاً تلقائياً لا يحتاج إلى جهـد ، مثلـه مثـل التنفـس عنـدك .. حياتكم لا تعتمد في سلامها على العوامل الخارجية إنما تعتمد في سلامها على الإيمان ، وعلى جوهر القلب من الداخل فالقلــب القــوي باللَّـــه، حصــن لا يُقهــر.. احيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام ، وأكثر فائدة ونفعاً أو على الأقل ، قد يكون أقل ضرراً ..الصمت قد تكون فيه حكمـة وقـوة ، وقد يكون فيه نُبـل ورصانـة .. مشكلتنا في عدم الشكر، أننا لا ننظر إلى قدام، إنما ننظر إلى تحت أقدامنا فقط، إلى مجرد الواقع الذي نعيشه! دون النظر إلى بعيد، إلى ما سوف يحدث فيما بعد. ولا نلتفت مطلقاً إلى هدف اللـه من هذا الأمر الذي يتعبنا، أقصد هدفه المفرح لنا.. يجب على الإنسان ان لا ينظر مطلقاً إلخلف . بل ينسي ماهو وراء ويمتد إلى قدام .. الأمس ليس فى يدك . لقد فارقك إلى غير رجعة . أما الحاضر فهو فى يدك . والمستقبل تستطيع أن تعمل من أجله . والذى يتطلع إلى الأمام ، يتقدم بغير توقف . نظراته حتى إلى الأبد ، وإلى الله.

رائع بجد ياميشال

حلو ردك جدا ا
الله يباركك

انا رديت على نفسي هههه
منتدى صعب

موضوع روعه مايك
ميرسى كتير
ربنا يعوضك

كان قداســـــه ؛ مدرســة كبيرة في حياتنـا !

تعلمنا ولا نزال نتعلّـم فيها دروس قيّمـة في حياتنا اليوميّــة !

موضوع راقي !

تســــــلم اياديكــــم .

» البشاشة بقلم البابا شنودة الثالث..
» اختيار الله لقداسة البابا ذهبى الفم الثانى البابا شنودة الثالث
» كلمة منفعة بقلم قداسة البابا شنودة
» كلمة منفعة بقلم قداسة البابا شنودة
» مانتعلمه من الاطفال بقلم قداسة البابا شنودة 21\11\2010