ألمانيا تحتاج إلى قانون هجرة ؛ للحفاظ على رخائها !
الخميس 02 ـ 06 ـ 2016
نسبة الولادات في ألمانيا ضعيفة مقارنة مع القوة الاقتصادية للبلاد التي تنقصها أجيال ناشئة ،
وإذا أرادت ألمانيا الحفاظ على رخائها ، فيجب عليها فتح باب الهجرة إليها ،
لكن بطريقة مقننة ، كما يرى كاتب التعليق ألكسندر كوداشيف .
إعتمدت ألمانيا أخيرا قانونا للاندماج ، وهي تسعى نهاية الأمر إلى تنظيم حقوق المهاجرين
وواجباتهم ، وألمانيا آعترفت في النهاية بضرورة الاعتناء باندماج المهاجرين .
وفي هذا السياق يشكل قانون الاندماج المعتمد أخيرا نقلة تاريخية كبيرة .
المستشارة والحكومة محقتان في هذا التوجه ، وأخيرا بدأ التفكير بجدية فيما
يجب على المهاجرين إنجازه وما يمكن توقعه منهم .ضد تعديل حق اللجوء :
ولكن قانون الاندماج هذا الذي طال إنتظاره لا يعوض ضرورة وجود قانون هجرة .
ألمانيا كانت في القرون السابقة بلدا مصدرا للهجرة ، إلا أنها تحولت منذ مدة
إلى بلاد مستقطبة للهجرة ، لكن العديد منْ الناس لا يريدون الاعتراف بهذا التحول ،
والكثيرون منهم يريدون حجب هذه الحقيقة ، رغم أنّ ألمانيا بحاجة إلى مهاجرين ،
حيث إنّ عدد الولادات ضعيف فيها ، هناك نقص في النشـئ للعمل
في مجالات الاقتصاد والصناعة والبحوث والتكوين المهني والمهارات الحرفية والمهندسية .
وإذا أرادت ألمانيا الحفاظ على رخائها ، فيجب عليها فتح المجال للهجرة إليها ،
لكن على أساس أنْ تكون محددة العوالم ومقننة ، ألكسندر كوداشف ، رئيس التحرير
في مؤسسة DW : يجب على قانون الهجرة أنْ ينظم ثلاث نقاط :
الهجرة المرغوب فيها وحق لجوء المعارضين المضطهدين والنشطاء والكتاب والمدافعين
عنْ حقوق الإنسان وأفراد من الأقليات المهددة ، لكن حتى حق الهجرة الذي يمنح
حق الملاذ لفترة مؤقتة يجب تنظيمه في هذه الحزمة ،
مادامت الحروب أو الكوارث المشابهة مستمرة .
ليس هناك حقا حاجة لتعديل حق اللجوء الذي يضمن حماية المضطهدين .
ولكن لا يحق توظيف ذلك للتنصل منْ الواجبات بالنسبة للمهاجرين الشرعيين
أوغير الشرعيين ، الحقيقة هي أن بعض الآلاف فقط يحصلون سنويا على حق اللجوء
بالمعنى التقليدي للكلمة ، في الوقت الذي تستقبل فيه البلاد مئات الآلاف
من الذين يطلبون حق اللجوء ، حيث اتضح أنه من يفرغ حق اللجوء من مضمونه
ويستخدمه لكل غرض ، فإنه يقوم بتدميره في نهاية الأمر .
أمل في تحالف كبير ، ويختلف الأمر تماما فيما يخص الهجرة المرغوب فيها .
هنا تقول ألمانيا نحن بحاجة إلى أطباء ومبرمجين وأخصائيين في الأدب الألماني
وفيزيائيين ومؤرخين ومعلمين وكيميائيين ومهندسي الميكانيك ـ ونحن نبحث عنهم ـ
في جميع أنحاء العالم ، سواء في نيوزيلندا أو في اسپانيا ، وبما أننا بحاجة إليهم
ونريدهم حقا ، فنحن نعرض عليهم إلى جانب فرص العمل تأشيرة إقامة مضمونة .
وقد يمكن لهؤلاء المهاجرين أنْ يصبحوا بسرعة مواطنين ألمان إذا كانوا يرغبون في ذلك .
مدرس الأدب الألماني من الهند بجامعة روستوك يجب قبوله بشكل بديهي مثل القس الإفريقي
الذي يعمل في شمال ولاية بفاريا أو المهندس البوليفي في شركة مرسيدس .
فما الذي يحصل مع اللاجئين ؟ هنا لا أحد يعرف إلى متى ستدوم الحرب الحرب الأهلية
التي فروا منها ، إلقاء نظرة باتجاه سوريا تكفي لتقييم الوضع .
هؤلاء اللاجئون يحصلون بموجب القانون الدولي على حق الإقامة .
وهذا شيء بديهي ، وينطبق عليهم جميعا قانون الاندماج الجديد الذي سيمكنهم - في أحسن الأحوال -
من تعلم الألمانية ومزاولة عمل ما . وللاجئين الشباب فرصة التحول إلى وضع مهاجرين ،
وهنا تقف ألمانيا أمام آختبار كبير وطويل الأمد ، إنّ ذلك لا يغير في الأمر شيئا .
فالحقيقة هي أنّ المجتمع الألماني بحاجة إلى هجرة محددة العوالم ومقننة .
ومنْ أجل ذلك فإن ألمانيا بحاجة إلى قانون هجرة ، كما تمت المطالبة به
منذ سنوات عديدة ، وقد يستطيع التحالف الكبير النجاح في تحقيق ذلك .