قصة جُحا يشــتري حمارً !
من حكايات جُحا ..
يُحكى أنّ جُحا فى يوم من الايام أراد أنْ يشترى حماراً فذهب الى السوق
حتى توقف عند حمار أعجبه شكلة كثيرا ، فسأل صاحبه بعد جدال على الثمن
وأخرج جُحا كل ما بجيبه قائلا : هذا كل ما معى الآن
فاما أنْ تبيعنى الحمار الآن ، أو أنصرف لحالى .
فاخيرا وافق الرجل ومشى جُحا يجر الحمار خلفه سعيدا فرأه إثنان من اللصوص إتفقا
على سرقة الحمار ، تسلل احدهما بسرعة وفك ربطة الحبل من على رقبة
الحمار دون أنْ يشعر جُحا باى شئ وبدلا من الحمار ربط اللص رقبته بالحبل
كل ذلك وجُحا لا يشعر بما يحدث ، مشى اللص خلف جُحا بينما اللص الآخر مشى بالحمار .
وكان المارة من الناس يرون ما يحدث متعجبين لهذا المنظر ويضحكون من جُحا
الذى يجـرّ رجلا خلفه من رقبته بدلا من الحمار ، وجُحا يتعجب فى نفسه ويقول :
لعل تعجبهم وضحكهم بسبب شدة إعجابكم بحمارى ،
والا فلماذا يضحك هؤلاء الناس وينظرون اليّ هكذا ؟ ! .
أكيد انهم معجبون بحمارى وشكله الجميل . ولما وصل جُحا الى البيت آلتفت خلقه
الى الحمار فرأى الرجل والحبل فى رقبتهِ ! فتعجب جُحا وسأله :
من أنتَ ؟ فتوقف اللص باكيا وأخذ يمسح دموعه فى مشهد تمثيلى ،
وقال يا سيدى : أنا رجُل جاهل أغضبت أمى فدعت على وطلبت من الله أنْ يمسخّنى
حماراً فاستجاب الله دعاءها ولما رأى أخى الكبير ذلك أراد أنْ يتخلص منى فعرضنى
فى السوق للبيع ، وجئت أنتَ يا سيدى وآشتريتنى وببركتك رجعت الى هيئتى الاصلية إنسانا
كما كنتُ ، فشكرا لك سيدى وأخذ اللص يقبّل يد جُحا شاكراً إياه ،
فصدقه جُحا الاحمق ، وأطلقة بعد أنْ نصحه أنْ يطيع أمه ولا يغضبها أبدا
فى المرة المقبلة ويطلب منها الصفح والدعاء ، وفى اليوم التالى توجه جُحا
الى السوق ليشترى حمارا جديدا فرأى الحمار نفسه وعرفه ،
وآقترب جُحا من الحمار وهمس فى اذنيهِ :
من الواضح أنك لم تسمع كلامى وأغضبت
أمك مرة ثانية فدعتْ عليك والله لنْ أشتريـكَ أبدا !