- لِمَ انطفأ المصباح ؟
- لقد أحطته بمعطفي ، ليكون بمنجىً من الريح ، ولهذا فقد انطفأ المصباح .
- لِمَ ذوت الزهرة ؟
- لقد شددتها إلى قلبي ، في شغف قلق ، ولهذا فقد ذوت الزهرة .
- لِمَ نضب النهر ؟
- لقد وضعت سداً في مجراه لأفيد منه وحدي ، ولهذا فقد نضب النهر .
- لمَ انقطع وتر المعزف ؟
- لقد حاولت أن أضرب عليه نغماً أعلى مما تطيقه قدرته ،
ولهذا فقد انقطع وتر المعزف .
* * *
أنا لا اظفر بالراحة .
أنا ظامئ إلى الأشياء البعيدة المنال .
إن روحي تهفو ، تواقةً ، إلى لمس طرف المدى المظلم .
إيه أيها المجهول البعيد وراء الأفق ،
يا للنداء الموجع المنساب من نايك .
أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أملك جناحاً لأطير ،
وأنني مقيد دوماً بهذا المكان .
إنني متّقدُ الشوق ، يقظان ،
أنا غريبٌ في أرضٍ عجيبة .
إن زفراتك تتناهى إليّ ، لتهمس في أذني أملاً مستحيلاً .
إن صوتك يعرفه قلبي كما لو كان قلبه .
أيها المجهول البعيد ، يا للنداء الموجع المنساب من نايكٍ !
أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أعرف الطريق .
وأنني لا أمتلك جواداً مجنحاً .
أنا لا أظفر بالطمأنينة . أنا شارد ، أهيم في قلبي .
في الضباب المشمس ، من الساعات الضجرة ،
ما أبهى مرآك العظيم يتجلّى في زرقة السماء !
إنني أنسى ، أنسى دوماً ،
أن الأبواب كلّها موصدة في البيت الذي أفزع فيه إلى وحدتي .