الموت يغيب بطرس بطرس غالي !
الأربعاء 17 ـ 02 ـ 2016
مجلس الامن الدولي يعلن وفاة الدبلوماسي المصري والأمين العام السادس
للمنظمة الأممية وصاحب فكرة الولايات المتحدة العربية .
ميدل ايست أونلاين
طرح فكرة الولايات المتحدة العربية :
القاهرة / نيويورك –
أكد مدير مستشفى السلام في الجيزة مؤنس أبوالعطا وفاة الدكتور بطرس بطرس غالي
الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة عن عمر ناهز 94 عاما .
وقال أبوالعطا الثلاثاء ، إنّ المستشفى في إنتظار إستخراج تصاريح الدفن وحضور أسرة
" غالي " لاستلام جثمانه .
وأعلن مجلس الأمن الدولي وفاة بطرس غالي الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية .
وكان بطرس بطرس غالي الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام 1992 – 1996
وهو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين
الذي آغتاله إبراهيم الورداني ، وهو أيضا عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيرا للمالية .
تزوج من ليا نادلر يهودية مصرية من الإسكندرية .
مشوار حافل :
وبعد حصوله على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946 حصل على الدكتوراه
من فرنسا في عام 1949 ، عمل أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة
في الفترة من 1949 إلى 1977 .
وأسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام وعمل مديرا لمركز الأبحاث
في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي في الفترة 1963 - 19641964 .
وشغل الراحل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في عهدي الرئيس الراحل
أنور السادات والرئيس الاسبق حسني مبارك .
وكان نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة من 1992
إلى 1996 بمساندة فرنسية قوية ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب في فترة سادت
فيها صراعات في رواندا والصومال وأنغولا ويوغوسلافيا السابقة ، لكن لم تمتد رئاسته
لفترة ثانية بسبب إستخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو بعد آنتقادها له .
وترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة .
كما رأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان وهو مجلس حكومي مصري ،
قبل أنْ يستقيل منه في فبراير/ شباط 2011 .
ويحمل مشوار بطرس غالي الفكري العديد من الأطروحات منها :
الولايات المتحدة العربية وهي فكرة طرحها إبان وجوده في الوزارة في فترة حكم السادات
وقت الوحدة التي كانت بين مصر وليبيا ، حيث كان من أبرز أطروحاته
إنشاء عاصمة عربية تتوسط جغرافيا بين مصر وليبيا .
وقد نشرت مجلة الهلال المصرية تفاصيل هذه الأطروحة في أوائل السبعينات من القرن الماضي .
وقبل أيام من رحيل بطرس آتّصل به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى هاتفيا بالدكتور
للاطمئنان على صحته عقب الوعكة الصحية التي تعرض لها والتي نقل
على أثرها لأحد مستشفيات القاهرة .
وقد أعرب السيسي حينها عن تمنياته لغالى بالشفاء العاجل ، مؤكدا مكانته العلمية والسياسية
في مصر والعالم وما يمثله من قيمة كبيرة لدى الشعب المصري .
وكان غالي قد نقل إلى مستشفى السلام بالمهندسين إثر كسر في الحوض
وأجريت له عملية جراحية في پاريس بالمستشفى الأميركي .
وعرف الراحل بمواقفه الوطنية والداعمة لثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 التي آنتهت بإسقاط
حكم الاخوان بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين .
وقال في تصريحات في ديسمبر/ كانون الأول 2013 إن مصر تحتاج الى خمس سنوات
لإصلاح ما أفسده حكم الاخوان .
وفي حوار أجرته معه قناة العربية دعا غالي إلى إعادة النظر في تجديد منظمة الأمم المتحدة
التي سبق له أنْ ترأسها في أوج التوترات والصراعات خاصة في الشرق الأوسط .
وأشاد بالخطوة الجريئة التي قامت بها السعودية التي تأتي في إطار الدعوة الى إعادة النظر
في تجديد منظمة الأمم المتحدة التي تشهد سيطرة أميركية ، كما طالب بتمثيل المنظمات
غير الحكومية في هيئة الأمم المتحدة ، حيث إن بعض هذه المنظمات تلعب دورا أكثر
من المنظمات في حل بعض القضايا الدولية .
وطالب أيضا بتمثيل الهند والبرازيل في مجلس الأمن بسبب العدد الكبير لسكانها
وموقعيهما القياديين في قارتيهما .
وأشار إلى أنّ الفقر والجهل هما أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري
والعالم العربي على السواء ، وأنه يجب الاستعانة بخبراء ذوي كفاءة عالية
من أجل التغلب على هذه المشاكل .
وطالب بتعليم الدبلوماسيين الشباب العرب اللغة الصينية حتى يسهل التعامل مع هذه القوة
التي ستعلب دورا قويا في المستقبل في السياسة الدولية .