السجن والامومة :
في اغسطس عام 1942، اصدر الكونغرس الهندي قرارا باسم " اتركوا الهند "،
والتي طالب البريطانين بمغادرة بلادهم ، فبدأ العصيان المدني والاضرابات ،
وكان البريطانيين في ذلك الوقت غارقين بالفعل في الكثير من النزاعات ،
ولا صبر لها لاي احتجاجات ، لذلك قتلوا الكثير من المتظاهرين والقوا القبض
علي الكثير بما فيهم المؤتمر الهندي باكمله .وكانت انديرا وفيروز غاندي
من ضمن المتظاهرين في مدينة الله اباد في سبتمبر 1942 ، وتعرضوا للضرب
من قبل الشرطة ، والقوا القبض عليهم ، وقضوا عدة اشهر في السجن ،
وبعد اطلاق سراحهم ، قامت انديرا بانجاب ابن اسمته " اجيف" عام 1944 ،
وانجبت طفل اخر اسمته " انجاي عام 1946 ، وانتقلوا جميعا لمدينة كناو ،
حيث عمل زوجها محرر في جريدة .
الامل يعطي وسيلة للعنف :
بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، لم تكن الهند نالت استقلالها ،
فكان رئيس وزراء بريطانيا معارض شديد لذلك ، ولكن استطاع حزب العمل
ان يقاوم حتي قام بتمهيد الطريق لاقامة دولة هندية حرة ، تولي نهرو
والد انديرا غاندي منصب الرئيس في الحكومة المؤقتة ، وسافر نهرو
إلى دلهي للتفاوض مع البريطانيين في يوليو 1946 ، ولكن اكتشف
ان المسلمين في الهند بدأو تقسيم الهند الي دولتين مسلم هندوسي ومسلم پاكستان .
عجز كل من نهرو وصديقة المهاتما غاندي عن وقف الاشتباكات العنيفة
بين الهندوس والمسلمين ، وهنا بدأت انديرا ان تتدخل بناءا علي طلب والدها
وسافرت الي اجزاء مختلفة من الهند ، محاولة ان تحل السلام بين الهندوس والمسلمين .
انديرا غاندي تمسك وظيفة سياسية :
بعد تولي نهروا منصب اول رئيس وزراء للهند، بدأت انديرا في تولي دور المساعدة ،
فكانت مقربة كثيرا من والدها ، وانتقلت مع ابناؤها الي نيودلهي لتكون قريبة من والدها ،
وفي عام 1952 استطاع فيروز غاندي ان يدخل الكونغرس وانتقل هو الاخر
الى نيودلهي للعيش مع عائلته .ولكن السفر المستمر لانديرا غاندي ادي الى
توتر العلاقة بينها وبين زوجها ، وكانت انديرا غاندي في هذه الفترة مشغولة للغاية
مع والدها حيث كانت هي المساعدة الرسمية له ، فاصبحت انديرا غاندي
معروفة ومحترمة في بلادها وخارجها .
وفي عام 1955 دخلت انديرا غاندي انتخابات الكونجرس ، وبالفعل اصبحت
رئيسة للكونجرس عام 1959 ، ونظرا لوجود الكثير من الضغوط والمسئوليات الواقعة
علي انديرا غاندي البالغة من العمر 43 عاما ، آختارت عدم الترشح
لاعادة انتخابها في عام 1960 .
فقد عاني زوجها فيروز غاندي من نوبة قلبية مما جعلها تتفرغ له ،
وبعد عدة اشهر توفي زوجها في عام 1960 ، وعلي الرغم من حزنها الشديد
علي زوجها الا انها عادت للعمل مع والدها .
