المسيح في التراث اليهودي !
76- دراسة سفر الخروج اﻻصحاح 26:
* الرموز والمعاني الروحية لسفر الخروج 26
أ - الخيمة كرمز للسيد المسيح :
-المواد التي تصنع منها الشقق هي التي يصنع منها الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس ،
وأيضًا ذات المواد التي تصنع منها الستارة التي في مدخل المسكن ، وأيضًا ثياب هرون رئيس الكهنة ،
هي تمثل شخص السيد المسيح من جوانب أربع ، وكأن السيد المسيح هو غاية كل هذه الرموز:
* الكتان المبروم يُشير إلى الطهارة والنقاوة الكاملة .
* الأسمانجوني ، لونه سماوي ، يُشير إلى كونه من السماء
( يو 3: 13 ) .
الأرجوان ، لباس الملوك ، علامة ملكه
( مز 2 ) .
* القرمز إشارة إلى عمله الخلاصي ، بسفك دمه لأجل خلاصنا .
هذا هو الأساس الذي تقوم عليه الخيمة من كل جوانبها ، إنها شخص
السيد المسيح نفسه الذي فيه يلتقي الأب مع البشرية ... إذ فيه تمت مصالحتنا معه !
ب - تغطى هذه الشقق الرائعة الجمال بثلاث أغطية :
- الغطاء الأول من شعر معزى ، غطاء بلا جمال ، إذ بقدر ما حمل السيد في أعماقه جماله الإلهي ،
كان خارجه يحمل أتعابًا وآلامًا ، رآه إشعياء النبي بلا جمال وظهر له كأنه مضروب من الله والناس
( إش 53 ) .
لكنه هو حمل الله الذي عليه وضعت آثامنا وخطايانا .
ما نقوله عن شخص السيد نقوله أيضًا عن وصاياه وتعاليمه ، فوصيته صعبة ، طريقها كرب وبابها ضيق ،
لكن من يدخل إلى الوصية ويمارسها يجد السيد المسيح داخلها يفرح النفس ويهبها لذة فائقة !
وما نقوله عن السيد ووصيته ينطبق أيضًا على تابعيه ، فمن يسلك مع المسيح لا يحمل
حجالًا خارجيًا ، إنما " مجد ابنة الملك من داخل "
( مز 45 ) .
من الخارج يحمل المسيحي أتعابًا وآلامًا وفي الداخل أمجادًا وأفراحًا !
-جلود كباش محمرة : ترمز لطاعة السيد المسيح للآب حتى الموت .
- جلود تخس : وهي فوق كل الأغطية ، إذ ترمز للسمة البارزة في شخص السيد المسيح :
ثباته في الشهادة حتى الموت .
ج - الأعمدة والعرائض :
- اﻻعمدة : يلزم أن يكون في الخيمة أعمدة ، أي المعلمون الذين هم سفراؤها
-في المسكن تجتمع الأعمدة معًا خلال العرائض المساعدة :
وذلك كما يتحد المعلمون معًا في الكنيسة .
- قواعد الأعمدة من الفضة ، لكل عمود قاعدتان ...
أما الفضة فتعلن عن كلمة الله ونوال موهبة الروح ، إذ كلام الله نقي كفضة مصفاة في بوتقة .
-أساس تبشير الرسل هو الأنبياء ( القاعدة ) ، لأن الكنيسة تقوم على الرسل والأنبياء
( أف 2: 20 ) .
وبشهادتهم ( الأنبياء ) يتقوى الإيمان بالمسيح الذي هو تاج الأعمدة .
- العوارض التي تربط الأعمدة : هي الأيدي المتشابكة خلال الشركة الرسولية .
باختصار نقول أن الخيمة وهي ترمز للسيد المسيح ، ترمز أيضًا للكنيسة كجسد المسيح
الذي على الرسل ( الأعمدة ) المتحدين بروح الحب والشركة ( العوارض ) الكارزين بما تنبأ
عنه الأنبياء ( القواعد الفضة ) فهي كنيسة رسولية تسلك بالفكر الرسولي ،
ولا تتجاهل الناموس والأنبياء ، بل تعتمد عليهما بروح إنجيلي .
