حكى لي كثير من أهل القرية عن عناية الرب العجيبة، وعن معجزة نجاة نيفين من الموت المؤكد وهي تحت عجلات القطار السريع؛ فتوجَّهت إلى منزلها، وتقابلت مع أبيها وأمها وأختها ومعها، وكانوا كلهم يشهدون للرب ورفقته العجيبة لنيفين. فأجريت معها هذا الحوار.
“أرجو أن تعرفينا بنفسك.
* الاسم: نيفين سمير فؤاد. البلد: أبو قرقاص البلد - الفكرية - المنيا. تاريخ الميلاد: 4/8/1982.
“نيفين هل يمكن أن تحكي لي ماذا حدث في ذلك اليوم بالضبط؟
* كنت طالبة بالفرقة الأولى بكلية التربية جامعة المنيا وكان ذلك اليوم الذي لن أنساه طوال عمري هو يوم 23/12/1999، وكان هو اليوم الثالث في امتحانات الترم الأول. ذهبت للمحطة لركوب القطار المتجه من مدينة أبو قرقاص إلى المنيا. وعندما وصلت كان القطار، على غير العادة، قد وصل في ذلك اليوم قبل ميعاده وفي أثناء ركوبي القطار وعندما وضعت رجلي اليمنى في القطار تحرك واندفع بسرعة، ولم أدرِ بنفسى ألا وأنا بين عجلات القطار، بين القضبان. لم أفقد الوعي. كان صوت القطار رهيباً عالياً جداً، ومع ذلك استطعت أن أسمع صوت صراخ زميلاتي على المحطة، كن يطلبن النجده لإنقاذي من تحت القطار. وبعد لحظات، كانت بالنسبة لي سنوات طويلة، توقف القطار؛ ولم يكن بيني وبين عجلاته إلا سنتيمترات قليلة. ولولا عناية الرب ورحمته الفائقة لما كنت الآن على قيد الحياة، ولما كنت أتكلم وأشهد عن رفقته العجيبة لي.
“أرجو يا نيفين أن لا تتضايقي من سؤالي هذا: ماذا كان مصيرك لو قدّر الله ولم تُنقذني في ذلك اليوم؟
* كنت بكل تأكيد سأذهب إلى السماء، فأنا مسيحية حقيقية، سلّمت حياتي للمسيح قبل هذا الحادث بعده سنوات. ربما أني كنت ضعيفة روحياً وقتها ولكني بنت لله.
“ماذا كان شعورك وأنت تحت القطار السريع وهو يتحرك وأنت بين القضبان وعجلاته؟
* صدِّقني كنت في سلام حقيقي عميق، ربما لم أتمتع به من قبل وأنا في سريري في البيت. ولما حكيت عن هذا السلام العجيب للمؤمنين في الكنيسة، قالوا لي إن هذا هو «سلام الله الذي يفوق كل عقل» المكتوب عنه في فيلبي4: 7.
“وهل أُصبتي بأي جروح؟
* أشكر الرب لم أصَبْ بأي أذى، وشجّعني أبي وقتها أن أذهب إلى الامتحان، لأن هذه المادة كانت مهمة جداً، لأنها مادة تخصص. ورغم شعوري بالإجهاد، وهول المفاجأة، وإحساسي بترضض في كل جسمي؛ إلا أن الرب وقف معي، وذهبت للامتحان، وامتحنت المادة، ونجحت فيها. بعد الامتحان ذهبت للمستشفى الجامعي، وهناك أكّدوا لي أني سليمة تماماً. وأكملت امتحاناتي ونجحت في امتحانات الترم.
“وما هو شعورك الآن بعد انقاذ الرب لك ونجاحك أيضاً؟
* أنا مديونة له دائماً. واسمح لي أن أذكر لك أنه في نفس ميعاد هذا القطار، الذي سقطت تحته، كان دائماً يأتي قطار آخر في الاتجاه العكسي، ولأن الرب قصد أن ينقذني ويعطيني عمراً جديداً، تأخر هذا القطار المعاكس عن ميعاده، لأنه لو كان أتي في ميعاده ما كان يمكن أن أخرج من تحت القطار الذي سقطت تحته، لأني خرجت من الجهة المعاكسة. لهذا أنا أحب مزمور 103 جداً الذي يقول أوله «باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته».
“ماذا تريدي يا نيفين أن تقولي لقراء مجلة «نحو الهدف» بعدما حكيت هذا ا لاختبار الحلو؟
* أولاً أحب أن أقول إني أحب مجلة «نحو الهدف» وأقرأها منذ سنوات، وكانت دائماً مصدر بركة لي، وسبب لنموى الروحي. ثانياً أقول لكل إنسان: إن العمر غير مضمون، والحياة يمكن أن تنتهي في لحظة لا يتوقعها الإنسان، لذا يجب على كل نفس أن تكون مستعدة لمثل هذه اللحظة، وذلك بأن تسلم حياتها بالكامل للرب يسوع المسيح. وأقول لكل مؤمن ومؤمنة: إن الرب يقف معنا، ويمنحنا سلامه العجيب في اللحظات الصعبة المخيفة التي لا ينفع معها أي سلام أو شجاعة إنسانية أو من العالم.