أنا علي ـ المسلم السنّي ـ نجا آبني عماد بشفاعة مار شربل !
السبت 07 ـ 11 ـ 2015
مجلة النهارالبيروتية
فيفيان عقيقــي :
لبنان
في الحادي والعشرين من حزيران الماضي ، أصبح علي والداً للمرّة الأولى ،
والداً في لحظة باكرة وغير متوقّعة.
دخلت نور إلى المستشفى بصورة طارئة بعد أن شعرت بآلام مفاجئة ،
لقد كانت حاملاً بتوآمٍ في شهرها السادس ، وكان لا بدّ من توليدها حرصاً
على حياتها وحياة التوأم .
مات محمد وبقي عماد يقاوم :
هكذا ولد عماد الدين ( 580 غراماً ) وشقيقه محمد ( 430 غراماً )
في الأسبوع السادس والعشرين ، وُلِدا باكراً قبل أن يكتمل نموّهما ووظائف أجهزة الجسم ،
وخصوصاً الجهاز التنفسي والقلب ، ما سبّب انقطاع التنفس عنهما وإعاقة حصولهما
على الأوكسيجين في شكل صحيح .
وُضِعا في الحاضنة الاصطناعيّة لإيصال الأوكسيجين والغذاء الضروري لإكمال نموهما .
بعد عشرين يوماً من المعاناة والانتظاروالسهروالنوم أمام غرفة الحاضنة الاصطناعيّة ،
فُجع علي وزوجته نور بالخبر السيئ ، توفّي محمد ، استسلم جسمه الصغير
ولم يعد قادراً على التشبّث بالحياة .
يروي علي لـ ” النهار ” :
“ كنا طوال تلك الفترة متعلّقين بأملٍ ضئيل في إمكان تحسّن عماد ومحمد ،
فحيناً يقول لنا الأطباء أن علينا الانتظار ليزيد وزنهما ، وحيناً آخر يقولون لنا
إنّ الأمل ضعيف جداً ، فلنصلّي لهما ، توفّي محمد بعدما عجز عن المقاومة ،
وبقي عماد معلّقاً بأنابيب الأوكسيجين لإيصاله إلى رئتيه غير المكتملتين ،
وبأنبوب موصول إلى شريان القلب الأساسي لتغذيته ” .
مار شربل يتشفّع لعماد :
عماد الذي ولد باكراً ، ولد مثقوب القلب ، غير قادر على التنفس ،
ويعاني فتقاً في بطنه، بقي يقاوم ، وظلّ متمسّكاً بالحياة ، يتابع علي :
“ بعد مرور شهرين في الحاضنة الاصطناعيّة ، كان الأمل بتحسّن عماد يتراجع
ولم يعد الجهاز الطبي قادراً على شئ ، اتصلت بي والدتي وأخبرتني بأنها شاهدت تقريراً
على التلفزيون عن أعجوبات مار شربل ، وبأنه يشفي الناس ، وطلبت مني أن أجلب زيتاً
من الدير وأدهن جسم الصبي ، سألت أحد أصدقائي المسيحيين عن كيفيّة الوصول
إلى الدير وجلب الزيت ، فقال لي
حظك حلو ، أنا مبارح كنت بعنايا وجبت زيت معي )
أخذت الزيت وذهبت إلى المستشفى ، دخلت إلى الحاضنة ودهنت جسم ابني به ،
حتى أنني تشاجرت مع الطبيب الذي حاول منعي عن القيام بذلك ،
لأن عماد لا يملك مناعة وكان من الممكن أن يلتقط ميكروبات من الزيت غير المعقّم ،
فقلت له : ( الصبي رايح ورايح ، ما بقى إلي غير مار شربل ) ” .
في اليوم التالي ، تلقى علي اتصالاً من المستشفى ليأتي ويأخذ ابنه ، لم يصدق بداية ،
ذهب كالمجنون ليرى ماذا حلّ بعماد “ عندما اتصلت الطبيبة المعالجة ، وقالت لي حرفياً
يلا يا بابا تعا خود ابنك ع البيت ما بقا بدو أوكسيجين ) لم أصدق ، ظننت أنهم يريدون
إخراجنا من المستشفى، ذهبت ودخلت لرؤيته ، كانت الأنابيب منزوعة عنه ،
يتنفس من دون أوكسيجين ، كشفت عليه ، حتى “ الفتاق ” الموجود في بطنه اختفى ،
ومنذ ذلك الحين يعيش من دون الحاجة لأوكسيجين ” .
سني أؤمن بمار شربل !
عاش علي ونور خوفاً دائماً ومرارة قاهرة ، فحيناً يعطيهما الطبيب أملاً وحيناً آخر يقطعه عنهما .
صبّرهما الله ولم يكن أمامهما سوى الصلاة ، عاشا في الحاضنة
وناما في المستشفى ليالٍ كثيرة ، ويتابع علي:
“ لولا أعجوبة مار شربل ، كان من المحتمل أن يعيش عماد طوال حياته على الأوكسيجين
أو أن يكون مصيره مشابهاً لمصير شقيقه التوآم محمد ، طلب مني الأطباء
تجهيز البيت بأوكسيجين لأنه سيكون بحاجة دائمة له ، صحيح أنني مسلم سنيّ ،
ولكن مار شربل أقرب إلى الله من كلّ الناس ، وهو يسمع له ويستجيب لشفاعته ،
في ديننا هناك شخصيّات لها قيمتها لدى الله ، ولكنه لم يمنحها قدرة الشفاء
مثل مار شربل الذي نسميه ولياً .
أنا لا أفقه في الدين كثيراً ولكنني رأيت ماذا حصل معي ، لقد كنت مؤمناً منذ البداية
أنه سيشفي عماد ” .
بعد خروج عماد من المستشفى ، نذر علي أن يأخذه إلى مار شربل ، ووفى بنذره ،
“ ذهبنا إلى دير مار شربل في عنّايا ، وصليت وشكرت مار شربل على نعمته ،
وسجّلنا الأعجوبة في سجلات الدير، وما زلت حتى اليوم أصلي لهذا القديس
وأزور ضريحه وكنيسته ، الحمد الله على نعمه ، اليوم يعيش عماد حياته بصورة طبيعيّة
من دون أوكسيجين ومن دون أي دواء ، صحته جيّدة ووزنه 7 كيلوغرامات و800 غرام .
ونموّه العقلي والجسدي ممتاز ” .
لقد حقّق مار شربل منذ 20 تموز الماضي 92 أعجوبة ، 11 منها مع غير مسيحيين ،
5 منهم سنّة ، و3 شيعة و3 آخرين دروز، بحسب ما يؤكّد القيّم على الدير ومسجّل
عجائب القديس الأب لويس مطر ، فمن دير عنايا حيث أضاء شربل السراج بالماء
لا بالزيت ، وصل نوره إلى المعمورة وطالت نعمه كلّ من آمن به وتشفّع له .