ماهو السلوك المسيحي ؟
+ الصلاة : الصلاة في المسيحية هي وسيلة الأتصال المباشر مع الله الأب السماوي .
المسيحي عندما يصلي يرفع قلبه إلى الله بالشكر والحمد وتعظيم اسمه الكريم المبارك
ويطلب أيضاً المغفرة من أي سهو وخطأ في حياته .
إن المسيحي عندما يصلي يطلب من أبيه السماوي الهداية في الطريق والرعاية وإن كانت هناك أي مشاكل
في حياته يطلب ويفتح قلبه لله ويسأل كل ما يحتاج اليه . إن الله أب حنون محب يسمع لأنات قلوبنا وآهاتنا
ويستجيب لصلاتنا لأنه صالح وإلى الأبد رحمته .
ولأن باب السماء مفتوح فالصلاة عند المسيحي ليس لها مواقيت معينة لكننا نستطيع أن نتوجه إلى الله
بالصلاة والدعاء في أي وقت وأن نفتح قلوبنا امامه ونقول له كل ما بداخلنا .
وقد علمنا المسيح في متى 6: 5-13 « وَعِنْدَمَا تُصَلُّونَ ، لاَ تَكُونُوا مِثْلَ الْمُرَائِينَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ
أَنْ يُصَلُّوا وَاقِفِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ لِيَرَاهُمُ النَّاسُ .
الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : ' إِنَّهُمْ قَدْ نَالُوا مُكَافَأَتَهُمْ . أَمَّا أَنْتَ ، فَعِنْدَمَا تُصَلِّي ، فَادْخُلْ غُرْفَتَكَ ، وَأَغْلِقِ الْبَابَ عَلَيْكَ ،
وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ . وَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ ، هُوَ يُكَافِئُكَ .
وَعِنْدَمَا تُصَلُّونَ ، لاَ تُكَرِّرُوا كَلاماً فَارِغاً كَمَا يَفْعَلُ الْوَثَنِيُّونَ ، ظَنّاً مِنْهُمْ أَنَّهُ بِالإِكْثَارِ مِنَ الْكَلامِ ،
يُسْتَجَابُ لَهُمْ . فَلاَ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ ، لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ . ' »
فَصَلُّوا أَنْتُمْ مِثْلَ هَذِهِ الصَّلاَةِ :
« أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ ! لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ ! لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ عَلَى الأَرْضِ كَمَا هِيَ فِي السَّمَاءِ !
خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ ! وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ،
لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ ، لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ . آمِين . »
وأيضاً علمنا أن لا نكون كالمرائين الذي يصلون في زوايا الشوارع وأمام الناس حتى يأخذوا تكريماً من البشر ،
لكنه يريدنا أن نصلي داخل مخادعنا لأبينا السماوي الذي يرى في الخفاء ويجازي علانية .
+ هل نظافة الجسد الخارجية شرط لاستجابة الله صلواتنا ؟ طلب السيد المسيح طهارة القلب والروح .
لقد قال في إنجيل متى 23: 27-28 « الْوَيْلُ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ !
فَإِنَّكُمْ كَالْقُبُورِ الْمَطْلِيَّةِ بِالْكِلْسِ : تَبْدُو جَمِيلَةً مِنَ الْخَارِجِ ، وَلَكِنَّهَا مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئَةٌ بِعِظَامِ الْمَوْتَى وَكُلِّ نَجَاسَةٍ !
كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً ، تَبْدُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً ، وَلَكِنَّكُمْ مِنَ الدَّاخِلِ مُمْتَلِئُونَ بِالرِّيَاءِ وَالْفِسْقِ ! »
فأنت تستطيع ان تصلي وجسدك نظيف لكن قلبك كله مليء بالقذارة وأوساخ العالم والشر .
فالمنظر الخارجي نظيف لكن الداخل شرير. وقد علمنا المسيح أن نأتي إلى الله معترفين بخطايانا وذنوبنا
ونطلب المغفرة والطهارة ونسأل استجابة صلاتنا في اسم السيد المسيح عيسى .
صديقي ، هل تريد أن ترفع قلبك الآن الى الله وتقول له عن كل ما يقلقك وتطلب منه أن يمنحك
السلام الداخلي والطهارة القلبية ، ومغفرة أي خطيئة تسيطر على سلوكك ؟
لاتتردد ...
المسيحي وعالم المال والأعمال : قال السيد المسيح في إنجيل لوقا 20: 25
« إِذَنْ ، أَعْطُوا مَا لِلْقَيْصَرِ لِلْقَيْصَرِ ، وَمَا لِلهِ لِله » . فهنا فرق المسيح بين ما هو للعالم وما هو لله .
