لماذا خان يهوذا المسيح ؟
بقلم : فادي مروان شطارة ، مساهم في لينغا :
سار يهوذا الاسخريوطي مع السيد المسيح لثلاث سنوات ، سار مع النور نفسه، ولكنه لم يقبل بالنور،
وغرق في بحر الظلمات ، غرق في الخطيئة مع الشيطان ، بدلا من النجاة برفقة المسيح ،
فلماذا حدث ذلك ، ولماذا حدثت " الخيانة " ؟ .
هل اختار المسيح يهوذا تلميذا ليخونه ؟ لقب الاسخريوطي في اللغة العبرية مشتقمن كلمتين ،
الأولى " ايش " بمعنى رجل ، والثانية " قريوت " وهي قرية في جنوب مملكة يهوذا التي
ذكرت في العهد القديم ، وبهذا يكون يهوذا هو التلميذ الوحيد الذي ينحدر من نفس السبط الذي
خرج منه يسوع المسيح ، لان باقي التلاميذ كانوا في الجليل الأعلى ، هذه الميزة كان من المفترض
أن تقرب يهوذا من المسيح ، وتكسبه المحبة والألفة ، وهو الأمر الذي لم يحدث اطلاقا ،
كل الدلائل الكتابية في الانجيل تدل بأن يهوذا لم يؤمن بأن المسيح هو الله ،
ففي الوقت الذي كان جميع التلاميذ ينادون على المسيح " يا رب " ،
كان يهوذا يطلق عليه لقب المعلم ! وهو اعتراض ضمني من يهوذا بأن المسيح ليس سوى معلم ،
لا يختلف عن غيره من المعلمين بشيء ، بالاضافة الى ذلك ، لا يذكر لنا الإنجيل
أي حديث بين يهوذا والمسيح الا عندما خان الاسخريوطي سيدنا يسوع المسيح وأسلمه ،
وعندنا نتأمل بالانجايل الاربعة ، نكتشف بان الإنجيليين يذكرون بالعادة أسماء التلاميذ بنفس الترتيب ،
مع إختلافات بسيطة احيانا ، مع الاحتفاظ دائما باسم يهوذا في نهاية القائمة ، ويُعتقد البعض ،
بأن هذا الترتيب يعكس درجة القرابة الشخصية بين التلاميذ والمسيح ، وبذلك يكون يهوذا
اقل التلاميذ تقربا من يسوع المسيح ، وكما خان يهوذا سيدنا المسيح فانه خان ايضا تلاميذه ،
عندما كان يسرق من صندوق المال الذي وكله به المسيح
( يو12: 4-6 ) .
ويشير ذلك لحبه الشديد للمال ، وأخيرا ، كان يهوذا كباقي الشعب ، يؤمن بأن " المسيا "
سوف يطرد الرومان ، ويستلم حكم اسرائيل ، ولربما تبعه لينال منصب حكومي بعد الثورة ،
ولكن ظنه قد خاب ، عندما أعلن المسيح لتلاميذه عن موته وقيامته ، تبددت احلامه وأماله
بالمناصب الحكومية والمنافع المالية ، فرأى بالثلاثين من الفضة كنزًا كبيرًا ،
[ تابعونا على الفيسبوك ] :
لا يمكننا اذا أن نجزم تماما ما هو سبب خيانة يهوذا ولكن ما يمكننا الـتأكد منه ، هو أن المسيح
كان يعلم يخيانة يهوذا قبل اختياره تلميذا ، ولكنه بالتأكيد لم يختاره ليخونه ،
بل لاعطائه فرصة للتوبة ، مد المسيح يده ليهوذا ليخلصه من خطيئته ولكن يهوذا
لم يستغل هذه الفرصة ، تماما كما يفعل المسيح مع كل شخص منا ،
فالله يعطينا دائما فرصة للتوبة ، والرجوع لمحبته .
وان لم نستغلها فستكون نهايتنا مشابهه تمامـاً لنهاية الخائن يهوذا ، كان ليهوذا كامل القدرة
على الاختيار، فمعرفة الله السابقة لا تحد من قدرة يهوذا على الاختيار،
فالله يطرح أمامنا الخيارات ويعلم تماما أي منها سنختار، ولكننا نختارها بمحض إرادتنا ،
لذلك يهوذا هو من اختار الخيانة ، هو من اختار الموت .
وعلينا اذا ان نتعلم درسا من يهوذا ، ولا نسلك بخطاه ونختار طريق الحياة الابدية ،
طريق النور مع ربنا يسوع المسيح .
اعطى الله الانسان حرية الاختيار، فهل تختار النور والحياة ام تفضل الظلمة ؟