تفسير اصحاح 53 من سفر اشعياء للقمص تادرس يعقوب :
1 مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا ، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ ؟
2 نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ .
3 مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا ، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ .
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا ، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا ، وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً .
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا ، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا .
6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا ، مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا .
7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ .
8 مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ ، وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ ،
أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي ؟
9 وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ ،
عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا ، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ .
10 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ .
11 إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ .
مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا .
12 لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ ،
وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ .