فرنسا تتحالف مع موسكو ؛ وتتجاهل واشنطن !
السبت 28 ـ 11 ـ 2015 | 10:31
في موقف فرنسي هو الأول من نوعه منذ إندلاع الأزمة السورية ، اقترح وزير الخارجية الفرنسي
لوران فابيوس أمس الجمعة أنْ ينضم الجيش السوري النظامي إلى المعركة المشتركة ضد
تنظيم « داعش » الإرهابي ، وقال في تصريح لإذاعة « rtl » : « أمامنا خياران فيما يخص
الإجراءات لمحاربة داعش : إمّا الغارات الجوية ، أو الاعتماد على القوات البرية ، لكن لا يمكن
أنْ تكون تلك القوات تابعة لنا ، بل يجب أن تكون للجيش السوري الحر وقوات عربية سنية
ولماذا لا تكون قوات النظام أيضا » ، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول فرنسي
عن مشاركة قوات من الجيش السوري الذي تتهمه پاريس بقتل المدنيين وتطالب بتنحي
الرئيس السوري بشار الأسد ، وفي إشارة إلى التحالف الجديد بين موسكو وپاريس وتجاهل الأخيرة
للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس :
إنّ روسيا طلبت من حكومته وضع خريطة للمواقع التي تنشط فيها المجموعات التي تحارب
تنظيم « داعش » في سوريا حتى لا تستهدفها في غاراتها ، وآتّفق الرئيس الروسي فلاديمير پوتين
مع نظيره الفرنسي فرانسوا أولوند في الكرملين ليل الخميس على استهداف تنظيم « داعش »
والجماعات الإرهابية المشابهة في سوريا، وأكد بوتين الاتفاق مع هولاند على تعزيز العمل المشترك
في مكافحة الإرهاب ، وقال پوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند في الكرملين :
« إتّفقنا مع هولاند على التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول ذلك » .
من جهته أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضرورة البدء بتدمير مصادر تمويل « داعش »
وذلك بضرب الشاحنات التي تنقل النفط المهرب من قبل التنظيم ومعامل التكرير الواقعة
تحت سيطرته ، وأعرب عن رغبة پاريس بأن يكون هناك تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخبارية
لمواجهة « داعش » ، مضيفا : « مستعدون للعمل مع روسيا في التسوية السورية وتبادل المعلومات
حول الإرهاب » ، وأشار إلى أن حاملة الطائرات الفرنسية « شارل ديغول » وصلت إلى
سواحل سوريا للمشاركة بفاعلية أكبر في مكافحة الإرهاب ، متابعا « إتّفقت مع الرئيس پوتين
أنْ نقوم بإنزال الضربات ضد « داعش » والتنظيمات الأخرى » ، وفي السياق ذاته ؛ أعلنت ألمانيا أمس
الجمعة أنها ستنضم للحملة العسكرية ضد تنظيم « داعش » في سوريا بنشر طائرات
من نوع « تورنادو » لأغراض الاستطلاع وطائرات للتزود بالوقود وفرقاطة
بعد طلب مباشر من حليفتها الوثيقة فرنسا لفعل المزيد .
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية : « أورسولا فون دير ليين» للصحفيين بعد إجتماع مع نواب برلمانيين :
« اتخذت الحكومة قرارات صعبة لكنها مهمة ولازمة ، يجب أن نقف مع فرنسا التي تعرضت لاعتداء
بهذه الهجمات الوحشية من داعش » .
في الجانب الدبلوماسي ، أعلن حسین أمیر عبداللهیان مساعد وزير الخارجیة الإيراني أنّ الاجتماعات
الخاصة بالأزمة السوریة ستعقد خلال أسبوعین أو ثلاثة أسابیع ، وقد تعقد في پاريس بدل فیینا ،
وقال عبداللهیان أمس الجمعة : أنّ « إیران جادة في مکافحة الإرهاب وتتابع المسار السیاسي
لحل الازمة السورية بما في ذلك ما یتعلق بالرئیس السوري بشار الأسد » .