السودان في 23 يوليو/ تمّـوز !
الخميس 23 ـ 07 ـ 2015
/ إم سي إن /
أدانت " الجبهة السودانية للتغيير " حملات الترهيب والتضييق والاعتقالات وعقوبة الجلد
ضد السودانيين المسيحيين ، وذلك في بيان صدر عنها اليوم .
وجاء في البيان : " ظللنا في الجبهة السودانية للتغيير نتابع باهتمام شديد وقلق بالغ ، ما يحدث
لإخوات الوطن اللائي ينتمين إلى الديانة المسيحية من إعتداءات وترهيب وتخويف وتضييق
وإعتقالات في مخطط ممنهج ، وحملة عدائية منظمة تهدف لضرب وحدة التماسك الاجتماعي ،
وخلق الفتنة الدينية بين أبناء الوطن الواحد ؛ لدفع البلاد نحو مزيد من التجزئة والانقسام على أساس ديني " .
وتمثلت الوقائع في الآتي :
" في يوم 25 يونيو/ حزيران 2015 ، بعد خروج الفتيات
من الكنيسة بعد أداء صلاتهن ، تفاجأن بسيارة شرطة النظام العام وهي تعترض طريقهن ،
وطلب العساكر منهن الصعود إلى سيارة الشرطة ، دون ذكر لأي أسباب ،
أو مسوغ قانوني يقتضي ذلك ، وفي قسم الشرطة تعرضن
إلى إذلال مهين ، وحاط لكرامتهن وآدميتهن ، تمثل ذلك
في العبارات الجارحة التي تخطت كل أدب وذوق وحس إنساني سوي ، وتم أمرهن بخلع ملابسهن أمام مرأي
من رجال الشرطة وآرتداء ملابس أخرى تناسب ذوق النظام العام ، وبعد ذلك ؛ تم فتح بلاغات
في مواجهتن بمواد مختلفة من ضمنها المادة 152 المعيبة من الدستور ، وتم تقديمهن إلى المحاكمة
أمام قاضي النظام العام ، وما زالت المحاكمات الجائرة مستمرة بحقهن " ، وتابع :
" في حادثة تجاوزت كل الأعراف والتقاليد القضائية الراسخة المستمدة من صحيح القانون ،
قام القاضي بإدانة إحدى الفتيات بسبب الملابس التي أتت بها إلى المحكمة ، دون أن تتاح لها
فرصة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة ؛ الأمر الذي مثل انتهاكا صريحا لحق المتهمة في المحاكمة العادلة ،
وخرقا فاضحا لكل المبادىء القانونية التي تمنع القاضي من الحكم بناء على علمه الشخصي ،
وبالرغم من أن بعض الفتيات حظين بالتمثيل القانوني تطوعا من بعض المحامين الوطنيين
في الدفاع عنهن ، إلا أن قاضي النظام العام ، تعسف في ظلم بيِّن للمتهمات ، وذلك برفضه غير
المبرر لسماع قضية دفاعهن ، وفي المقابل تم إعطاء الفرصة كاملة للاتهام " ، وأكمل البيان :
" أضف إلى ذلك جنوح قاضي محكمة الموضوع إلى تغليظ الغرامات المالية ؛
وذلك لرفع نسبته التي تعود عليه بالنفع بصفته الشخصية ؛ الأمر الذي يقدح في نزاهة القاضي ،
ويجعل منه خصما ذا مصلحة مباشرة في الدعوى التي أمامه ، وهذا ما تم بالفعل في هذه المحاكمات ؛
مما وضع الفتيات أمام خيارات صعبة ، إما دفع الغرامة التي تفوق مقدرتهن المالية ،
وإما تحمل إهانة الجلد ، أو الذهاب إلى السجن " .