د-أعمدة الحجاب وأعمدة المدخل:
يقوم الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس على أربعة أعمدة ، فإن كان هذا الحجاب
يمثل عزل الإنسان وحرمانه من الدخول إلى حضرة الله والتمتع برؤيته ، فإنه في الحقيقة يمثل
حبنا للعالم ، أو شهوات الجسد الذي أخذ من التراب ( العالم ) ، لذلك فإن الأربعة أعمدة
هنا تُشير للعالم (أربعة جهات المسكونة) أو شهوات الجسد ، الأمور التي انهارت بارتفاع
السيد المسيح على الصليب ، حيث انشق حجاب الهيكل .
أما ستارة المدخل ( السجف ) فتقوم على خمسة أعمدة ؛ ورقم خمسة يُشير غالبًا إلى الحواس الخمس ،
فلا دخول إلى المسكن إلاَّ بتقديس الحواس الخمس .
لهذا شُبه ملكوت السموات بالخمس عذارى الحكيمات اللواتي حملن مصابيحهن المتقدة ،
أي لهن الحواس المقدسة والمستنيرة بالروح القدس ، أما ملكوت إبليس فشبه بالخمس عذارى
الجاهلات اللواتي لهن مصابيح غير موقدة ، لأن حواسهن قد انطمست في الظلمة ولم تقدر
على الدخول إلى العرس السماوي
( مت 25 ) .
هـ - الشقق :
الخيمة في جوهرها ستارة ضخمة تتكون من ستارتين متحدتين معًا ، كل ستارة تتكون من .
خمس شقق، كل شقة طولها 28 ذراعًا وعرضها 4 أذرع ؛ هذه الشقق مصنوعة
من الكتان المبروم والاسمانجوني والأرجوان والقرمز.
1 - الستارة الكلية : تمثل الكنيسة الجامعة، بكونها خيمة المسيح وثوبه
- عرضها 28 ذراعًا : رقم 28 يُشير إلى كنيسة العهد الجديد حيث رقم 7 يمثل الكمال
والإنجيل يُكرز به في العالم ( 4 جهات المسكونة ) يكون كنيسة العهد الجديد رمزها 28 .
طولها 40 ذراعًا ( 10 شقق × 4 عرض الشقة ) :
رقم 40 فيشير لعهد الناموس ، حيث يُشير الرقم إلى الوصايا العشر منفذه في هذا العالم ( 10 × 4 )
- اذاً الستارة تُشير إلى كمال الكنيسة المتحدة خلال العهدين ، القديم والجديد .
2 - يلاحظ أن الستارة الكلية التي تتكون منها الخيمة في حقيقتها ستارتان متحدتان معًا ،
كل منهما تتكون من خمس شقق ، وكأن الخيمة في حقيقتها هي ثمرة إتحاد شعبين ، الشعب اليهودي
الذي قدّس حواسه الخمس ليتشبه بالعذارى الحكيمات الخمس ، والشعب الأممي الذي قدّس كذلك حواسه الخمس
متشبهًا بالعذارى الحكيمات ، الشعبان يمثلان خيمة واحدة ، هي جسد السيد المسيح المقدس .
3 - تتحد الستارتان معًا خلال خمسين عروة في إحدى الجانبين من كل ستارة [4 -5 ] ،
ترتبط العرى كلها بواسطة خمسين أشظة ذهبية :
* سرّ اتحاد الشعبين معًا هو رقم 50 ، أي حلول الروح القدس في يوم الخمسين ، حيث وحدّ
الشعب اليهودي مع الشعوب ، معطيًا للتلاميذ موهبة التكلم بألسنة كل شعوب ذلك الزمان ليجتمع
الكل معًا بلسان الوحدة والحب وشركة الروح القدس .