وفاة نهرو وترشح انديرا غاندي في الانتخابات :
قلّت قدرات نهرو في القيام بمهامه ، كلما زادت مسئوليات انديرا غاندي ،
فكانت تسافر كثيرا بالنيابة عن والدها ، وفي عام 1964 ، توفي نهرو
والد انديرا بسكتة دماغية عن عمر يناهز 74 عاما ، جاء بعد نهرو لتولي منصبه
" لال بهادور شاستري " الذي عين انديرا وزيرة للاعلام والاذاعة
حيث انها كانت محبوبة كثيرا من الشعب الهندي .ويشاء القدر
ان لا يكمل شاستري فترة ولايته ، ويموت نتيجة نوبة قلبية ،
في ذلك الوقت لاقت انديرا غاندي الكثير من الدعم من الكونجرس
وبالفعل دخلت الانتخابات لتصبح ثالث رئيسة وزراء للهند ،
وثاني رئيسة وزراء انثي في التاريخ كله وذلك في عام 1966 وكان عمرها
في ذلك الوقت 48 عاما .ثلاث دورات متتالية :في اول فترة
ولاية كاملة لانديرا غاندي ، تعاملت انديرا غاندي مع العديد من القضايا الصعبة،
بما في ذلك الجفاف الكبير، والمجاعات ، وقضت بالفعل مدة ثانية كاملة
وادت اليمين يوم 1 مارس 1971 ، وفي ذلك العام نفسه،
اندلعت الحرب الاهلية بين باكستان الشرقية وپاكستان الغربية، واستطاعت انديرا
غاندي ان تحرز اول نصر ضد پاكستان حيث ارسلت انديرا غاندي القوات
الهندية في شرق پاكستان واستسلم الباكستانيين الشرقيين بالفعل ،
واستطاعت ان تقيم بلد جديد وهي " بنجلاديش " .ولكن لم تأتي كل الامور
في صالح انديرا غاندي حيث تعمقت المشاكل في الهند على مدى السنوات الثلاث المقبلة ،
الفقر والجوع في تزايد، وعدم الرضا بين الشعب الهندي ، مما ادى
إلى إضرابات واحتجاجات واسعة النطاق ، وكان رد انديرا غاندي هو اعتقال
اي مهاجم ، مما اثار غضب العديد من الشعب الهندي .
وفي مايو 1974، انضمت الهند إلى سباق التسلح النووي ، وكانت نية انديرا غاندي
استعمال الطاقة النووية لتوفير الطاقة الكهربائية للهند .انديرا غاندي تفرض حالة الطوارئ .
في يونيو 1975، اتُهمت انديرا غاندي بانتهاك قوانين الانتخابات اثناء حملتها الانتخابية ،
وبدل من ان تقدم استقالتها بناءا علي ارادة الشعب ، اعلنت حالة الطوارئ ، ففرضت الكثير
من القيود منها الرقابة على الصحف، والاعتقالات الجماعية، وبرنامج التعقيم الإجباري ،
بدأت نظرة الناس لكلا من انديرا غاندي وابنها سانجاي تتغير ، ولكنها خفقت
في آستمرارية حالة الطوارئ ، واذ بها بعد ثلاثة فترات متتالية من السلطة ،
اصبحت من جديد مواطنة عادية .ولاية رابعة :وبعد مرور عام من تركها منصب
رئيسة الوزراء ، عادت انديرا غاندي إلى السياسة من جديد ، وترشحت للبرلمان .
في عام 1978 وفازت للمرة الرابعة في سن 62 عاما ، وبعد خمسة اشهر فقط
من فوز انديرا غاندي ، وتحديدا في يوم 23 يونيو 1980، تعرضت انديرا غاندي
لخسائر هائلة عندما قتُل ابنها سانجاي في حادث تحطم طائرة ، فهي لم تفقد ابنها فقط
وانما هي فقدت اقرب حليف سياسي لها ، بعد ذلك ، استطاعت ان تقنع ابنها الاخر راجيف
للترشح بدلا من اخوه في البرلمان ووافق راجيف .
آغتيال انديرا غاندي :
في يونيو عام 1984، واجهت انديرا غاندي الكثير من التمرد ، من طائفة تسمي
طائفة السيخ وهم مجموعة من المتطرفين يسعون لاقامة دولة مستقلة ، فاخذوا
من المعبد الذهبي مكان حماية لهم ، حيث لن تتجرأ السلطات دخول هذا المكان المقدس ،
ولكن امرت انديرا غاندي الجيش الهندي باقتحام المعبد وقتل مئات المتمردين ،
مما اثار العديد من الهنود .بدأت انديرا غاندي في تلقي العديد من التهديدات بالقتل ،
واصر ابنها راجيف ان ترتدي سترة واقية للرصاص خوفا عليها ،
ولكنها لم تستمع اليه الىان تعرضت للاغتيال علي يد احد حراسها الخونة ،
وقتُلت انديرا غاندي عن عمر يناهز 66 عاما ، وبعد ساعات من وفاتها ،
خلف ابنها راجيف اليمين لمنصب رئيس الوزراء .
المصدر / موقع سحر الكون .