لافروف : مشاورات بين الحكومة السورية والمعارضة !
الأربعاء 28 ـ 12 ـ 2016
قال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف يوم الثلاثاء إن الحكومة السورية تجري مشاورات مع المعارضة
حول سبل عقد مفاوضات سلام ، لكن فصيلا معارضا تدعمه السعودية اكد انه لا يعلم شيئا عن هذه المشاورات .
تحليل : سيباستيان أشر ، محرر الشؤون العربية :
ينظر حاليا الى النصر الذي حققته القوات السورية الحكومية في حلب على انه عامل مساعد
لمبادرات دبلوماسية جديدة يطلقها اللاعبون الكبار في الازمة السورية .
وها هي روسيا ، التي مكنت قواتها الرئيس بشار الاسد من تحقيق اكبر نصرفي الحرب الدائرة في سوريا
الى الآن ، تحاول الدفع باتجاه بداية جديدة لمفاوضات السلام .
وتقول موسكو إنها تحظى بدعم ايران ، الحليف الثاني للحكومة السورية ، وتركيا التي كانت خصما
لموسكو وطهران حتى وقت قريب ، لجولة مفاوضات تجرى في كازاخستان .
ولكن المشكلة كالعادة تكمن في الاتفاق على الجهة التي ستصوغ جدول اعمال هذه المفاوضات والجهات
التي سيحق لها المشاركة فيها ، وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية ،
التي تعتبرها الامم المتحدة الفصيل المعارض الرئيسي ،
قالت إنه غير معنية بالعملية السلمية التي تحدث عنها لافروف .
وتأمل الامم المتحدة في استئناف مفاوضات السلام في جنيف في شباط / فبراير المقبل ،
رغم الفشل الذريع الذي منيت به الجولات السابقة .
السؤال المطروح هو ما اذا كان من الممكن ان تتظافر هذه المسارات في التوصل
الى وقف شامل لاطلاق النار وحل سياسي للازمة - ام انها ستتقاطع مع بعضها البعض .
من الواضح ان بشار الاسد وحلفاءه هم الذين يجلسون في كرسي القيادة في الوقت الراهن .
اما الولايات المتحدة والدول الغربية والدول العربية المعادية للرئيس السوري فيبدو انها تكتفي بالتفرج ،
وباطلاق الخطابات الرنانة ، ولم يتطرق لافروف في مقابلة صحفية اجرتها معه وكالة انترفاكس الروسية للانباء
الى المكان الذي تجرى فيه هذه المشاورات المزعومة ولا الى الفصائل المعارضة المشاركة فيها .
وكانت روسيا وتركيا وايران قالت عقب اجتماع لوزراء خارجيتها عقد في موسكو الاسبوع الماضي إنها
على استعداد للتوسط في سبيل التوصل الى اتفاق للسلام. واتفق وزراء خارجية الدول الثلاث على اعلان
يؤطر المبادئ التي ينبغي ان يلتزم بها اي اتفاق سلام قد يتم التوصل اليه .
وبالرغم من ان الترتيبات الخاصة بعقد مفاوضات السلام هذه - والتي لن تشارك فيها الولايات المتحدة -
ما زالت غير واضحة ، قالت موسكو إنها قد تعقد في كازاخستان .
وقال لافروف لوكالة انترفاكس " في الاجتماع الذي عقدته مؤخرا في موسكو مع زميلي التركي والايراني
صدقنا على اعلان مشترك اكدنا فيه على استعدادنا لضمان اتفاق مستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة . "
ومضى للقول " ما زالت المشاورات حول حول الموضوع جارية . "
وقالت الوكالة الروسية إن لافروف كان يشير في ذلك الى المشاورات بين الحكومة السورية والمعارضة .
ولكن جورج صبرا ، العضو في الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية
التي تضم فصائل عسكرية وسياسية معارضة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد ،
قال : إن اللجنة لا علم لها بهذه المشاورات التي تطرق اليها لافروف ،
وكانت الهيئة اسست في السعودية في كانون الاول / ديسمبر 2015 بدعم سعودي .
من جانب ه، حث المنسق العام للهيئة رياض حجاب في تصريح الفصائل المعارضة
على التعاون مع ما وصفها " بالجهود الاقليمية الصادقة " بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار
في سوريا ، ولكنه اضاف ان الهيئة لم تدع لحضور اي مؤتمر للسلام ، وقال حجاب
إن ثمة حاجة لاجراءات لبناء الثقة من اجل خلق مناخ ملائم
لعقد مفاوضات تتناول الانتقال السياسي في سوريا ، مضيفا ان هذه المفاوضات ينبغي ان تعقد في جنيف
تحت رعاية الامم المتحدة ، وقال في بيان مكتوب وزع على وسائل الاعلام
" نؤيد تغيير بعض القوى الدولية لمواقفها، والجهود الصادقة والايجابية التي يمكن
ان تمثل نقطة بداية لتحقيق تطلعات الشعب السوري . "
وتقول الهيئة العليا للمفاوضات إنها تريد هدنة
تشمل كل الاراضي السورية تماشيا مع ما نصت عليه قرارات الامم المتحدة ، وفي وقت لاحق ،
قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير لافروف بحث مع نظيره الامريكي هاتفيا
يوم الثلاثاء خطة للسلام في سوريا ، دون الخوض في اي تفاصيل .