“ أخرجوا جميعاً ، سوف أعترف للآب ، لم أفعل ذلك منذ 40 عاماً ” !
إهتداءُ فقيرٍ
الثلاثاء 08 ـ 12 ـ 2015
مدريد :
نهتم كثيراً بالأجواء العائلية في مطعم القديس يوسف للفقراء في رعيتنا في باييكاس ( مدريد ) .
وما إن يدخل الناس لتناول الطعام ، يُلاحَظ أنهم يشعرون كما لو أنهم في بيتهم وأنّ هناك
أمراً استثنائياً يدفع الجميع إلى الشعور بالراحة .
هذا ما كان يقوله لي ميغيل عندما بدأ يأتي لتناول الطعام يومياً .
كان يعيش وحيداً في منزله ولم يكن لديه أي صداقة أو عائلة .
فكان قد أمضى 13 عاماً في السجن ، ما جعله يقطع كل علاقة بماضيه .
ولم يكن أحد يرغب في معرفة الأخبار عنه .
فأصبح مرتادوا مطعم الفقراء عائلته .
لم يكن يأتي ليأكل فحسب ، بل كان يتطوع للكنس وإخراج القمامة وتنفيذ عدة مهام أخرى .
عُيّن مسؤولاً عن ترتيب مطعم الفقراء ، وكان مسروراً لأنه أحس بأنه شخص مهم .
كنا جميعاً نعرفه وكنا نهتم بأمره .
بعد بضعة أشهر، شُخصت إصابته بسرطان الكبد في مرحلة متقدمة .
وكان يبدو أصفر اللون ، أُدخل إلى مستشفى غريغوريو مارانيون .
ولم يذهب أحد لزيارته سوى أبناء الرعية .
فبدأت عائلته من مطعم الفقراء تتناوب على النوم في المستشفى ومرافقته لأطول فترة زمنية ممكنة .
وكانت الممرضات منذهلات بسبب تدفق الناس الذين كانوا يزورونه .
في أحد الأيام ، ذهبت لرؤيته ، وعندما دخلت إلى غرفة المستشفى ، كان برفقته العديد من الأصدقاء
من مطعم الفقراء ، عندما رآني ، هتف :
“ اخرجوا جميعاً ، سوف أعترف للأب ، لم أفعل ذلك منذ 40 عاماً ! ” .
فخرج الجميع منذهلين ، عند الانتهاء من الاعتراف ، أصبح كطفل .
ودعانا إلى تناول مشروب غازي بنكهة البرتقال .
كان ذلك بمثابة احتفال جديد بمناولته الأولى من دون موارد وإنما بفرح .
كان هذا الاهتداء بمثابة ثمرة ناضجة من ثمار المحبة
التي تسود في مطعم القديس يوسف للفقراء .
خوسيه مانويل أوركاخو
كاهن رعية القديس رامون نوناتو