آدم الأول وآدم الأخير :
هاك هذا الإيضاح ، كان آدم الأول ، رأس الخليقة القديمة ، تحت التجربة في جنة عدن .
وكان العالم كله في صلب آدم : أنت كنت في صلبه وأنا كنت في صلبه ،
وكما يقول روح الله عن لاوي : " لأنه كان بعد في صلب أبيه حين آستقبله ملكي صادق " ،
هكذا كنا نحن - كل واحد منا - في صلب آدم حين كانت الخليقة القديمة تحت التجربة ،
وقد سقط آدم في التجربة ، بعدما قال الله :
" لأنك يوم تأكل منها ، موتا تموت .
" ونتيجة لذلك السقوط ، وقعت الخليقة القديمة في الموت ، وكل إنسان ولد في العالم
منذ ذلك الحين ، إنما ولد هناك : ولم يولد واحد في المكان الذي ابتدأ فيه آدم الأول ،
سوى ربنا يسوع المسيح الذي ولد ولادة خارقة للطبيعة ، لذلك بوصفنا أعضاء
في الخليقة القديمة ، نحن جميعنا أموات وهالكون ،
ولكن لنر ماذا حصل ، جاء ربنا يسوع المسيح إلى العالم
( الكلمة المكتوبة هنا تتحدث عنه بوصفه الكلمة الحي )
ووقفت على منصة الطهارة ، خلق آدم طاهرا وبلا خطية ، لكنه سقط :
أما يسوع فقد جاء بدون خطية ، وحُبل به من الروح القدس ، وولد من أم عذراء ،
وإذ رأى الناس في الموت تحت ، نزل إلى الموت حين علق على الصليب ،
نزل حيث كان الإنسان ، وقام بالنعمة من الموت ، ولكن لم يصعد وحده ،
لأن الله أقامنا مع المسيح ، حتى أنّ الذين يؤمنون بالمسيح ،
يصعدون معه من مكان الموت ، وكما كنا ، في وقت من الأوقات ،
شركاء ذرية آدم ، هكذا أصبحنا الآن شركاء الخليقة الجديدة ،
فماذا يصنع الله بنا الآن ؟ أيضعنا حيث كان آدم قبلا ويقول لنا :
" آحسنوا التصرف لئلا تموتوا ثانية " ؟ كلا ، بل يضعنا أعلى مما يستطيع آدم
أنْ يرتقي ، وذلك بواسطة الخليقة الإلهية الجديدة ، " وأقمنا معه
وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع "
( أفسس2: 6 ) .
إذ إنْ كنا ننتمي إلى الخليقة الجديدة هذه ، فلا يمكن أنْ نهلك ،
كنت هالكا ، لأن رأس الخليقة القديمة قد سقط ، وأنت سقط معه ،
فلا يمكن أن تهلك لو لم يسقط رأس الخليقة القديمة ،
ولكن إذا سقط سقطت معه ، ولكن شكرا لله ، إذ إنّ المسيح بقي على العرش
حيث لله نفسه أجلسه ، إذ أرضى الله بعمله الكامل .
ربما سمعت بقصة ذلك الايرلندي الذي آختبر الولادة الثانية ، ولكنه كان خائفا
من أنْ يقترف خطية ما ويخسر نفسه ويكون هالكا
في نهاية المطاف ، كان يرتعد كلما راودته هذه الفكرة .
وذات يوم ذهب إلى الاجتماع وسمع هذه الكلمات :
" أنت ميْت ، وحياتك مستترة مع المسيح
في الله " فصرخ بأعلى صوته :
" مجداً لله " " من سمع بإنسان غريق ورأسه فوق المياه ؟ "
نحن نلتصق بالرب ، وننتمي إلى الخليقة الجديدة ، ولذلك لنْ نهلك أبدا .
المصدر / موقع كلمـة الحياة .