وقال : " إن السياسة العدائية تجاه الأخوات المسيحيات بصفة خاصة ، والمرأة السودانية بصفة عامة ،
التي ظل يمارسها النظام المتمثلة في سياسة غض الطرف والتساهل ، بل والتواطؤ مع حملات
ما يسمى بالنظام العام الجائرة ، ودعاة التعصب الديني ، جاءت نتائجها منطقية ،
ونهاياتها متسقة لما قبلها من سياسات ظل يمارسها نظام الجبهة الإسلامية القومية
منذ حروبه الجهادية في جنوب السودان وجبال النوبة وجبال الإنقسنا ،
التي إرتفعت فيها رايات الشعارات العنصرية ، والكراهية الدينية ضد الإخوة المسيحيين ،
وضد وجودهم كأفراد وتجمعات وكيانات " ، وتابع : " إن هذا النظام المتأسلم ، وفي سبيل إحتفاظه بالسلطة ،
قد لعب بكل الأوراق التي هددت البلاد في وحدتها ، وسيادتها ووحدة شعوبها ،
ومنذ إستيلائه على السلطة السياسية ، وانقلابه على الديمقراطية ، لجأ إلى القبيلة كمكون سياسي
لتوفر له الحماية ، الأمر الذي أوجد القبلية في الحياة السياسية السودانية ، واعتمد على العنصرية
في أوضح صورها؛ لإقصاء الآخر " ، وتطالب الجبهة السودانية للتغيير بالآتي :
أولا : إلغاء قانون النظام العام الذي يستهدف النساء على وجه الخصوص ، ويعمل على إذلالهن
وتجريدهن من كرامتهن ، ويعمل كذلك على إفقارهن ماليا ؛ بفرض الغرامات المبالغ فيها
كعقوبة أصلية ؛ مما يؤكد أن الهدف من هذا القانون الجائر هو الحصول على المال .
وإلغاء جميع الأجهزة المنشأة بموجب هذا القانون شرطة ، نيابة ، محاكم ، وإلغاء
جميع القوانين المقيدة للحريات وخاصة المادة 152 من القانون الجنائي لسنة 1991 .
ثانيا : إن الدين هو مكون اجتماعي يدعو إلى التسامح ، وتعظيم القيم التي تحترم الإنسان ،
وحقه في أن يعيش حرا كريما ، وآستهداف الفتيات المسيحيات على أساس
ما يرتدينه من ملابس لا تتعارض مع معتقداتهن لفيه إستهداف واضح لهن باعتبارهنّ مسيحيات .
ثالثا : إن الأديان تعمل على تدعيم التماسك القومي ، والضبط الاجتماعي ، والسلم الأهلي ،
وضبط سلوك الأفراد من خلال الدعوة للتمسك بالقيم الإنسانية العليا ، والمعايير الأخلاقية الفاضلة
التي تدعو إليها هذه الأديان وآستهداف الفتيات المسيحيات هو إستهداف لدينهن وقدسيته .
رابعا : يجب احترام كل الأديان السماوية دون تفرقة ، وصيانة المقدسات وكريم المعتقدات
والمحافظة عليها ، وعدم الزج بها في الصراعات السياسية ؛ حتى نحافظ
على قدسيتها وحرمتها ، وعلى الدولة تقع مسؤولية توفير الحماية الفردية والدستورية والقانونية ؛
كي يمارس الأفراد شعاراتهم بحرية تامة، وفق قناعاتهم الشخصية وانتماءاتهم الروحية .
خامسا : يجب محاربة التطرف والتشدد والغلو والهوس الديني ؛ لأن عاقبة ذلك ستكون
وبالا على الجميع ، لذا كما يجب معاملة أتباع كل الديانات بالمساواة التامة ، وعدم تدخل الدولة
في معتقداتهم وطريقة ممارستهم لها ، وآحترام أزيائهم التي أباح لهم معتقدهم بارتدائها .
سادسا : إطلاق سراح كافة الفتيات المعتقلات بسبب ملابسهن ، وإلغاء الأحكام
التي صدرت ضد ثلاث منهن ، وعدم التعرض لهن ، أوالتدخل في شؤونهن الاجتماعية ،
وحياتهن الخاصة ، ولنْ يتم ذلك إلا بإلغاء قانون النظام العام الجائر والمعيب ،
والذي يُعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية .