حريق ضخم في قلب موسكو وشائعات عن انقلاب !
الأثنين : 16 ـ 03 ـ 2015
هل الحريق الضخم الذي اندلع فجر اليوم الاثنين في موسكو في أحد اشهر أديرتها التاريخية ، والقريب
من مبنى الكرملين ، كان عملا ارهابيا ، أو محاولة لزعزعة الأمن الداخلي ؟ النار شبت فجأة
في أحد أبراج دير " نوفوديفيتشي " واحتاجت ، وفق ما نقلت وكالة " نوفوستي " الروسية للأنباء ،
الى 113 رجل إطفاء، مع 29 آلية ، لاخمادها بعد أن امتدت ألسنتها على مساحة تزيد
عن 300 متر مربع ، ووصلت الى ارتفاع البرج البالغ علوه 40 مترا ،
مع ذلك أكدت وزارة الطوارئ الروسية عدم وقوع مصابين من الحريق الذي أدى إلى احتقان كبير
بحركة السير في المنطقة , منظر الحريق من بعيد أثار القلق في الموسكوبيين وسريعا وصل صدى
الحريق الى عواصم العالم ، فأبدت وسائلها الاعلامية شكوكا بأن يكون نتيجة عملية ارهابية
أو محاولة للقيام بزعزعة أمنية ، لها توابع مرتقبة , كما أن صحيفة
" ديلي ميل " البريطانية ، سبق واشارت أمس الأحد الى شائعات عن " حدوث انقلاب أمني
في موسكو " تسبب بتحييد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحكم " مؤكدة أنه ما زال
على قيد الحياة ، وأوضحت الصحيفة أن نيكولاي باتروشيف ، رئيس جهاز المخابرات الروسي السابق ،
يقف وراء المؤامرة المزعومة لتحييد بوتين ، واشارت إلى عدم ظهور بوتين علنا أمام العامة منذ 9 أيام ،
" كما أن وجود قافلة شاحنات أمام الكرملين غذّت شائعات رحيله أيضا " وفق تعبيرها .
الدير الذي بنوه قبل 490 سنة ، أما الدير ، فأحد أشهر أديرة
موسكو المعروفة ،ومعنى اسمه هو " دير الخادمات الجديد " لتمييزه عن أديرة قديمة أكثر وموجودة
في المنطقة الواقع فيها الكرملين ، طبقا ما قرأت عنه " العربية نت " في موقع منظمة اليونيسكو
التي أدرجته في 2004 ضمن التراث العالمي ، واعتبرته مختلفا عن سواه لأنه حافظ على حالته
منذ القرن السابع عشر ، مع أن بناءه تم في 1524 على يد الأمير فاسيلي الثالث ، المعروف
بلقب " أمير موسكو المعظم " وقيصر روسيا منذ حكم في 1505 حتى وفاته في 1533 بعمر 54 سنة ,
دير نوفوديفيتشي يقع في الساحة نفسها التي يقع فيها مقر الحكومة الروسية وبنى فاسيليس الثالث
الدير لمناسبة مرور 10 أعوام في 1514 على حصار سمولينسك ، وجعله كحصن قرب نهر موسكفا ،
وكجزء مهم من الحزام الدفاعي الجنوبي عن العاصمة ، والذي تضمن عددا من الأديرة الأخرى .
ومن وقتها اشتهر " نوفوديفيتشي " كملجأً لعدد من سيدات الأسر الحاكمة الروسية ،
بينهن كانت إيرينا غودونوفا ، زوجة فيودور الأول ، كما لجأت فيه صوفيا أليكسييفن ،
شقيقة بطرس الأكبر ، وأيضا كانت إيدوكسيا لوبوخينا ، زوجته الأولى ، بين من لجأن فيه .
وحتى الآن ، فان الشائعات محصورة في خانة التكهنات فقط ، وهي ليست الأولى ،
فأمس الأحد كتب مراسل " العربية نت " في موسكو ، مازن عباس ، تقريرا تطرق فيه
الى تكهنات شبيهة ، سرت في الأوساط السياسية والإعلامية عند " اختفاء " الرئيس الروس ،
فلاديمير بوتين في 2012 لأيام معدودات ، وتناولت صحته بعد أن ألغى زيارات عدة خارج روسيا
" ثم ظهر وهو يعرج " وفسر الكرملين آنذاك غيابه بمعاناته من إصابة سابقة في الظهر .