ما هي الجمعة العظيمة :
بقلم / غادة الحلايقة -
إن الجمعة العظيمة ، أو ما تعرف بـ : ( جمعة الآلام ، الجمعة السوداء ، الجمعة المقدّسة ، الجمعة الجيّدة ،
الجمعة الحزينة ، جمعة عيد الفصح ) ، تعتبر في الديانة المسيحيّة من الدينيّة الهامّة ،
حيث تقوم أغلب الدوائر بالعطلة الرسميّة في أكثر بلدان العالم ، وهو اليوم الذي يقوم به المسيحيّين
بتذكّر حادثة صلب السيّد المسيح عليه السلام وموته ومن ثمّ ودفنه ، ويكون هذا العيد
هو السّابق لعيد الفصح المسيحي ، ومتزامناً في الوقت ذاته مع احتفالات اليهود في عيد الفصح لديهم ،
ويعتبر يوم الجمعة العظيمة من أيّام الصّوم الإلزاميّة للمسيحيّين عند جميع الكنائس والطوائف ،
إذ كان صلب يسوع المسيح يوم الجمعة ، حيث ذكرت الأناجيل الأربعة تلك الحادثة بالتفصيل ،
من بداية القبض عليه حتى دفنه ، حيث يمتنع في هذا اليوم عن الأكل والشرب بشكل انقطاع كاملٍ ،
بدءً من ليل الخميس كما الحال في الكنيسة البيزنطيّة وأيضاً الكنيسة القبطيّة ، وأما بعدها ،
أي يوم السبت ، فيكون الطعام غير محلّى وغير مطبوخٍ ، ويكون نباتيّاً حصراً ،
وقد يرمز لهذا اليوم إلى اللون الأسود ، وأيضاً الأرجواني كما عند الأقباط والسريان ،
ونجد أن رمز هذا اليوم يكون الأحمر عند الرومان واللاتين . كتب في الإنجيل أنّ أحد تلاميذ
السيّد المسيح هو يهوذا الاسخريوطي ، قد قبض مبلغاً من المال مقابل تسليمه لهم ،
بعد العشاء الأخير الذي أقامه مع تلاميذه الإثني عشر ، حيث كان يسوع منشغلاً في الصلاة
في ( بستان جثيماني ) ، ليصطحب يهوذا جنود الرّومان ، ويلقون القبض عليه ،
ليُساق إلى ( قيافا ) حيث يحكم بالموت ، متّهماً إيّاه بالتجديف ، وأنّه يدّعي بأنه المسيح .
ويذكر الإنجيل أنّ محاكمة يسوع كانت غير شرعيّة ، حيث اتّهم زوراً وبهتاناً ،
غير أنّه تعرّض للتعذيب والضرب ، وقد طالب الناس أيضاً بصلبه ، وعَلَت أصواتهم بكلمةٍ واحدةٍ
( اصلبوه ) ، ويذكر أنّهم هم نفسهم الذي هلّلوا لدخوله يوم الأحد الذي يدعى
( أحد الشعانين ) إلى مدينة أوراشليم ، ليحمل صليباً خشبيّاً ويمشي فيه في المدينة القديمة
حتّى ( الجلجلثة ) ، وتمّ صلبه فيعلى عهد ( بيلاطس البنطي ) ،
ويوضع على رأسل إكليلاً من الشّوك ، ويعطى الخمر عند طلبه للماء ،
وتوضع في أعلى الصليب خشبةً كتبه عليها " هذا هو ملك اليهود " ،
وكان بجواره مصلوباً لصّين ، أحدهم استهزئ به ، والآخر إعترف وآمن به ،
وتُحكي الأناجيل بأحداثٍ خارقة عدّة حصلت في هذا اليوم ، حيث انشقّ حجاب الهيكل ،
وحدث ظلام في الأرض ، وإعلان الجندي قائد المئة إيمانه بالسيّد المسيح .
" إلهي بين يديك أستودع روحي " ، كانت هذه هي العبارة الأخيرة
التي نطق بها السيّد المسيح في هذا اليوم ، ومات .