" زبيدة ثروت " أغمضت عينيها ..
الخميس 15 ـ 12 ـ 2016
بعد الفنان محمود عبد العزيز، وقبل الفنان أحمد راتب ، غيّب الموت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت ،
التي إشتهرت بعينيها الجميلتين ، وبلقب " قطة الشاشة المصرية " .
إحتفلت بعيد ميلادها الماسي وراحت صحتها تتدهور حتى توقف قلبها عن الخفقان بعد رحلة قصيرة
مع المرض ، غابت من إعتاد زملاؤها على مناداتها بـ " الليدي " ، متأسفة لأنها لم تبلغ المرتبة الرفيعة
لأن تكون" مدام عبد الحليم حافظ " .
زبيدة ثروت أيام عزّ شهرته
الميادين نت / عنكاوا كوم :
عن 76 عاماً أغمضت عينيها ، وأسدلت الستار على الوجه الأجمل على الشاشة في عز العصر الذهبي
الذي زوّدنا بأكبر عدد من النجوم ، أبكاها هياماً وشوقاً كبار المطربين :
" فريد الأطرش " ( زمان ياحب ) وعبدالحليم حافظ الذي كان مولعاً بها وعرفت في وقت متأخر أنه فكر
ثم عدل عن التقدّم لطلب يدها من ذويها ، وطار صوابها ، لأنها وفق قولها يشرّفها أن تكون زوجة العندليب ،
لكن الأيام إنطوت وظلّت الصورة الجميلة عنها راسخة في البال لجيل كامل من الفنانات
قدّمن أدواراً فاعلة مؤثرة تشرّف المرأة في مجتمعها .
60 عاماً ما بين إنطلاقتها كممثلة وختام حياتها الفنية والإنسانية ،
أمضتها زبيدة متفرغة للفن وقيمه النبيلة .
من خصوصياتها الكرم والعلاقات العامة المتينة ، ولطالما بادرت إلى مساعدة أناس لا تعرفهم ،
وعرف عنها أنها ما عاشت حياة الفنانين المعروفين أبدا ، ما إن تنهي عملها في الأستوديو حتى تغادر
إلى منزلها وتعود إنسانة عادية تكاد تنسى أنها ممثلة ، وحين سئلت هل كانت تحرج عند تقبيلها
من زملائها في بطولة الأفلام ، ردّت : " أنا ممثلة وعلي أن أقبل بكل
ما يتطلبه الدور مني وإلاّ فلأبحث عن مهنة أخرى " .
الوسط الفني الذي أحبها وقدّر تفانيها في عملها من الإلتزام بالمواعيد ، إلى دراسة أدوارها بعمق لعدة أيام
قبل الموافقة على تجسيدها ، وصولاً إلى ثقتها بأن الكاستنغ هو عماد العمل الفني وإلاّ فإن الجمهور
لن يصدّق تمثيل وجهين غير متآلفين مهما إجتهدا في لعب دوريهما ، أيامها الأخيرة تميزت
بحياة ضاجة بالأكشن تنقلت خلالها ما بين المسرح ، والمنزل الذي إعتبرته أفضل مكان لعلاج المرضى .
تغادر " زبيدة " وتبقى عيناها المغمضتان على سحرهما ،
رمزاً لجمال لا تنهيه الحياة ولا يزعزعه الموت .