من النبوءات عن ميلاد المسيح :
ونتعرض باختصار شديد لأهم النبؤات التي حدثتنا عن التجسد الإلهي مبتدئين بنبؤات إشعياء النبي الإنجيلي :
1 - " ولكن يعطيكم السيد نفسه آيةً ، ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل "
( اش 7: 14 ) .
وقد استشهد متى الإنجيلي بهذه النبؤة
( مت 1: 23 ) .
ويقول القديس أثناسيوس " لأنه مَن مِن الأبرار والأنبياء القديسين والآباء البطاركة الأولين ،
المدوَّنة أسماؤهم في الكتب الإلهية ، وُلِد جسديًا من عذراء فقط ؟ أو أية امرأة كانت كافية
لحمل إنسان بشري بدون رجل ؟ . إذًا فمن ذا الذي وُلِد من عذراء فقط ؟ " ( تجسد الكلمة 35: 7 ) .
ويقول القديس كيرلس الكبير " فكيف - خبروني - يُدعى الذي وُلِد من العذراء عمانوئيل ؟ ،
عمانوئيل تعني كلمة الله الذي هو بالحقيقة الله صار مثلنا بسبب الجسد ،
وقد دعى عمانوئيل لأنه أخلى ذات ه، وولد مثلنا وتحدث معنا ، لذلك هو الله في الجسد ،
والتي ولدته بالحقيقة هي والدة الإله ، لأنها ولدته حسب الجسد " ويلوم القديس كيرلس الأورشليمي
اليهود لعدم تصديقهم هذه النبوة فيقول : " العلة من النافع أن نوجه لهم ( لليهود ) هذا السؤال :
إن أشعياء النبي القائل إن عمانوئيل سوف يولد من عذراء هل هو نبي حقيقي أم نبي كاذب ؟ ،
إنْ اعترفوا بأنه كان نبيًا حقيقيًا ، فإننا نسأل :
أليس من الضروري للمسيا إن كان قد أتى أو لم يأتِ بعد أن يُولَد من عذراء ؟
فإن قالوا أنه لا يُولَد من عذراء فقد صار النبي كاذبًا أما إن كان لابد أن يُولَد من عذراء
فلماذا يرفضون الذي قد أتى بالفعل هكذا ؟ !! " وما أجمل قول القديس أغسطينوس :
" فإذا كنا لا نستطيع أن ندرك ميلادك البشري ، فكيف نستطيع إدراك ميلادك الإلهي . !
من يستطيع أن يدرك أعجوبة الأعاجيب هذه ، عذراء تحبل ! عذراء تلد !
عذراء تبقى عذراء بعد الولادة ! ولكن مالا يستطيع العقل أن يفهمه ، يستطيع الإيمان
أن يدركه ، وحينما يقف العقل فان الإيمان يتقدم "
2 - " لأنه يُولَد لنا ولد ونُعطى تبنًا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبًا .
مشيرًا إلهًا قديرًا ، أبًا أبديًا رئيس السلام "
( اش 9: 6 ) .
ويقول الأب متى المسكين أن البشرية كانت تمثل أم ثكلى " مصابة في كل أولادها الذين تلدهم ،
فإنهم يموتون ولا يعيشون ، أو كأنهم يولدون ليموتوا سريعًا ، أو ربما بأقصى عمق في التعبير .
أن البشرية كانت تلد أمواتًا أو تلد الموت ذات عنصر اللعنة الأولى !
فكان الفرح بميلاد الإنسان ، كل إنسان ، فرحًا عابرًا أو كاذبًا يكذبه نواح الموت الشديد
والسواد الذي يغطي كل البيت ، ولكن جاء اليوم السعيد حقًا في عمر البشرية
الذي فيه يولد لنا ولد ونعطى تبنًا من السماء يبقى لنا إلى الأبد ..
" يولد لنا ولد ونعطى تبنًا إشارة للناسوت ، ويدعى اسمه عجيبًا ،
مشيرًا إلهًا قديرًا إشارة للاهوت ، فالرب يسوع ليس مجرد ناسوت بدون لاهوت ،
وليس هو لاهوتًا بدون ناسوت ، ولكنه لاهوت متحد بالناسوت ، وناسوت متحد باللاهوت ،
هو الله المتأنس ، ويقول القديس كيرلس الكبير " ها نحن نسمع أنه يُسمى ولدًا لأنه وُلِد مثلنا ،
لكنه عندما وُلِد أشارت إليه السماء بنجم لامع فجاء المجوس ليسجدوا له
من أقاصي الأرض ، وحمل الملائكة الأخبار السارة للرعاة وقالوا لهم { وُلِد لكم مخلص } ،
وهو أيضًا المشير الإلهي الذي أعلن لنا عن إرادة الآب الصالحة لأن فيه ( في الإبن ) سرَّ ( الآب ) .
