حان الوقت وأقترب ملكوت الله :
بقلم / وردا أسحاق عيسى ـ وندزر - كندا
أعلان مجىء ملكوت الله هو الهدف الذي جاء المسيح من أجله الى العالم ،
فدعى الجميع الى النهوض من السبات والعمل من أجل أن يعلن كل واحد
توبته ومصالحته مع الآب بالأيمان بأبنه المرسل الى العالم
والتهيؤ باستعداد كامل لكي يكمل المؤمن وعد المسيح في حياته وسيرته ،
وذلك الوعد يجعل القلوب مستعدة فعلاً لما تنتظره في الحياة الجديدة .
الأنسانية عاشت مرات عديدة في حالة أنتظار، ففي العهد القديم كانوا ينتظرون
مجىء المسيح لكي ينالون الخلاص .
وبعد مجيئه مات على الصليب من أجلنا .
أنتظروه الرسل ثلاثة أيام لكي يقوم من بين الأموات بحسب وعده ،
وبعد القيامة والصعود أيضاً أنتظروا مجىء روحه القدوس على الكنيسة ،
والآن الكنيسة كلها تنتظرمجيئه الثاني .
وهكذا نحن بأنتظار دائم وكأن الأنتظار راسخ فينا ، ومن خلاله
نرى خطوات الله في مسيرتنا اليه لأن الأنتظار يضعنا دائماً في حالة
تأهب وأستعداد لكي يأخذنا معه كالعذارى الخمسة الحكيمات .
وبالأنتظار نحصل على نعمة الصبر الذي فيه الرجاء ،
لا الصبر بسبب الخوف من الهلاك لأننا نعيش في الرجاء الذي يحتوي الأمل .
لنثق إذاً بأقوال المسيح في كل الأناجيل حيث يحثنا
أن نبقى مستيقظين وحذرين لأن النهاية تأتي كاللص في ساعة
لا نتوقعها ( طالع مت 42:24) .
وبعدها هل سندخل الى قاعة العرس معه ؟
وقت الملكوت قريب جداً والملكوت يبدأ من داخلنا ، فهل نشعر
بوجود رب الملكوت في قلوبنا ؟
هل سيكون الله في داخلنا في لحظة أنفصالنا من هذا العالم ؟
لهذا يحث القديس بولس المؤمنين بأن وقت خلاصهم قد حان فيقول أيها الأخوة والأخوات ، إنكم لعالمون بأي وقت نحن :
قد حانت ساعة تنبهكم من النوم ، فإن الخلاص أقرب ألينا الآن منه يوم آمنا .
قد تناهى الليل وأقترب النهار ، فلنخلع أعمال الظلام
ولنلبس سلاح النور، لنسير سيرة كريمة كما نسير في وضع النهار )
" رو 13: 11-12 " .
هذه هي البشرى الحقيقة والفرحة لدخول الملكوت الذي أعلنه
لنا المسيح وفيه نلتمس وعود الله لنا .
فعلينا أن نتيقظ وننتبه الى نوع الطريق الذي نقتديه نحو الخلاص
برجاء توّاق ملىء من الثقة بسبب أيماننا بأقوال السيد
الذي عبر عنها الرسول قائلاً :
( وبفضله أيضاً بلغنا بالأيمان إلى هذه النعمة التي فيها
نحن قائمون ونفتخر بالرجاء لمجدِ الله ،
وعدا ذلك فإننا نفتخر بشدائدنا نفسها ) "
" رو 2:5 " .
حياتنا القصيرة هذه تحمل في أيامها سجل فيه أعمالنا وآثامنا فهي
التي ستحدد مصيرنا في ما وراء حدود تلك الحياة القصيرة .
فعلينا أن نعيش في حالة التوبة والندم والمصالحة متذكرين
نداءات الرب المتكررة للمؤمنين ، به نتصالح مع الله من خلال أخوتنا
الذين نعيش في وسطهم فأننا بهذا نلبي ندائات الرب لنا
لكي يكافئنا قائلاً أدخلوا الى الملكوت الذي أُعِدَ لكم ) . والمجد الدائم لرب الملكوت .