ما أرهب العرش المُشار اليه في هذه الأعداد ! انه عرش دينونة رهيبة ، حيث لا نعمة ولا رحمة . سيما ان لهذا العرش مطالب ، ولكن يا للأسف فانه لا يوجد في ذلك الوقت من يوفيها حيث يقول: " وانفتحت أسفار ... ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" تلك الأسفار مدوّن فيها تاريخ كل واحد من الخطاة الذين رفضوا نعمة الله عندما كانوا أحياء على الأرض في زمان النعمة. وسوف لا تكون مغالطة أمام ذلك العرش، كما أن كل شخص سَيُدان بحسب أعماله.

ويتصور البعض ان الدينونة ستكون بسبب رفض الإنجيل فقط، ولكن الواضح هنا ان كل واحد سَيُدان "بحسب أعماله" لا شك أن رفض الإنجيل أينما كُرز به يضع السامعين الرافضين تحت مسؤولية الدينونة الرهيبة، لكن هذه الدينونة ستكون بحسب أعمال كل واحد ، حيث نرى أن غضب الله يأتي على ابناء المعصية لأجل خطاياهم . يا له من حق خطير جداً ، أن كل واحد يموت في خطاياه غير تائب ولا مؤمن إيمانا حقيقياً بالرب يسوع المسيح ليقبل ملكوته الروحي على حياته، لا بد وأن يُدان على جميع أعماله، ما ظهر منها وما استتر ، وسيقف جميع الخطاة بضمائر مستيقظة وذاكرة كاملة ، وسيظهرون أمام ذلك العرش الذي لا يُخفى منه شيء ، ولا يمكن أن يهرب من أمامه أحد