الأب القديس يوحنا الدلياثي المعروف باسم الشيخ الروحاني (ويُعرَف باسم القديس يوحنا سابا أيضاً John of Dalyatha or John Saba)، نسبة إلى بلدة دلياثة، وهي على الشاطئ الغربي لنهر الفرات. ترهُّب بدير في بلدته، وسار في طريق الفضيلة، وتدرَّج في الطريق الرهباني إلى أن صار متوحداً حبيساً لا يُلاقي أحداً من الناس، سوى أنه كان يتعامل بالكتابة مع الآخرين، ومنهم أخوه الجِسداني (أخيه بالجسد) الراهب بنفس الدير، وكان اسمه يوحنا أيضاً، الذي معناه "الله يتحنن"
الشيخ الروحاني هو من مشاهير كُتّاب ونُسّاك الآباء السريان فى القرن السادس الميلادي.. وقد أثرى الحياة الرهبانية بتعاليمهم وإرشادهم مثل مار اسحق السرياني، وغيرهم من الآباء الكبار. كِتاباته عميقة وروحية بليغة، تحتاج إلى إدراك وسِعة قلب وتدريب على قراءة أقوال الآباء؛ لكي يستطيع الإنسان معرفة الغرض من تلك الكِتابة. ثم أنها مليئة بالفوائد الروحية، وبها عبارات قصيرة وسلِسة وبسيطة، ولكنها عميقة. ويستطيع أي إنسان بسهولة أن يفهمها ويُسَرّ بها، مثل عبارة: "ما كان ليهوذا أن يُسَلِّم حبيبه". أما إذا أشكل على القارئ إدراكه وفهمه، فيمكنه سؤال أب مُختبِر، أو الاستعانة بكتب موازية للشيخ الروحاني، مثل كتاب ماراسحق أو مارأوغريس فيمكنه أن يُطابِق التعالم على بعضها، لكي يخرج بالفائدة المرجوّة.
كتاباته:
له عدة كتابات منها:
- الميامر، وعددها 32 ميمر
- الرسائل، 48 رسالة تتباين في أحجامها من عدة أسطر إلى بضعة صفحات..
- المقالات، وهي تحمل عنوان "رؤوس المعرفة"، منها ثماني مقالات شهيرة.
وقد كُتِبَ هذا المخطوط أصلاً باللغة السريانية، وقد تُرجِم إلى اللغة العربية مثل باقي الكتب السريانيه الأخرى، وبالطبع عند الترجمة تكون هناك بعض العبارات الغير مفهومة للمُتَرجِم، فإما أن يضعها كما هي، فتعتبر تعبيرات سريانية، وإما أن يكتبها حسب إدراكه وفهمه لها، أما القارئ فيمكنه أن يعرف الغرض منها حسب سياق الكلام.