إكتشاف أقدم نسخة عن قصة آدم وحواء قبل نشوء الديانة اليهودية !
الخميس 20 ـ 08 ـ 2015
إكتشف عالمان هولنديان نسخة قديمة جدا لقصة آدم وحواء ، قالا إنها تعود إلى 800 عام
قبل سفر التكوين في التوراة ، وتختلف عنها في الإنجيل والقرآن .
ماالذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للمؤمنين من الأديان الثلاثة ؟ القصة منقوشة باللغة الأوغاريتية
على لوحين من الطين وتعود إلى القرن الثالث عشر ما قبل الميلاد ، وعُثر على اللوحين
في سوريا عام 1929 ، في السبعينات تم تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية المسمارية في اللوحين ،
ولكن بشكل منفصل عن بعضهما البعض ، ولأول مرة تمت دراسة اللوحين سويا من
قبل الدكتورة مارغو كوربل ويوهانس دي مور الأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية
في أمستردام ، وتوصلا إلى اكتشاف أن اللوحين يحملان نسخة قديمة لقصة الخلق التوراتية .
في القصة القديمة يسود الإله “ إلـ ” ، وهو الإله الأعلى ( حسب الميثولوجيا الكنعانية )
على “ حقل كرمة الآلهة العظام ” ، الذي يقع على جبل أرارات في شرق تركيا اليوم ،
لكن سلطته هذه عارضها الإله الشرير حورون ، سلف الشيطان ، عندما عُوقب حورون بالطرد
من الجبل سمّم “ شجرة الحياة ” ، وهنا يظهر آدم في القصة :
هو إله أُرسل إلى الأرض لوضع حورون عند حده ، لكن نهاية مهمته كانت مأساوية ،
فقد حوّل حورون نفسه إلى ثعبان سام ولدغ آدم ، مما أدى إلى خسارته لطبيعته الخالدة ،
وكنوع من العزاء لما أصاب آدم ، قدمت آلهة الشمس له “ امرأة طيبة القلب ” ،
وبالتالي يمكن أن تتكاثر البشرية ، ويسترد آدم بعضاً من طبيعته الخالدة .
أوجه التشابه بين هذه القصة وقصة الخلق في التوراة والقرآن قوية لدرجة دفعت الباحثين للاعتقاد
بأن هناك نسخا مختلفة للقصة نفسها ، الاختلاف الرئيسي ، كما يقول البروفسور دي مور ،
هو أن “ هناك العديد من الآلهة في هذه الأسطورة الأوغاريتية ، آدم والثعبان هما من الآلهة .
وهذا يتناقض بالطبع مع الأديان التوحيدية ” .
والاختلاف الثاني هو أن سقوط آدم لا يعود إلى خطأ إرتكبه هو :
“ في القصة ، وحسب ما استطعنا أن نفكك رموزها ، ليس هناك خطيئة وعقاب ” ،
كما توصف امرأة آدم على أنها “ من طينة جيدة ” :
“ حواء في هذه القصة لا ذنب لها فيما حدث لآدم ، على عكس قصة الخلق التي يعتمدها
اليهود والمسيحيون والمسلمون ” ، إكتشاف هذه الأسطورة الأوغاريتية يشكل تهديدا
للطريقة الحرفية التي يتعامل بها اليهود والمسيحيون والمسلمون في كتبهم المقدسة مع
قصة الخلق على أنّها عمل إلهي بحت :
“ الأسطورة الأوغاريتية تظهر أن قصة الخلق لديها خلفية تاريخية ، مما يجعل من
الصعب قراءة النص في التوراة والإنجيل والقرآن بشكل حرفي ، والإصرارعلى أن العالم
قد خُلق في سبعة أيام ” ، لوحا الطين اللذين كُتبت عليهما القصة هما جزء من مجموعة
أكبر اكتشفت في أوغاريت في شمال سوريا . لم تتم دراسة العديد من هذه الألواح بعد ،
الأمر الذي يعني ، برأي كل من كوربل ودي مور ، أن هناك المزيد من الاكتشافات قد تظهر .