أن يخلص الأرض كلها ، هو بالحقيقة الله وابن الله .. "
3 - " ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ، "
( اش 11: 1، 2 ) .
وكتب الپاپا كيرلس السادس يقول " في سكينة الليل ، وفي الوقت المحدد من السنة
حيث تصبح مُرُوج الربيع الناضجة أكداسًا ، وتضحى الأعشاب الخضراء اللامعة
بقطرات الندى وأضواء الشمس قشًا مخزونًا لأيام الشتاء ، وقد فارقها جمالها وولت عنها
عطورها ، في هذا الوقت الذي يتجدد فيه الوادي من وروده الزاهية وأعشابه المتموجة
نبت فجأة ، ( الأخرى ) ، الغصن ، الذي من أصل يسى ومن عذراء تكللت بالطهر وتذرعت بالنقاء "
4 - " قولوا لخائفي القلوب تشدَّدوا لا تخافوا ، هوذا إلهكم ، الانتقام يأتي جزاء الله .
هو يأتي ويخلصكم. حينئذ تتفقَّح عيون العمي وآذان الصم تتفتح ، حينئذ يقفز الأعرج
كالآيل ويترنم لسان الأخرس "
( اش 35: 4-6 ) .
وعندما أرسل يوحنا المعمدان تلميذيه للسيد المسيح ليؤكد لهما أنه هو المسيا المنتظر
قال الرب يسوع لهما " أذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما ،
إن العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يُطهَّرون والصم يسمعون
والموتى يقومون والمساكين يبشَّرونوطوبى لمن لا يعثر فيّ "
( لو 7: 22، 23 ) .
ويعلق القديس أثناسيوس على هذه النبؤة قائلًا " فالنبوة لا توضح فقط أن الله يحل هنا ،
ولكنها تعلن أيضًا علامات ووقت مجيئه فهي تقرن تفتيح أعين العميان وشفاء العرج ليمشوا ،
والصم ليسمعوا ، ولسان الأخرس ليصير فصيحًا ، بمجيء الله الذي كان مزمعًا أن يتم .
فليقولوا إذًا متى تمت هذه العلامات في إسرائيل ، أو في أي مكان من اليهودية حدث أمر كهذا ،
إذًا متى حصلت هذه إلاَّ عندما جاء كلمة الله نفسه في الجسد ، حينئذ مشى العرج ،
وتكلم البكم فصيحًا ، والصم سمعوا ، والعمي منذ ولادتهم استعادوا بصرهم
لأن هذا هو نفس ما قاله اليهود الذين شهدوا تلك الأمور إذ لم يسمعوا أنها حدثت
في أي وقت آخر { منذ الدهر لم يُسمع أن أحدًا فتح عيني مولود أعمى
لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئًا }
( يو 9: 32، 33 ) .
" ( تجسد الكلمة 38: 4، 6 ) .
5 - قال موسى " أغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب "
( عد 21: . وقال الرب " هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل لا تخف لأني فديتك "
( اش 43: 1 ) .
" أرجع إلىَّ لأني فديتك ، ترنمي أيتها السموات لأن الرب قد فعل ،
أهتفي يا أسافل الأرض أشيدي أيتها الجبال ترنمًا الوعر وكل شجرة فيه لأن الرب
قد فدى يعقوب وفي إسرائيل تمجد ، هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن "
( اش 44: 22-24 ) .
" فادينا رب الجنود اسمه ، قدوس إسرائيل "
( اش 47: 4 ) .
فمن هو الفادي ؟ هو رب الجنود قدوس إسرائيل ، وكيف تم الفداء
الذي ترنَّمت به الخليقة ؟ انه تم بالتجسد .
6 - وفي عقوبة الله للحية أعطى الله الوعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية قائلًا :
" واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها ، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه "
( تك 3: 15) .
ومن هو نسل المرأة هذا ، إلاَّ الرب يسوع الذي وُلِد بدون زرع بشر؟
المصدر : St.Takla.org