قصة قس سوري هرب من تنظيم " الدولة الإسلامية " !!!
السبت 31 ـ 10 ـ 2015
تحدث القس السوري جاك مراد ، الذي احتجزه تنظيم " الدولة الإسلامية " لنحو ثلاثة أشهر
وهددوه بالإعدام ، لأول مرة عن تجربته القاسية .
واختطف القس الكاثوليكي من بلدة القريتين وسط سوريا ، في مايو/ أيار الماضي
إلى جانب بطرس حنا ، وهو متطوع في دير " مار إيليان " .
وتحدث جاك إلى بي بي سي عن ما حدث له .
ويتذكر القس كيف عصبت عيناه هو وشخص آخر يدعى بطرس حنا وكبلت أيديهما ،
قبل أن يتم إدخالهما إلى سيارة ، انطلقت بسرعة إلى وجهة غير معلومة ، "
في الجبال المحيطة ببلدة القريتين " .
وبعد أربعة أيام ، عصبت أعين الرجلين وكبلت أيديهما مرة أخرى ، قبل أن يرغما
على الذهاب في رحلة أخرى أطول من سابقتها .
وانتهت بهما الرحلة إلى زنزانة في مكان ما بمدينة الرقة ، معقل تنظيم " الدولة الإسلامية " ،
حيث مكثا لمدة 84 يوما .
وحصلت الرهينتان على غذاء جيدا ورعاية طبية ، ولم يعذبا على الإطلاق ، بحسب القس جاك .
لكنه أشار إلى أنهما تعرضا لانتهاكات لفظية .
ووصف جاك وبطرس حنا مرارا بـ " الكفار " وقيل لهما إنهما ضلا عن الدين الصحيح
( الإسلام ) ، وتحديدا التفسير الذي يراه تنظيم " الدولة الإسلامية " للإسلام .
ويقول القس الكاثوليكي إن خاطفيه جميعا بدا لديهم فضول بشأن معتقداته المسيحية .
وقال : " كانوا يسألونني عن التوحيد ، والثالوث المقدس ، والمسيح والصلب " .
واعتقد جاك أنه من العبث أن يحاول الإجابة على تلك الأسئلة ، وتساءل :
" ما جدوى النقاش مع أشخاص يضعونك في السجن ، ويصوبون بنادقهم تجاهك ؟ " .
وأضاف : " حينما كنت أجبر على الرد كنت أقول إنني لست مستعدا لتغيير ديني " .
التهديد بالموت !
دامت فترة احتجاز القس جاك مراد لدى تنظيم " الدولة الإسلامية " 84 يوما .
كان المسلحون الذين التقاهم جاك يروعون السجناء ،
ويخبرونهم بأنهم سيقتلون إذا رفضوا التحول عن دينهم .
وقال : " بالنسبة لهم فإن مصيري بسبب رفضي التحول إلى الإسلام هو الموت .
ولكي يرعبوننا فكانوا يخبرونا بالتفصيل عن الطريقة التي سيقتلوننا بها .
إنهم موهوبون حقا في براعة استخدام الكلمات والتشبيهات من أجل إرهابنا " .
وقال القس جاك إن تجربته زادت من قوة عقيدته ،
حتى في الوقت الذي توقع فيه أن تقطع رأسه .
وأضاف : " في اليوم الرابع والثمانين ، اليوم الأخير، وصل أحد أمرائهم ، وأخبرنا بأن
" مسيحيي بلدة القريتين أزعجونا بشأنك ويرغبون في عودتك ، ولذلك تعال ، تحرك " .
وقال : " لقد ذهبنا إلى ما بعد تدمر، ثم اختفت السيارة في نفق .
وأخرجنا من السيارة وأخذني الأمير من يدي باتجاه باب حديدي ضخم ،
ثم فتحه ورأيت شابين من إبراشيتي يقفان بالداخل " .
وتعانقنا ، ثم بحث الأب جاك لكي يجد منظرا مدهشا .
" كل المسيحيين من القريتين ، كل أبناء الدير، وأطفالي كانوا هناك .
لقد صدمت ، لقد كانوا مندهشين وسعداء .
لقد جاءوا جميعا لكي يعانقوني " .
وخلا فترة اختطاف جاك ، سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية " على بلدة القريتين .
واحتجز كل هؤلاء كرهائن لمدة عشرين يوما إضافيا .
وآخيرا في الحادي والثلاثين من أغسطس / آب الماضي ، استدعي جاك ليقف
أمام العديد من شيوخ تنظيم الدولة .
لقد أرداوا ان يبلغوه ما قرره زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي ، بشأن مصير مسيحيي بلدة القريتين .
وكانت هناك عدة خيارات متاحة على الطاولة ، من بينها قتل جميع الرجال وأخذ النساء سبايا .
ولكن بدلا من ذلك قرر البغدادي أن يعطي المسيحيين " الحق في العيش كمواطنين على الإقليم يسيطر
عليه التنظيم " ، الأمر الذي يعني أن تعود إليهم أراضيهم ومنازلهم وأموالهم ،
مقابل حماية مشروطة من التنظيم .
" أرض الكفر "