أردوغان والقس الأميركي !
الجمعة 19 ـ 10 ـ 2018
الإجراء الذكي الوحيد لأردوغان في قضية الإفراج عن القس كان في التوقيت حيث استغل
قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي تلقى اهتماما دوليا كبيرا ليفرج
عن برانسون بينما وسائل الإعلام منشغلة بقضية خاشقجي الساخنة.
ميدل ايست أونلاين :
عندما رفع أردوغان الشعار: "العين بالعين والسن بالسن ورجل الدين برجل الدين"!
بقلم: سامح عبدالله
مرة أخرى يثبت أردوغان أنه سياسي قصير النظر يبني قراراته على العواطف ورؤى سياسية سطحية
غير مرنة وليس مصالح بلاده وموازين القوى الدولية.
هاجم إسرائيل بعنف في 2009 وغادر منصة مؤتمر دافوس الدولي احتجاجا على كلمات رئيس
إسرائيل بيريز ثم تراجع وأعاد المياه لمجاريها لاحقا وصولا لإجراءات مناورات عسكرية مشتركة.
ثم أسقط الطائرة الروسية الحربية متوقعا أن يهب حلف الأطلنطي لنصرته ورفض الاعتذار لشهور
طويلة قبل أن يتراجع ويعتذر ويعيد العلاقات لطبيعتها، ثم هاجم ألمانيا واصفا بعض سياساتها بالنازية
وعاد ليزورها أخيرا طلبا للمساعدات ، جاء الدور على الولايات المتحدة ليقبض على القس الأمريكي برانسون
مطالبا بمبادلته برجل الدين التركى المعارض فتح الله جولن المقيم فى أمريكا رافعا شعار
( العين بالعين والسن بالسن ورجل الدين برجل الدين ) ورفض بشدة المطالب الأمريكية
بالإفراج الفورى عنه ثم تراجع وعاد القس لبلاده.
الإجراء الذكي الوحيد لأردوغان في قضية الإفراج عن القس كان في التوقيت حيث استغل قضية
اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي تلقى اهتماما دوليا كبيرا ليفرج عن برانسون
بينما وسائل الإعلام منشغلة بقضية خاشقجي الساخنة.
حين تولى أحمد داوود أوغلو وزارة الخارجية تحت رئاسة أردوغان في عام 2009 طرح رؤيته
التي أطلق عليها (صفر مشاكل) وتعني حل جميع الخلافات مع دول العالم ولكن الوضع يبدو
مختلفا فى الوقت الحالي مع مشكلات أردوغان الدولية التي لا تنتهي.
هل تعلم أردوغان الدرس أم أن المستقبل سيحمل مزيدا من التوترات مع الاتحاد الأوروبي وإيران
وأرمينيا واليونان والعراق وسوريا ودول الخليج ؟