قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية :
شرح كلمة الملك سُليمان الحكيم :
← اللغة الإنجليزية : Solomon - اللغة العبرية : שְׁלֹמֹה - اللغة اليونانية :
Σολομών - اللغة القبطية : Colomwn - اللغة الأمهرية :
ንጉሥ ሰሎሞን ، اسم عبري معناه " رجل سلام "
وهو ابن الملك داود الذي خلفه على عرش بني إسرائيل ، فكان أعظم ملك ،
وقد ملك أربعين سنة .
ومع أنه كان لديه ستة أخوة من أمهات مختلفات وهم :
أمنون - كيلآب - أبشالوم ـ أدونيا - شفطيا - يثرعام ، إلا أن سليمان هو الذي مَلَكَ .
وهو ابن بَثْشَبَع
(1 ملوك 1: 11 ) .
التي كانت زوجة لأوريا الحثي . وقد أحب داود سليمان لأنه كان ابن زوجته المفضلة ،
وأطلق عليه اسم سليمان متمنيًا له سلام بلا حرب ،
ولكن الله أعطاه اسم يديديا أي محبوب يهوه
( 2 صموئيل 12: 24 و25 ) .
وكان شديد الذكاء واستوعب كل الدراسات التي تلقاها غالبًا على يد ناثان النبي
( 1 ملوك 4: 32 و33 ) .
وكان داود قد وعد بثشبع أن يملك ابنها سليمان على الشعب بعده ، وذلك بعد خيانة أبشالوم
( 1 ملوك 1: 17 ) .
وقد حاول أدونيا بن داود أن يأخذ المُلك قبل وفاة والده ،
ولكنه فشل واسلم نفسه لسليمان
( 1 ملوك 1: 53) .
وهكذا صار سليمان وريث العرش بدون منازع وبدأ سليمان حكمه بالزواج
من ابنة الملك فرعون حتى يكون ذلك مصدر أمن له ،
وقد تزوج سليمان زيجاته لغرض دبلوماسي ،
فبقي بنوا إسرائيل أربعين سنة في سلام بدون حروب
( 1 ملوك 4: 24 ) .
وقد رأى سليمان في بدء حكمه حلمًا ، سأله فيه الله عما يطلب فلم يطلب غنى
ولا عظمة ولا طول أيام ، بل طلب الحكمة
( 1 ملوك 3: 5-9 ) .
وقد أعطاها له الله ، فظهرت حكمته في ذهابه إلى المذبح
الذي بناه موسى في البرية وذبح ألف محرقة هناك
(1 ملوك 3: 4 ) .
كما ظهرت حكمته في الحكم بين السيدتين المتنازعتين على الطفل الحي
( 1 ملوك 3: 16-28 ) .
وقد تحقق في حكم سليمان وعد الله لإبراهيم إذ ملك سليمان
من نهر مصر إلى نهر الفرات الكبير
( تكوين 15: 18 ) .
وكان يعاون سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلًا ، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان ،
وكاتبان ومسجل ، ورئيس الجيش ، ورئيس على الوكلاء ،
وصاحب لملك ، ورئيس للبيت ، ورئيس للتسخير
( 1 ملوك 4: 2-6 ) .
كما كان له اثنا عشر وكيلًا آخرين ، كل وكيل على قسم من الشعب ،
يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك ، وكان اثنان
من هؤلاء الوكلاء متزوجين من إبنتين لسليمان
( 1 ملوك 4: 7-19 ) .
وقد زاد عدد الشعب في حكمه على الأربعة ملايين ، لكنهم كانوا مثقلين بالضرائب .
وقد كان سليمان على صداقة مع حِيرام ملك صُور،
فقدم سليمان الطعام لعبيده ، مقابل مواد بناء الهيكل
( 1 ملوك 5: 1-12 ) .
وقد اعتمد سليمان على الشعب في أعمال السخرة للأبنية العامة ولبناء الهيكل
( 1 ملوك 5: 13-18 ) .
وكان سليمان بناءً عظيمًا مثل رمسيس الثاني ، فبنى الهيكل ، وكان أبو داود
قد جهز الكثير من مواد البناء قبل موته ،
ولم يسمح له الرب بالبناء كان رجل دماء
( 1 أخبار 22: 8 ) .
وقد استغرق بناء هيكل سليمان سبع سنوات على مثال الرسم
الذي أعطاه الله لموسى ، ولكن بضعف حجمه
(1 ملوك 6) .
وكان موقع البناء على جبل المريا حيث
قدم إبراهيم ابنه اسحق ، وعلى بيدر ارونة اليبوسي .
وكان الهيكل أعظم أعمال سليمان بلا جدال .
ودشن سليمان الهيكل بعد يوم الكفارة العظيم وقبل عيد المظال ، في احتفال
رائع ، وامتلأ بيت الله بالسحاب وملأ مجد الله البيت
( 2 أخبار 5 ) .
وصلى سليمان صلاة طويلة للرب إله السماء ، نجدها في 1 ملوك 8: 23-53 .
وقدم سليمان محرقات عظيمة لتدشين هيكله ، وفي هذا نرى أن سليمان أخذ مكان هرون
ومكان موسى ؛ وبنى سليمان أبنية أخرى مثل بيت وعر لبنان ، ورواق الأعمدة ،
ورواق الكرسي الذي كان موضع القضاء ، كما بنى بيتًا لابنة فرعون
( 1 ملوك 7: 2-8 ) .
وبنى قلعة لحماية الهيكل
( 1 ملوك 9: 24 ) .
وحصون عديدة في أنحاء المملكة
( 1 ملوك 9: 15-19 ) .
لحماية المملكة والدفاع عنها .
ولم يترك سليمان مجالًا لملك آخر ليبني بعده ،
فقد أكمل الملوك أو رمموا ما بدأ سليمان به .
وعند منتصف أيام حكم الملك سليمان زارته ملكة سبا بعد أن سمعت عن حكمته ،
فأراها سليمان عاصمة ملكه وابنتيه ونظام حكمه ، فأدهشها هذا جدًا حتى
لم يَبق فيها روح بعد ، وقد فاق سليمان كل ما سمعته عن حكمته ، بعد أنْ أجاب
على كل أسئلتها ، فطوبت رجاله الذين يسمعون حكمته ، وقدمت له هدية عظيمة
( 1 ملوك 10 ) .
وكانت عظمة غنى سليمان مذهلة ، وكان عصره عصر نجاح اقتصادي ، ولم تكن هناك
حروب تستنزف مال الشعب ، وقد أتته سفنه مرة محملة بأربع مئة وعشرين وزنة ذهب
( وزنة الذهب قيمتها عشرة آلاف جنيه مصري ) ،
وكانت له أساطيل تجارية في بحر الهند والبحر الأبيض المتوسط ،
فجلبت له الذهب والفضة والنحاس والعاج والأبنوس
والبوص والخيل والمركبات والقردة والطواويس
( 1 ملوك 10: 22 ) .
وكان في خدمته عشرة آلاف يأكلون من مائدته .
وكان له آنية فضية مثل الحجارة
وخشب الأرز مثل الجميز .
وتقدر قيمة دخل سليمان سنويًا بما يساوي عشرة ملايين دولار تقريبًا
( 1 ملوك 9: 26-28 ) .
وكانت رحابة قلب سليمان عجيبة جدًا
(1 ملوك 4: 29 ) .
فقد درس كل العلوم التي يمكن أن تدرس وفاق فيها كل علماء عصره المشهورين ،
فدرس علم النبات وعلم الحيوان وعلم الطيور، وكتب الأمثال وكتب الحكمة والقصائد
( 1 ملوك 4: 29-34 ) .
وقد ضاع كثير مما كتبه سليمان ، ولم يبقى إلا بعضه ، مما ورد في سفر الأمثال
( ام 1: 1 و10: 1 و25: 1 ) .
والأغلب أنه هو الذي كتب سفر الجامعة وسفر الحكمة وسفر نشيد الانشاد .
على أنّ السنوات الأخيرة من حكم سليمان كانت مؤسفة ، فقد بدأ بتعدد الزوجات ،
وأحب نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون ،
فكان له سبع مئة من الزوجات وثلاثة مئة من السراري
( 1 ملوك 11: 1-8 ) .
فأملنَ قلبه إلى الآلهة الغريبة حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان إِرضاء لهن ،
فغضب الرب عليه ، وهدده بتمزيق المملكة عنه ، وأقام له خصومًا
(1 ملوك 11: 9-25 ) .
وقد طلب سليمان قتل يربعام الذي قال له النبي اخيا أن معظم المملكة
سيكون له فهرب يربعام إلى مصر
(1 ملوك 11: 26-40 ) .
وهكذا نرى أن العظمة والغنى والنجاح قد قادت سليمان إلى نهاية بعيدة عن الله .
وإذا بسحابة داكنة تخيم على مساء اليوم الصاحي المشرق .
" واضطجع سليمان مع آبائه ودُفن في مدينة داود
" فإن حكمة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان ؛
" وهوذا أعظم من سليمان ههنا " .
وقد أظهر التنقيب في مجدو اصطبلات لخيل سليمان تسع حوالي خمسمئة من الخيل .
وكذلك أظهر التنقيب في عصيون جابر مسابك للنحاس ترجع
إلى عصر سليمان مما يدل على سعة ملكه وثروته .
المصدر / St .Takla . Org