وهو شجعنا أن نعمل بأجتهاد ونكد ونتعب ونجتهد حتى نعيش حياة كريمة فاضلة لكنه في نفس الوقت
طلب منا أن نعطي لله حقه ، فعندما نعمل يجب أن نلتزم بالأمانة ومراعاة القانون والضمير
وعندما نعبد الله نعبده بقلب طاهر غير مخادع .
ويوجد ملايين من المسيحين يديرون
أعمال تجارية ضخمة في كل مكان في العالم وهم يلتزمون في اعمالهم التجارية والمالية بالدقة والأمانة وحفظ القانون .
الزواج في المسيحية : في إنجيل متى اصحاح 19: 3-9 « وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ يُجَرِّبُونَهُ ،
فَسَأَلُوهُ : ' هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ لأَيِّ سَبَبٍ ؟ ' فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً :
' أَلَمْ تَقْرَأُوا أَنَّ الْخَالِقَ جَعَلَ الإِنْسَانَ مُنْذُ الْبَدْءِ ذَكَراً وَأُنْثَى ،
وَقَالَ : لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً ؟
فَلَيْسَا فِي مَا بَعْدُ اثْنَيْنِ ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ . فَلاَ يُفَرِّقَنَّ الإِنْسَانُ مَا قَدْ قَرَنَهُ اللهُ ! »
فَسَأَلُوهُ : « فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى بِأَنْ تُعْطَى الزَّوْجَةُ وَثِيقَةَ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ ؟ »
أَجَابَ : « بِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ ، سَمَحَ لَكُمْ مُوسَى بِتَطْلِيقِ زَوْجَاتِكُمْ .
وَلَكِنَّ الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا مُنْذُ الْبَدْءِ . وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ الَّذِي يُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ لِغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى ،
وَيَتَزَوَّجُ بِغَيْرِهَا ، فَإِنَّهُ يَرْتَكِبُ الزِّنَى . » يعلم السيد المسيح ما هية الزواح .
وهذا يتطابق تماما مع بدء الخليقة ، فعندما خلق الله آدم خلق له حواء واحدة !!
فلو كان الله يريد لآدم أن يكون له اكثر من زوجة لخلق له اكثر من حواء !!
+ فالزواج في المسيحية مقدس غاية القداسة لذلك لم يسمح السيد المسيح
بالطلاق إلا في حالة واحدة وهي الزنى .
إن السيد المسيح يعلم تماماً أن الأسرة السعيدة القوية هي التي تبنى على اساس المحبة والثقة بين رجل وامرأة .
والأساس الاقوى الذي يحفظ أي اسرة من الأنهيار هو الإيمان بشخص السيد المسيح .
فهذا الأيمان هو الصخرة التي لا تتزعزع رغم تيارات الزمن العاتية .
لقد قال المسيح في إنجيل ( متى 7: 24-27 ) . « فَأَيُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ،
أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ حَكِيمٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ، فَنَزَلَتِ الأَمْطَارُ ، وَجَرَتِ السُّيُولُ ، وَهَبَّتِ الْعَوَاصِفُ،
فَضَرَبَتْ ذَلِكَ الْبَيْتَ ، فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى الصَّخْرِ .
وَأَيُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ غَبِيٍّ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ ، فَنَزَلَتْ الأَمْطَارُ ،
وَجَرَتْ السُّيُولُ ، وَهَبَّتِ الْعَوَاصِفُ ، فَضَرَبَتْ ذَلِكَ الْبَيْتَ ، فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً »
وأنت صديقي على أي أساس تبني بيتك ؟ ! + المرأة في المسيحية :
لم يفرق السيد المسيح بين الرجل والمرأة ...
فعنده الكل سواسية . فالمرأة ليست أدنى من الرجل .. حقوقها كحقوق الرجل تماماً.
لقد كرم المسيح المرأة في مناسبات كثيرة . فالمرأة ليست مخلوقاً دنساً ولا هي ناقصة عن الرجل في شيء .
ولم يعتبرها المسيح مخلوقة درجة ثانية . وهي أيضاً ليست لعبة يلهو بها الرجل ولم تخلق فقط
لاشباع رغبات ونزوات الرجل . ولم يسمح المسيح للرجل بضرب المرأة وأهانتها وأهمالها .
