بغداد / المسلة :
الألاثنين 23 ـ 11 ـ 2015
وجهت موسكو تهديدا صريحا ومباشرا وعنيفا إلى كل من السعودية وقطر، وإلى تركيا بشكل أخف ،
مشيرة إلى البلدان الثلاثة بالاسم ، معتبرة أن السعودية وقطر منخرطتان في " تنظيم ورعاية الهجمات الإرهابية " ،
ومُلَوّحَةً بإمكانية هجوم روسيا على هذين البلدين ، بغطاء قانوني مستمد من ميثاق الأمم المتحدة ،
ووفق تقرير نشرته صحيفة " پرافدا " ، قالت الصحيفة في مطلعها إن بوتين توعد عام 1999
بملاحقة وقتل الإرهابيين حتى ولو كانوا في مراحيضهم " ، مشيرة إلى أنّ پوتين نفذ وعيده وصفى
من وصفتهم بـ " أمراء الحرب الشيشانية " ، الذي كانوا في الحقيقة مقاتلين حقيقيين ضد الغزو الروسي
لبلادهم ، يحاولون حماية شعبهم من همجية پوتين وسياسته التدميرية الشاملة ،
التي لم توفر حجرا ولابشرا في أرجاء الشيشان لاسيما عاصمتها غروزني . " برافدا "
التي كانت لحوالي 90 سنة ناطقة باسم النظام السوفياتي الشمولي ، ثم أصبحت أهم صحف روسيا
وأوسعها إنتشارا ، قالت إنّ " الهجمات الصاروخية الاخيرة التي نفذتها روسيا ( في سوريا )
باستخدام القاذفات الاستراتيجية والغواصات تعطي إشارة تحذير للدول التي تدعم الإرهابيين " ،
وتابعت الصحيفة " في مجال مكافحة الإرهاب ، روسيا ستقوم بالتصرف وفقا للمادة 51 من
ميثاق الأمم المتحدة ، التي تضمن حق الدول في الدفاع عن النفس ،
وفق ما صرح پوتين ، ووفق ما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه
مع نظيره اللبناني ، حين أوضح أن روسيا سوف تطبق هذه المادة بكل الوسائل العسكرية والدبلوماسية والمالية " .
وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن لأي دولة عضو في الأمم المتحدة الحق
في الدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح على تلك الدولة ، إلى أنْ يقوم مجلس الأمن الدولي
باتخاذ إجراءاته للحفاظ على السلم والأمن الدوليين " ،
وتحاجج روسيا بأنّ الولايات المتحدة عمدت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ،
إلى دعوة مجلس الامن الدولي لتشريع إستخدام القوة ضد حركة طالبان ،
التي كانت العقل المدبر للهجمات ، وفق رواية واشنطن ، وقد قرر مجلس الأمن الدولي
حينها أنّ الحق في الدفاع عن النفس يمكن أنْ يستخدم غطاء لضرب المجموعات المسلحة
غير المنظمة أو تلك التي لاتمثل دولة معينة ، وواصلت " پرافدا " ،
" بعد الهجوم الإرهابي في سماء شبه جزيرة سيناء ، يمكن لروسيا إستخدام المادة 51 ،
إما من أجل جلب الجُناة إلى العدالة ، أو اتخاذ تدابير أخرى ضدهم ( تدميرهم ) " ،
" پرافدا " المقربة من دوائر المخابرات الروسية ( وريثة المخابرات السوفياتية )
التي لَمّعَتْ پوتين وأوصلته للرئاسة ، بدأت بعد هذه المقدمات بالهجوم على قطر فجزمت
في تقريرها أنّ “ قطر هي واحدة من منظمي العمل الإرهابي على سيناء " ،
وأضافت في قطر والمملكة العربية السعودية ، يوجد هؤلاء الذين ينظمون ويرعون
الهجمات الإرهابية ، إنهم أناس معروفون هناك بإدارتهم الأنشطة الإرهابية في سورية والعراق " .