* كون الأشظة من الذهب : فذلك لأن سرّ الوحدة الذي يقدمه الروح القدس إنما يتم خلال
تمتعنا بالفكر السماوي ، إذ لا يوجد في السماء انشقاق ولا انقسام إنما وحدة وحب .
4 - أما كون الشقق من الكتان والأسمانجوني والأرجوان والقرمز:
فهذا يُشير إلى أن الكنيسة تتمثل بالمسيح يسوع رأسها الذي يرمز له بهذه المواد الأربعة معًا .
5 - الحلقات الذهبية التي تربط الشقق معًا لتكون مشدودة على الأعمدة
والعوارض تُشير إلى الإيمان الذي يسند الكنيسة .
و- الأغطية :
-الخيمة في جوهرها تتكون من عشر شقق ، إشارة إلى الوصية أو الناموس ( 10 وصايا )
وكأن سكنى الله في وسطنا حفظنا لناموسه أو وصاياه .
بطاعتنا له ندخل فردوسه ونعيش معه كأولاد له .
-أما الغطاء الذي من شعر معزى فيتكون من إحدى عشر شقة وليس عشر شقق [7].
وفي رأي القديس أغسطينوس أنه إن كان رقم 10 يُشير للناموس ، فرقم 11 يُشير
إلى عدم حفظنا للناموس نفسه أو كسرنا له ، فإن اعترفنا بهذه الوصية إننا كاسرون للوصايا ننال
- في استحقاقات الدم - غفران الخطايا ، بمعنى آخر يظهر من الخارج الإحدى عشر شقة إعلانًا
عن ضرورة الاعتراف بخطايانا كشرط للدخول إلى هذا المسكن الإلهي .
- يرى القديس أغسطينوس في إجابة السيد المسيح على الرسول عن عدد المرات التي فيها
يغفر لأخيه إنها سبعة وسبعون إشارة إلى كمال الغفران ، فالخطايا ( كسر الناموس ) هو 11 .
ورقم الكمال 7 ، فلا نستطيع أن ننعم بكمال مراحم الله اللانهائية ما لم نغفر لإخوتنا كل أخطائهم .
- ويلاحظ أن الغطاء أيضًا ينقسم إلى جزئين ، إحداهما يتكون من خمس شقق والآخر من ست شقق ،
في كل جزء من طرف واحد وخمسون عرى ، ويرتبط الجزءان معًا خلال العرى بخمسين شظاظًا نحاسيًا :
لعل الغطاءان هنا يشيران إلى العبادة الظاهرة للشعبين اليهودي والأممي ، أحدهما له الذبائح
الخمس مركز العبادة اليهودية ، والشعب الآخر يرمز له في العبادة بالرقم 6 ، لأنها عبادة أرضية بشرية ناقصة .
ففي تفسيرنا للوحش ورقم 666 في سفر الرؤيا قلنا أن رقم 7 يُشير للكمال ورقم 8 يعني الحياة الأخروية
أو السماوية بكونها تعدت سبعة أيام الأسبوع ودخلت إلى الأسبوع الجديد أو الحياة الأخرى الجديدة ،
أما رقم 6 فيُشير إلى عدم الكمال ، لذا رقم الوحش 666 أي كله نقص ، ليس فيه صلاح ، فالعبادة الأممية
دخلتها الخزعبلات الشيطانية والأعمال الناقصة .
لكن خلال العرى الخمسين، أي خلال عمل الروح القدس الذي حلّ على الكنيسة يوم الخمسين
إنتهت الذبائح الموسوية القديمة ( الخمس ) وانتهت العبادات الوثنية الناقصة ، وأعطى الروح القدس
شركة إتحاد الشعوب في المسيح يسوع .
- هنا الشظاظ من النحاس لأنه على الغطاء وليس من الذهب كما في شقق الخيمة ذاتها ، فإن الذهب يُشير
للمجد السماوي ، يكون في الداخل ، عميقًا في النفس ، أما النحاس فيُشير إلى الجهاد .