تعلم اللّغة الألمانية شرطًا لبقاء طالبي اللجوء في البلاد !
الجمعة 22 ـ 04 ـ 2016
ذكرت صحيفة “ ديلي تليجراف ” البريطانية أنه سيتعين على طالبي اللجوء في ألمانيا
تعلم لغة البلاد ومحاولة العثور على وظيفة ، وإلا فإنهم يخاطرون بفقدان المزايا
التي سيحصلون عليها بموجب حزمة القوانين الجديدة التي طرحتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل .
وأوضحت الصحيفة – على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة – أنّ ألمانيا تواجه
تحديا ضخما للاندماج ، وذلك بعد وصول أكثر من 1ر1 مليون طالب لجوء ،
بناء على سياسة “ الباب المفتوح ” التي تتبعها ميركل في التعامل مع اللاجئين .
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين تمّ رفض الكثير من طلبات اللجوء ،
فمن المتوقع السماح لمئات الآلاف بالبقاء في البلاد .
ووفقا للتليجراف ، فإن سوق العمل سيكون منفتحا على طالبي اللجوء ، حيث تخطط الحكومة
لخلق 100 ألف وظيفة جديدة باستخدام المال العام ، لافتة إلى أنّ طالبي اللجوء سيحصلون
من السلطات على مكان للعيش ، فيما لنْ يسمح لهم بالانتقال
إلى أي مكان يريدونه في البلاد ، من أجل منع الانفصال أو الانعزال .
وبالإضافة لذلك ، فمن المتوقع حضور اللاجئين دورات لتعلم اللغة الألمانية من أجل
حضور حصص الاندماج ، غير أنّ من يفشل في الوفاء بأي من هذه المتطلبات ،
سيفقد المزايا المقدمة له ، كما أنّ منْ يرتكب جرائم من طالبي اللجوء
سيخسر حقه في البقاء بألمانيا ، ووافق إئتلاف ميركل – الذي يضم ثلاثة أحزاب –
على الإجراءات الجديدة ، وسيطرح على البرلمان منْ أجل الموافقة عليه الشهر القادم ،
لكن منْ المتوقع إقراره بسهولة ، كما وافق الائتلاف على سلسلة جديدة من الإجراءات
لمكافحة الإرهاب ، في أعقاب هجمات بروكسل وپاريس ، حيث وعدت حكومة ميركل بمزيد
من تقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء في الاتحاد الأوروپي ،
وحلف شمال الأطلسي “ ناتو ” .
إجراءات لإلحاق اللاجئين بسوق العمل :
إلحاق اللاجئين بسوق العمل هو أحد المهام الصعبة التي تعمل ألمانيا للتغلب عليها .
ويؤكد خبير الاقتصاد الألماني آخيم فامباخ : أنّ “ العمل هو المفتاح الرئيسي في عملية الاندماج . ”
آخيم فامباخ ، خبير الاقتصاد الألماني البارز، أعرب عنْ إعتقاده بأنه سيكون منْ الجيد للاجئين
إذا طُبِّق عليهم بعض الإجراءات الخاصة ، بالأشخاص العاطلين عنْ العمل منذ مدة طويلة .
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) ، قال فامباخ ، الذي يرأس مركز ( زد.إي.دبليو. )
لأبحاث الاقتصاد الأوروپي في مدينة مانهايم : إنّ التعليق المؤقت للحد الأدنى للأجور
ومصاحبة ذلك بدورات تعليم لغة وإجراءات أخرى خاصة بالتأهيل سيكون أمرا معقولا .
وفي الوقت نفسه ، أكد فامباخ أنه : “ لا ينبغي أنْ يمثل ذلك الحل النهائي بل مجرد خطوة
لإلحاق اللاجئين بسوق العمل ” ، مشيرا إلى أنّ هذه الخطوة تمثل أهمية قصوى للاندماج المجتمعي .
وتابع فامباخ أنّ تجارب دول أخرى ، أظهرت أنّ من الأمور التي تساعد اللاجئين
في إجادة اللغة الجديدة ، هو تعلمها ذاتيا أثناء العمل “ طبعا هناك حاجة إلى دورات اللغة ،
لكن التعامل مع زملاء وزميلات في العمل يعد شكلا جيدا لتعلم اللغة بشكل أسرع ” .
وعن موضوع الاندماج ، قال فامباخ : “ نحن في ألمانيا لم نصل إلى المستوى المطلوب
حتى الآن في إدماج المهاجرين في سوق العمل ، ولذا فإن الموضوع يمثل أهمية
ومن الجيد أنْ تعمق الحكومة نظرتها للاندماج ” .
وأضاف فامباخ : أنّ قضية اللاجئين تحتاج إلى حلول جديدة لأنها موقف جديد على البلاد ” .
ومن الأمور الممكن تصورها هو منح اللاجئين تدريبات جزئية بحيث يتمكن اللاجئ
على سبيل المثال منْ تحصيل أجزاء من التدريب المهني ، الأمر الذي يتيح
له العمل بمؤهل جزئي ، وعندما تتهيأ الظروف وتتوافر لدى اللاجئ القدرات ،
فيمكنه عندئذ أنْ يقوم تدريجيا بتدريب كامل ” .