ونقلت " پرافدا " عن رئيس معهد الشرق الأوسط " يفغيني ساتانوفسكي " ،
كلاما تحريضيا مباشرا ضد قطر والسعودية ، قال فيه : إن هاتين الدولتين يجب أنْ تخافا
من موسكو كما يخاف المرء من الطاعون ، مستدركا " الأمر يعود إلى القيادة الروسية لاتخاذ قرار
بشأن كيفية تخويف هؤلاء الناس ، وليس بالضرورة عبر قصفهم ، فهناك طرق أخرى مختلفة " ،
وحذر " ساتانوفسكي " من إن روسيا إذا ما اختارت طريق الحرب ،
ومضت مزودة بترسانة كبيرة من الصواريخ البالسيتية والسلاح ، فأي شئ آخر يصبح بلا جدوى ،
مستحضرا ذكرى إجتياح السوفييت لبرلين ( عاصمة ألمانيا ) ، وإستيلائهم عليها عام 1945
دون التشاور أو التنسيق مع أحد ، وكشفت " پرافدا " أن الغواصة " روستوف "
في نهر الدون أطلقت صواريخ بالستية من طراز " كاليبر " موجهة ضد تنظيم داعش
في مواقعه شرق البحر المتوسط ( سوريا ) ، وأن الصواريخ عبرت فوق تركيا ،
فيما تولت القاذفات الاستراتيجية توبوليف 160 ، تو-95 MS وتوبوليف 22 جزءا آخر
من عملية الاستهداف ، وذكّرت الصحيفة بقول پوتين : " إذا لم تتمكن من منع الحرب ،
فعليك المبادرة إلى شنها " ، فعدم مبادرة روسيا إلى شن الحرب سوف يتيح
لحلف شمال الأطلسي إستلام الزمام ونقل الحرب إلى حدود روسيا ، وزعمت الصحيفة الروسية
أنّ الاتحاد الأوروپي يناقش " العملية العسكرية في سوريا " على أساس المادة 51 من
ميثاق الأمم المتحدة ، وأن لهذا الاتحاد خبرته الخاصة في مجال التدخل الخارجي ،
عبر نشر وحدات عسكرية في أفغانستان والعراق ، وأبدت " پرافدا " المقربة من پوتين
ومن الاستخبارات الروسية ، استغرابها الشديد من بقاء السعودية " بلا عقاب " ،
رغم أنها واحدة من منظمي هجمات 11 سبتمبر ، وفق زعم الصحيفة ، التي تابعت
" لم يعد يمكن لروسيا بعد الآن تجاهل الحقيقة التي تقول أنّ الصراع في سوريا والعراق
يؤثر على مصالح موسكو الحيوية ، ولا يمكن لروسيا السماح للإرهابيين بقتل المواطنين الروس ،
وخلال توسيع عملياتها الخاصة داخل وخارج سوريا ، يجب أن تؤكد روسيا
على بناء تحالف مفتوح " ، ورأت الصحيفة في ختام مقالها أنه حان الوقت لرفع قضية
في الأمم المتحدة من أجل " إنشاء محكمة دولية تقاضي حكومات تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية
لتورطها في الإرهاب " ، ولكن اللافت أنّ " پرافدا " إعترفت بالفم الملآن ،
بمسؤولية وتورط الاستخبارات الروسية وپوتين تحديدا في إغتيال الرئيس الشيشياني
[ سليم خان ياندرباييف ] ، في العاصمة القطرية “ الدوحة ” بتاريخ 13 فبراير/ شباط 2004 ،
وقالت " پرافد " إن وحدة المخابرات المتمركزة في الدوحة ، هي التي نفدت العملية ،
بعد أن كررت موسكو على مدى 3 سنوات مطالباتها بتسليم " ياندرباييف " ،
إلا أنّ الدوحة لم تستجب ، وفق زعم الصحيفة .