قصّــــة : قفص ذهبي ضخم !
Noura Abdo with حنا وصفى and 131 others
في الطريق لفت نظر جاكي منظر رجل امسك بعصا يضرب بها بعض الطيور
التي وضعها في قفص ذهبي ضخم .
سألته جاكي : من أين أتيت بكل هذه الطيور المتنوعة ؟
" من كل موضع أذهب إليه ، " - كيف جمعت هذه الطيور؟ .
" أقدم لها طعاما ، وأتظاهر بالصداقة فتقترب إلي فأصطادها وأضعها في القفص ،
كما أنصب فخاخا وشباكا أينما ذهبت لأجمع من كل أنواع الطيور . "
- ماذا تفعل بها ؟
"اضربها بالعصا حتى تفقد أعصابها فتهيج وتقاتل بعضها البعض ،
ومن لا يصيبه الأذى من الطيور أنا أقوم بأذيته .
هذه هي مسرتي أن أرى الطيور تتقاتل معا ، إنه لن يهرب من يدي طير قط ! " .
حاولت جاكي أن تخفي دموعها المنهارة أمام قسوة هذا الرجل المجنون ، وفي هدوء قالت للرجل :
" إني معجبة بهذا القفص الذهبي ، أتبيعني إياه وما به من طيور؟ " .
إذ كان المجنون محبا للمال أخفى ابتسامته ، وشعر بأنها فرصة ثمينة لينال مبلغا كبيرا .
أجابها المجنون : " لقد كلفني هذا القفص الكثير وتعبت كثيرا في اقتناء الطيور، كم معك ؟ "
أجابت جاكي : " معي خمسون جنيها " .
قال المجنون : " قليل جدا ، سآخذ الخمسين جنيها ومعها المعطف الذي تلبسينه " .
لم تتردد چاكي لحظة واحدة حتى قدمت الخمسين جنيها والمعطف ، وما أن سلمها الرجل القفص
حتى فتحت بابه وأطلقت الطيور لتمارس حياتها الحرة .
انطلقت جاكي إلى والدتها وقد عم قلبها السرور، سألتها والدتها عن المعطف الجديد الثمين
والذي تعتز به الوالدة ، فروت لها ما حدث .
احتضنتها والدتها وهي تقبلها وتقول لها : " ليس أعظم ولا أثمن من الحرية ! " .
إلهي أنت تعلم إبليس المجنون يجمعنا من كل موضع في العالم ،
يقدم لنا الملذات ويخدعنا ليقتنصنا في فخاخه .
يحسبنا كما في سجن يبدو كأنه ذهبي ، ويحثنا أن نقاتل بعضنا بعضا ،
يجد لذته في عنفنا وعنفه معنا ، قدمت دمك الثمين ثمنا لنا ، وفتحت أبواب الهاوية وأطلقت نفوسنا حرة .
فماذا نرد لك يا واهب الحرية ؟