الفنون والحرف > المكتبات :
المخطوطات ..
يعتقد ، بناء على المجموعات الصغيرة من أوراق البردي التي عثر عليها بالمدافن ،
بأن المصريين القدماء قاموا بجمع النصوص كجزء من مقتنيات الصفوة . وتضم النقوش والمخطوطات أيضا
إشارات متعددة لمجموعات من الكتب كانت تحفظ فيما يسمي " بيت الكتب " .
وليست هناك بقايا معمارية لأية مكتبات مصرية قديمة كبرى ،
وإن يكن من المرجح وجود تلك المكتبات في القصور والمعابد الرئيسية .
وتضم نقوش باحدى صالات معبد الرامسيوم وأخرى بإحدى الغرف بمعبد إدفو ( سجلا مفهرسا ) للكتب ،
ولكن بحكم حجمها وموقعها ؛ فإنها على الأرجح كانت تستخدم في حفظ كتب الطقوس اليومية بالمعبد .
وفي عصر البطالمة ، أمر بطليموس الأول سوتر بإنشاء مكتبة الإسكندرية ، وقام ديمتريوس الفاليرمي
بتزويدها بالمجموعة الرئيسية للمكتبة ؛ بينما تولى بطليموس الثاني فيلادلفيوس
رعاية إكمال العمل . وحرص الملوك الذين جاءوا بعده على زيادة مقتنيات المكتبة .
فكان بطليموس الثالث ، مثلا ، يلزم جميع المسافرين القادمين بتسليم ما بحوزتهم من كتب .
وإن لم تكن هذه الكتب من مقتنيات المكتبة ، فإنها تحفظ ؛ بينما يتلقى صاحبها نسخا رخيصة منها .
وربما ضمت المكتبة في أوج عظمتها نحو 700 ألف لفافة ؛ أو ما يعادل نحو 100 ألف إلى 125 ألفا
من الكتب المطبوعة المجلدة . وبحلول منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ، أصبح المبنى الأصلي أصغر
مما يكف ي، فنقلت مجموعة إلى السرابيوم ؛ ضمت نحو 42800 نسخة ومخطوط غير مكتمل .
وقد دمر نحو أربعين ألف كتاب في الحرائق التي شبت بها على إثر الخلاف الذي نشأ بين
يوليوس قيصر وكليوباترا السابعة في عام 48 ق . م . وعلى الرغم من أن مارك أنطونيو
عوض الملكة بمئتي ألف لفافة من برجاموم ، فإن مكتبة الإسكندرية قد دمرت بنهاية
القرن الثالث قبل الميلاد ؛ إبان الصراع على السلطة في الإمبراطورية الرومانية .
وأما السرابيوم ، أو" المكتبة الوليدة " ، فقد حكم عليه بأنه يدعم المعتقدات الوثنية ؛
فدمره ثيوفيلوس أسقف الإسكندرية : بناء على فرمان يحظر الديانات غير المسيحية أصدره ؛
ثيودوسيوس عام 391 م .
وكانت المكتبات المدنية ، التي أنشئت في العصرين اليوناني والروماني ، في متناول أهل مصر المسيحيين ؛
وكذلك المكتبات الكنسية ، التي كانت توجد عادة في الأديرة . ولعل مكتبة الدير الأبيض للقديس شنودة ،
في سوهاج ، كانت أعظم مكتبات مصر القبطية ؛ ولكنها الآن مبعثرة .
ولقد عثر على المئات من بقايا الرق وأوراق البردي في موقع دير القديس أبولو ،
وربما كانت به هو الآخر مكتبة .
وأما المسلمون ، فقد كانوا من عظماء جامعي الكتب ، فازدهرت المكتبات في عهودهم ؛
حيث شجع الإسلام على التعلم وارتقاء المعرفة . وإلى جانب المكتبات التي ضمتها قصور الأمراء والنبلاء
في مصر، فإن مساجد ومدارس القاهرة خاصة ضمت مكتبات ؛ وجميعها كانت متاحة للدارسين .
وكان لكل مكتبة سجل مفهرس لمجموعة كتبها ، وكان بها موظفون يؤدون الأعمال
التي يقوم بها أمناء المكاتب اليوم ؛ إلى جانب الكتبة ، والقائمين بأعمال تجليد الكتب وغيرهم
ممن يقومون برعاية الكتب والاعتناء بها . وفي عام 395 من الهجرة ( 1004 م ) ،
أنشأ " الحاكم بأمر الله " ؛ الفاطمي معهدا للتعليم أسماه " دار العلم " .
وتبرع للمعهد بكتب في مواضيع متنوعة ؛ مما شجع الفقهاء على التدريس به ،
كما قام بالإنفاق على تأثيثه وعلى العاملين به .
ويقال بأن ذلك المعهد البحثي كان يضم في مكتبته ما يربو على المليون مجلد ؛
ثم أصابها ما أصاب مكتبة الإسكندرية من دمار، نتيجة الغزو الصليبي والمغولي .
المصدر / الجزيـــــرة نــت .