الغرب يريد التعامل مع الأسد ؛ كأهون الشرور.. توجه عام لدى الغرب بعد هجمات
پاريس الدامية لتنسيق وتوحيد الصفوف من أجل حسم المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية !
العرب :
الأربعاء 18 ـ 11 ـ 2015
العدو واحد :
مدريد -
ستدفع هجمات باريس بالغرب إلى تغيير أسلوبه في إدارة الأزمات على قاعدة
أنّ الحرب على الإرهاب هي القضية الأساسية وما سواها عناصر ثانوية .
ويجعل هذا الخيار الأولوية في سوريا لمواجهة داعش ولو اقتضى الأمر التسليم ببقاء
الرئيس السوري بشار الأسد كـ ” أهون الشرور” مثلما أشار إلى ذلك وزير الخارجية الأسپاني
خوسيه مانويل غارسيا مارغايو.وقال مارغايو إنّ الاتفاق مع الأسد يبقى
“ أهون الشرور ” في مواجهة التهديدات الإرهابية في أوروپا .
وأضاف لقناة تي في أي الحكومية أنّ “ أهون الشرور هو الاتفاق مع بشار الأسد
على التوصل إلى وقف للنار يسمح بتقديم المساعدات للنازحين وخصوصا إمكانية الهجوم
على العدو المشترك " داعش " في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية .
وطالب الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس أركان الجيش البريطاني السابق ،
رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بـ ” التخلص من تناقضاته ، والاعتماد على الجيش السوري
في محاربة تنظيم داعش ، بدلا من تدميره ” ، وأضاف :
“ أرى أن يتم وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة بشكل يفضي إلى
أن يركز الجيش السوري على مساعدتنا على الأرض في قتال التنظيم المتشدد ” .
وقال مراقبون إن موقف الوزير الأسپاني والمسؤول العسكري البريطاني يعبر
عن توجه عام عكسته تصريحات المسؤولين الأوروپيين خلال الأيام الأخيرة ،
والتي ركزت على تنسيق المواقف لخوض معركة حاسمة مع داعش ،
وأشاروا إلى أن الهجمات ستخرج النقاش حول الوضع في سوريا من دائرة الترف
إلى دائرة الأولوية الأمنية التي تعني آليا البدء بمهاجمة الجماعات المتشددة ،
وتأجيل البت في مصير الأسد إلى وقت لاحق ، وهو يقترب إلى حد كبير
من رؤية الرئيس الروسي فلاديمير پوتين ، وشدد أمس وزير الخارجية الروسي
سيرجي لافروف على أنه يتعين على الغرب أنْ يسقط مطالبه بشأن خروج الأسد
من المشهد السياسي إذا ما أراد بحق تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية .
وكانت فرنسا أكبر المطالبين الأوروپيين بأن يتم التغيير في سوريا بمعزل عن الأسد ،
لكن هجمات پاريس الأليمة دفعتها إلى تقارب كبير مع روسيا وتنسيق مشترك
لعمليات القصف على مدينة الرقة مقر تنظيم داعش .