يورو ثمن طفل !
الأثنين 29 ، 02 ـ 2016
علاء کامل شبيب :
ليس عنوان هذا المقال من محض الخيال أو من عندياتي ، وإنما هو مشتق ومستبط
من الواقع المزري في إيران ، حيث إنّ الامهات في العاصمة الايرانية طهران
" وکما جاء في کلمة السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة
من جانب المقاومة الايرانية أمام المؤتمر العالمي للمرأة قبل أيام في باريس " ،
وبسبب من ضغط الاوضاع المعيشية بالغة الصعوبة ، يجدن أنفسهنّ مضطرات
لبيع أطفالهنّ قبل الولادة بثمن يعادل 25 يورو فقط !
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تظاهر ويتظاهر بأنه ينصف المرأة
ويمنحها من الحقوق بحيث تلبي کل طموحاتها ، لکن واقع الحياة في إيران يجسد أمرا مغايرا
لما يدّعيه هذا النظام ، ذلك إنّ النساء يشکلن 87% من السکان غير النشيطين
في البلاد بمعنى إنّ الکثير من حقوقهنّ مسلوبة وإن تحرکاتهنّ محدودة خصوصا
فيما لو أخذنا بنظر الاعتبار إنّ عدد النساء الخريجات العاطلات عن العمل
في إيران يبلغ 4 ملايين ، کما إنه قد تمّ طرد أکثر من 100 ألف من النساء سنويا
من أسواق العمل في طهران ، وبهذا فإنّ الصورة تتوضح أکثر فأکثر عن الواقع الوخيم
للمرأة في إيران في ظل هذا النظام . حقائق ملفتة للنظر أشارت إليها السيدة رجوي
في خطابها أعلاه ، من أهمها :
أنّ " عدد النساء اللاتي ينمنَ ليلا في الكراتين في الشوارع بلغ 5 آلاف والمشاركة
الاقتصادية للنساء لا تصل الى 13 بالمئة ، كما أنّ المشاركة السياسية للنساء
في هذا النظام أمر لا معنى له ؛ في مجلس الشورى للنظام خلال 9 دورات
طيلة 36 عاما مضت ، كانت ما مجموعه 50 إمرأة عضوات في مجلس الشورى فقط
وفي الدورة الحالية ثلاث بالمئة فقط " ، ولذلك فإن مزاعم القادة والمسؤولين الايرانيين
بشأن إنّ حقوق المرأة الايرانية مصانة وإنّه لاينقصها من شئ ،
إنماهو کذب فاضح وضحك مکشوف على الذقون .
هذه الاوضاع المأساوية للمرأة الايرانية لاتقف عند هذا الحد المتدني إنسانيا وقانونيا ،
وحتى بموجب الشرائع السماوية ، وإنّما تتعداها الى ماهو أفظع من ذلك ،
حيث لفتت السيدة رجوي الانظار في خطابها الى مواد في الدستور الايراني
والى فقرات في کتاب " تحرير الوسيلة " للخميني تبيح وتجيز إضفاء الشرعية
على الممارسات اللاإنسانية ضد الاناث القاصرات من اللائي يبلغ أعمارهن 9 أعوام ،
والحقيقة إنّ نظاما يتعامل بهکذا منطق همجي مع النساء هو نظام ليس
يغرد خارج السرب فقط وإنّما خارج مجرة درب التّبانة أيضا ! .