من قصائد للشاعر الهندي طاغور (1861 -1941 )
ترجمة : عاشور الطويبي – ليبيا
1 خلف شبّاك الحديد الصدئ المقابل تجلس فتاة ، داكنة ، شاحبة كزورق
عالقٍ على ضفّة رمليّة في الصيف حين يكون النهر ضحلاً
أعود إلى حجرتي بعد عمل يوم ،
عيناي مشدودتان إلى وجهها هي بحيرة معتمة
يحفّ مياهها ضوء القمر لها نافذتها للحرية :
فيها ضوء الصباح يلاقي تأملاتها وعبرها عيناها الداكنتان
كنجمتين ضائعتين ترحلان عائدتين إلى سمائهما .
2 « ألقِ نايك أرضاً ، يا حبيبي ، اترك يديك حرتين لتحضني .
3 « فاكهة للبيع ، فاكهة للبيع » صاحت امراة عند الباب .
خرج الطفل من البيت « أعطني بعض الفاكهة » واضعاً حفنة أرز في سلّتها .
بائعة الفاكهة حدّقت في وجهه وفاضت عيناها بالدموع .
« من الأم المحظوظة »
صاحت « التي حملتك في حضنها وأرضعتك من ثديها ،
والتي يناديها صوتك يا أمي ؟ »
« هبي فاكهتك له » قال الشاعر
« ومعها حياتك »
4 دعني أغفو في هذه الأرض الغريبة ساكناً مستلقياً تحت النجمات
والظلمة تدغدغ رنين سوارٍ يدقّ على دورق ماء .
5 من ظلال الشاطئ المقابل يعبر زورق تقوده امرأة .
أصيح بها ، « تعالي إلى جزيرتي المطوّقة بالمياه الجائعة خذي حصاد العام »
تأتي ، تأخذ كل ما عندي إلى آخر حَبّة ؛
أطلب منها أن تأخذني لكنها تقول :
« لا » ، الزورق مليء بعطيتي ولا مكان .
6 « في غموضٍ الشجرة معلّقة فوق الضفة والأرض تبدو كأنها من الماضي .
7 الماء أخرسٌ البامبو ساكنٌ مظلمٌ سوارٌ يرنّ على إبريق ماء أسفل الدرب .
8 خطواتك المنطلقة تقبّل التراب ،
تجعله عذباً ماسحةً البقايا جانباً ؛
العاصفة المتركزة في أطرافك الراقصة ترجّ مطر الموت المقدّس
فوق الحياة وتجعلها تنمو فتية نضرة .
9 أيها المسافر الحذر،
لا تكترث ، وأنت في كامل صحوك أَضِعْ طريقك تماماً ،
كن كضوء النهار الساطع مجذوباً بالضباب ومشبكاً فيه .
10 « سأتبع الريح ، سأتبع الغيمة ،
سأتبع النجمات إلى حيث ينهض الصباح خلف الهضاب ،
سأتبع العشاق وهم يمشون يضفرون أيامهم إكليل غار على خيط
أغنية « أنا أحب »
11 المدّ يعلو الريح تعصف ،
وكرغبتك يرقص الزورق ، يا قلبي !
اترك الكنز على الشاطئ وأبحر فوق ظلمة
لا يُسبر غورها ، نحو ضوءٍ لا حدّ له .
المصدر / صحيفة الشّـروق .