كن شديداً فى الضيقة . لا تجعل الضيقة .تحطمك ،
إنما حطمها أنت بإيمانك .
إن الزجاجة إذا وقعت على صخرة ، لا تحطم الصخرة ،
وإنما تتحطم الزجاجة .كن إذن صخرة..
إن حوربت بأن الله ليس معك ، قل لنفسك : كلا ، إنه معى ،
ولكننى أنا الذى لا أدرك وجوده .
العيب إذن فينا ، وليس فى عدم وجوده.
لا تتضايق إن كان إدراكك ضعيفاً لوجود الله فى حياتك .
إنما عليك إن تصلى وتقول [أعن يارب ضعف إيمانى ]
لا يكفى بأن يكون الله معك ،، إنما كن أنت أيضاً معه ،
بكل القلب والفكر والحواس والإرادة .
إفتح قلبك لله ، وهو يملؤه حباً . وافتح ذهنك له ،
وهو يضع فيه أجمل الأحاديث .
عش معه بكيانك ، يفض عليك من مواهبه ونعمه وقوته
وقت الضيق ، هو وقت الإحتياج إلى الله . وفيه تشعر بوجود الله ،
أكثر مما تشعر فى وقت الراحة أو المتعة .
تشعر فى الضيقة بيد الله كيف تتدخل وتعمل وتنقذ..
اننا نتمتع بوجود الله فى وقت الضيقة ..
ونحس وجوده ونطلب وجوده ونلمس جوده ..
أنت لا تدرى متى يطرق الله على بابك .
كل ما تدريه أنك أن سمعت صوته لا تقسى قلبك ،
بل تفتح بابك مباشرة ، وتقول له فى حب : تعال أيها الرب .
هل أنت تشعر بوجود الله فى حياتك ،
وجوداً يلهب قلبك بالحب ، فتتقد عاطفتك نحو الله باستمرار..؟
إن الذى يحب الله ، ويحب أن يوجد دواماً معه،
لا يكون الله بالنسبة إليه هو إله مناسبات ..!
الذى يحب الرب ، يحب الوجود معه ،
والذى يوجد معه يحبه ..
ويشعر بفرح لا ينطق به لوجوده مع الله .
إننا لا نفكر فى الضيقة ، بل فى الله الذى يحلها .
أما الذى يركز فى الضيقات ، ناسياً وجود الله ، فإنه يتعب .
ما أجمل الوجود مع الله . إنه متعة الروح هنا على الأرض .
وهو أيضاً نعيمها الأبدي فى السماء .