ويعلمنا الكتاب المقدس ذلك في رسالة افسس 5: 25-33 « 25 أَيُّهَا الأَزْوَاجُ ،
أَحِبُّوا زَوْجَاتِكُمْ مِثْلَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ الْكَنِيسَةَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا ، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا مُطَهِّراً إِيَّاهَا
بِغَسْلِ الْمَاءِ ، بِالْكَلِمَةِ ، حَتَّى يَزُفَّهَا إِلَى نَفْسِهِ كَنِيسَةً بَهِيَّةً لاَ يَشُوبُهَا عَيْبٌ أَوْ تَجَعُّدٌ
أَوْ أَيَّةُ نَقِيصَةٍ مُشَابِهَةٍ بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً خَالِيَةً مِنَ الْعُيُوبِ .
عَلَى هَذَا الْمِثَالِ يَجِبُ عَلَى الأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ .
إِنَّ مَنْ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ ، يُحِبُّ نَفْسَهُ . فَلاَ أَحَدَ يُبْغِضُ جَسَدَهُ الْبَتَّةَ، بَلْ يُغَذِّيهِ وَيَعْتَنِي بِهِ ،
كَمَا يُعَامِلُ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ . فَإِنَّنَا نَحْنُ أَعْضَاءُ جَسَدِهِ . لِذَلِكَ يَسْتَقِلُّ الزَّوْجُ عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ،
وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً . هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ وَلَكِنَّنِي أُشِيرُ بِهِ إِلَى الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ !
إِنَّمَا أَنْتُمْ أَيْض اً، كُلٌّ بِمُفْرَدِهِ ، لِيُحِبْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ زَوْجَتَهُ كَنَفْسِهِ .
وَأَمَّا الزَّوْجَةُ ، فَعَلَيْهَا أَنْ تَهَابَ زَوْجَهَا . » لقد حرر المسيح المرأة من كل القيود التي يمكن
أن يضعها الرجل ليتحكم فيها كما يشاء . والمرأة في المسيحية يمكن أن تتقلد
أعظم المناصب وتصل بعلمها واخلاقها إلى ما يمكن ان يصل إليه الرجل ايضاً ...
ترى صديقي ما رأيك ؟ !!
+ التعامل مع الغير : قال السيد المسيح « إِذَنْ ، كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يُعَامِلَكُمُ النَّاسُ بِهِ ،
فَعَامِلُوهُمْ أَنْتُمْ بِهِ أَيْضاً : هَذِهِ خُلاَصَةُ تَعْلِيمِ الشَّرِيعَةِ وَالأَنْبِيَاءِ . »
( متى 7: 12 ) .
إن هذه الوصية تعتبر اساساً أدبياً بنيت عليه دساتير وشرائع دول عديدة .
فهيّ تحث الناس على التعامل المتكافيء بغض النظر عن اختلاف الدين أو العقيدة أو الجنس أو اللون .
فالأحترام والتقدير والتكامل الأجتماعي يجب أن يسودوا .
واضاف السيد المسيح وصية تعتبر ثورة في عالم الأخلاق إذ قال في إنجيل متى 5: 43-44
« وَسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ : تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ . أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ،
وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ ، »
وهنا يطلب المسيح منا أن نحب حتى أعدائنا !!
واللذين يضطهدوننا ونبارك من يلعنا ...
ونحسن ليس فقط لأحبائنا وأهلنا بل اللذين يكرهوننا أيضاً .
وندعوا بالهداية للذين يطردوننا من اشغالنا ويحرقون منازلنا ومتاجرنا .
هذا هو عمق أعماق المحبة التي أعلنها السيد المسيح وطبقها بنفسه ، فهو على الصليب
قال « يَاأَبِي ، اغْفِرْ لَهُمْ ، لأَنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ ! »
( لوقا 23: 34 ) .
لقد صلى طالبا المغفرة لصالبيه وقاتليه !! صديقي العزيز إن كانت لديك أجابة ارجوك أن توافيني بها !!
+ ماذا يأكل ويشرب المسيحي ؟ لم يضع المسيح إلزاما للأكل والشرب وليس هناك إجبار
على نوع الطعام الذي يتناوله الأنسان . والحكمة في ذلك أن الله ينظر إلى قلب الإنسان وداخله .
فما المنفعة إذا كنت تحرم طعاماً معينا ولكن بداخلك الكراهية والعنف والأغتصاب والحقد والحسد والطمع والكذب
وهلم جرا من الخطايا والذنوب . ؟ في إنجيل متى 15: 10-11 ثُمَّ دَعَا الْجَمْعَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ :
« اِسْمَعُوا وَافْهَمُوا : لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هُوَ الَّذِي يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ . »
وهنا نجد المسيح واضحاً في اهتمامه ليس بما نأكل لكن بما نفعل ونتكلم .
المصدر / موقع : Arab noor