الپاكستان : التحوّل إلى المسيحية ؛ معناه الموت
تقرير: پاولو أفاتاتو ..
ترجمة : منير بيوك :
الأربعاء 05 ـ 08 ـ 2015
لقد كانت مرتدة ، كما كان هو مذنباً بتسببه بالفساد وبجلب العار إلى إمرأة ، فكان مصير عليم مسيح
( 28 عاماً ) وناديا دين ميو ( 23 عاما ) في باكستان سيء الطالع ، فبعد زواج الشاب والشابة
وتحول الفتاه إلى المسيحية ، لم يتحمل أقارب ناديا " عار " تحول فرد من العائلة إلى المسيحية ،
لذا بعد مطاردة تخلو من الرحمة ، إقترفوا جريمة بدم بارد حيث تم إطلاق النار عليهما ،
مات عليم على الفور ، وكان من المفروض أنْ تلقى ناديا نفس المصير أيضاً ، لكنها نجت بأعجوبة
وهي الآن ترقد في المستشفى بين الحياة والموت ، وأبلغت إنيكا ماريا انتوني ،
المحامية ومنسقة المنظمات غير الحكومية " الصوت " The Voice ، التي تقدم مساعدة قانونية
في القضية ، أن العديد من الناس يعتقدون أنّ التواطؤ والصمت على إغتيال الكثيرين هو وسيلة
" عادلة وتتم بجدارة " بحيث يبقى المذنب دون عقاب .
وبموجب الشريعة الإسلامية لا مجال للمرتد أن ينجو كما أنها تستحق الموت ، وقد لاقى نفس المصير
الرجل الذي قاد ناديا إلى " طريق الهلاك " وأرشدها ، بكلمات أخرى ، إلى الإيمان المسيحي ،
" لقد فجعت أسرة ناديا من كون هذه الفتاه قد أضرت بسمعة العائلة بالتحول إلى المسيحية .
وبدأ الأقارب يصدرون التهديدات بحق الشاب والشابه اللذين هربا إلى مارانج ماندي التي
تبعد 60 كيلومترا عن لاهور بحثاً عن سلامتهما ، وتم توجيه الإهانات والتهديد إلى أسرة
عليم مسيح المسيحية في أكثر من مناسبة . وتقدمت الأسرة بشكوى بهذا الخصوص إلى الشرطة
ولكن دون جدوى ، ففي 30 تموز ، لحق بهما أشقاء نادية وأعضاء آخرون من أسرتها ،
وقتلوا ( الزوج ) بدم بارد . تم إطلاق النار ثلاث مرات على عليم فأصابه بالساقين والرئتين والفم ،
في حين أصيبت ناديا بالرئتين والمعدة ، وقالت أنتوني :
" اعتقد الجميع أنهما قد ماتا ، وتبجح الأقارب من أنهم قد قتلوا ‘ كلبين ‘ :
وهي تسمية [ التحقير ] التي تطلق على المسيحيين " ، وعندما وصلت الشرطة إلى
مسرح الجريمة أدركت أن الشابة ما زالت على قيد الحياة وتم نقلها إلى مستشفى في لاهور
حيث لا تزال في وضع خطير " ، وقالت المحامية :
" لم يسمح أقارب ناديا لأحد بالإقتراب من الشابة ، كما منعوها من إصدار أي تصريح قد يتم
الإستفادة منه في جمع المعلومات عما حدث مما قد يجلب الجناة إلى العدالة " ، غير أن
عائلة عليم مسيح قد أبلغت المسؤولين عن الحادث ، وبرز من التحقيقات الأولية
أن محمد أزهر ، وهو أحد أقارب ناديا ، قد إعترف بقتل عليم مسيح ومحاولة قتل ناديا قائلاً :
أنه " سعيد لقتل مسيحي " ، وهذا الشاب على قناعة تامة أنه سيذهب إلى الجنه ويطلق
عليه لقب بطل ، إلا أنه يقدم فكرة باطلة توضح إلى أنه قد إستعاد شرف العائلة وآعتزازها " .
قالت المحامية أنها ملتزمة كليا بمتابعة هذه القضية للتأكد من أنها لن تكون في طي النسيان ،
وأن الزوجين المسيحيين سيحصلان على العدالة ، لا تزال هناك دول تحدد عقوبات صارمة
أوالموت لما يسمى المرتدين عن الإسلام ، وهذا إنتهاك واضح لمبادىء الحرية الدينية
وحرية الضمير التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الانسان فيعتبر الإرتداد ( نبذ العقيدة الإسلامية )
جريمة في حوالي 20 دولة في العالم ، وفي اثنتي عشرة دولة منها يعاقب الإرتداد بالموت ،
فالپاكستان لا تطبق حكم الموت للإرتداد لكنها تطبقه في حال ثبوت التجديف ،
وما يثير القلق هو أن العقاب للجريمة الأخيرة يصدر باستهتاروعادة ما يتم اللجوء اليه
لحل نزاعات شخصية .في العام 2007 ، إقترحت بعض الأحزاب الدينية تقديم مشروع قانون
ينص على إصدار حكم بالموت على الذكور والسجن المؤبد على النساء كعقاب على الإرتداد ،
لكن لم يتم إعتماد مشروع القانون في البرلمان .
فعلى الرغم من أنه بالإمكان تغييرالعقيدة ونبذ الإسلام في پاكستان بصورة نظرية ،
إلا أن الدولة تحاول عرقلة العلمية ، ويواجه أولئك الذين يرغبون التحول من الإسلام
تهديدا ناشئاً عن قانون التجديف ، ولعل أبرز مثال على ذلك هو لمسيحي ترك الإسلام
في العام 1990 وآتّهم زوراً بإهانة النبي ، فأصدرت المحاكم عليه حكما السجن مدى
الحياة في المحاكم البدائية ومحاكم الإستئناف ، وقال بعض الكهنة للـ " فاتيكان إنسايدر "
أن هناك حالات عديدة لأناس " يمارسون المسيحية بالخفاء " بعد أن تحولوا إلى المسيحية سـرّاً ! .