مقدمة تعريف الانفعال وأسبابه !
ـــ ماهو الانفعال ؟؟؟
*** هناك من قال عنه إنه ظاهرة مرضية ،
*** حالة ناتجة عنْن الاكتئاب ،
*** عاطفة نفسية سلبية ،
*** ظاهرة معقدٌ جداً ..
بينما الانفعال ظاهرة نفسية فيزيولوجية تربت مع الإنسان منذ العصور القديمة
ملازمة له أبد الدهر، وستظل إلى أنْ يرث الله الأرض وما عليها ،
وهو ردة فعل سلوكية تسببت فيها مثيرات شتى منْ المحيط ، آنطلاقا
منْ علاقات اجتماعية أو أسرية ، تتخذ في مظاهرها أنواعا شتى
من السلوكات ، قد تنحصر في السلوك العنيف ، أو الهادئ أو الصامت أوالمعبر،
إما لإعادة الاعتبار إذا أحس المعني بالأمر بالاحتقار والتهميش أو الإقصاء ،
أو الدفاع عنْ نفسه إذا مسه ظلم ،
أو جور، أو التفسير والتوضيح لأسرار إنْ بدت الأمور مبهمة وغير جلية ،
أو الإقناع إنْ تعددت الآراء ، وتشعبت وأدت إلى الاختلاف ، أو التعويض عنْ نقص ما ،
مازالت غصته في الحلق ، كاد أنْ يفقد المعني بالأمر الثقة في النفس ..
وللانفعال أعراض نفسية وأخرى فيزيولوجية ..
1 ــ الأعراض النفسية :
الانفعال نتاج صراعات نفسية يعيشها المرء مع ذاته ، أومع أسرته ، أومع المجتمع ،
أو مع أناس يحترمهم وله بِهم علاقة محبة واحترام ، إهتزت فيها العلاقة لسبب ما ،
تافها كان أو مُهمّا ، أو حين يفشل المنفعِل في تحقيق مجموعة منْ الرغبات
خَطّطَ لها بشكل مسبق ، فانتصبت أمامه قمم شاهقة وعوائق لم يستطع تجاوزها ،
أو لما يتكسر بين يديه الطبق المأمول ، الذي حمل وزره لعقود ، أو حين يربو
إلى التحليق في آفاق أنيقة بدت له بنور الشمس ، لكن بينه وبينها ألف حجاب ، ويداه تمسكان
على قبضة منْ الريح ، خالية تماما منْ كل الإمكانيات أوالآليات ،
لإخراج ماتشتهيه النفس وتأمله إلى حيز الواقع .. فينصهر المنفعل مع روحه ،
مسدلا الأستار عنْ عالمه الخارجي ، لتحاور الذات عالمها الداخلي ،
فتتخيل أشكالا ، وترسم منْ الحقيقة أشباحا ، تسيح في آفاق الوهم ،
تتقافز أمامها مجموعة منْ الأشرطة ، تُكَذّب بعضها ، وتشك في أخراها ،
وترى غيرها بمجهر الشك وعدم الثقة وتضخيم الظنون ..
ــ الأعراض الفيزيولوجية ــ
أثناء لحظة الانفعال يحس المنفعل بضيق النفس ، ويرى الدنيا باللون الأسود ،
قترتفع حرارة الجسم وتتسارع دقات القلب ، وتتلاحق حركات التنفس ،
وينِـزّ جسمه بالعرق ، قد يلتزم الصمت ، أو يرد بصوت جهروي ،
أو يتنحّى منْ الميدان تماما ، وقبل أنْ يهجم على الآخر، يوجه العتاب إلى نفسه ،
مع تأنيب الضمير ومراجعة التصرفات ، وحين تبلغ الحالة حدتها ، يكون المنفعل
في أشد الطيبوبة ، ومهيأ تماما للصفح بلمسة ترجع إليه الثقة في النفس ،
وتعطيه الأمان ، وأما إنْ أحس عنْ وعي بالخطأ ، فقد يشتعل تحت الضلوع لهب الندم ..
3 ــ شخصية المنفعل :
قد نجانب الصواب ، إنْ آتّهمنا المنفعل بضعف الشخصية والمستوى الثقافي ، أو قلة الصبر ،
أو الفشل في اتخاذ القرارات ، أو سرعة التفكير، أو عدم التريث في اتخاد المبادرات والإجراءات
أو الحقد والكراهية ، لأنه وقتها يكون الانفعال وليد لحظة حرجة هزت النفس منْ جذورها ،
لكن تمُرّاللحظة سريعا كهبة نسيم ، حتى وإنْ خَلّف في الآخر بعض الأثر
منْ الألم فذلك عنْ غير قصد ، لأنّ المنفعل لحظتها خارج تخطية تحكيم
العقل وآتّزان الأمور، والفصل فيها بذكاء ، وضبط تصرفاته بتريث حكيم ،
والانتباه إلى كل كبيرة أو صغيرة في السلوك ..
3 ــ الانفعال حركة إيجابية :
الانفعال ردة فعل إيجابية أو سلبية ضد مثير ما ، يخلخل الذات ويستفزها ..
مهما تحاشينا خطورة الانفعال وأعراضه التي قد تكون أحيانا وخيمة ، ومهما رأى البعض
أنّ الانفعال ظاهرة مرضية سلبية تؤدي أحيانا إلى ملاتحمَد عقباه ،
ومهما مقَتنا الانفعال وانتقدنا بشدة النتائج المترتبة
عنه ، فهو دون منازع منْ أهم دواعي الإبداع ، الباعث الحقيقي على تفجير ملكة
القدرات الإبداعية المدفونة في قرارات النفس ، وإخراج إلى النور الطاقات
المتوارية / الخفية تحت رواسب الضغوطات والإكراهات ، فالانفعال يفتح الشرفات
على مكامن النفس ليتدفق سيلها الإبداعي الجميل ، وتفريغها من شحنة موجعة تثقلها ،
وإعادة إليها التوازن ، وهكذا يعمل الانفعال على ترجمة الأحاسيس إلى حلة
إبداعية صادقة ترأب شقوق النفس ، وفي نفس الوقت تترك الأثر في المتلقي ..
خاتمة :
حتى أنهي فالانفعال لايتأتّى إلا بانصهار المنفعل بالمحيط ،
عبْر جسر التأمل العميق للكون والحياة حين يشتد الخطب ، وتتجاسم الأمور ،
لتروّيهما وفَهْم أسرارهما المبهمة ، وتبصر العلاقات المتشابكة بين الكائنات
الوجودية جميعها ، والنّظَرِ فِيها بدقة لاستقصائها مِنْ جَمِيعِ الجَوَانِبِ .
~ منقـــول ~