تفجير انتحاري يستهدف الحرس الإيراني في ذكرى الثورة
طهران لم تعد قادرة على تسويق الخطاب القديم الذي يوحي بالقوة والتماسك الداخلي في ظل تتالي العمليات
التي تستهدف الحرس الثوري.
الخميس 14 ـ 02 ـ 2019
العرب / جنيف :
قتل 27 من أفراد الحرس الثوري الإيراني في هجوم انتحاري بجنوب شرق البلاد، بالتزامن
مع احتفالات السلطات الإيرانية بالذكرى الأربعين لثورة الخميني ووقع الهجوم على الطريق بين مدينتي
زاهدان وخاش، وهي منطقة مضطربة قرب الحدود مع باكستان، حيث تنشط جماعات انفصالية ومهربو
المخدراتوذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن عشرة من أفراد الحرس الثوري أصيبوا أيضا في الهجوم
الذي استهدف حافلة كانت تنقل القوة الأمنية ويكشف الهجوم الانتحاري، في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية،
أن طهران لم تعد قادرة على تسويق الخطاب القديم الذي يوحي بالقوة والتماسك الداخلي في ظل تتالي العمليات
التي تستهدف الحرس الثوري باعتباره الجهاز الأكثر نفوذا منذ أربعين عاما ويأتي هذا الهجوم،
وهو الأعنف الذي استهدف الجهاز الذي يخافه الإيرانيون بسبب القبضة القوية، في وقت كانت السلطات
تلوح فيه بمواجهة كاسحة مع الولايات المتحدة وتستعرض قوتها العسكرية، وهو ما يؤكد
أن منفذي الهجوم كان هدفهم إرباك هذه المزاعم، وإظهار أن السلطات في وضع ضعيف عكس
ما تحاول أن تظهره وتتالت الهجمات، التي تنفذها مجموعات انفصالية في أغلب المناطق الإيرانية،
وكان آخرها في يوليو الماضي، حيث أودى هجوم بحياة 11 عنصرا من الحرس الثوري
على الحدود مع العراق، في منطقة تنشط فيها جماعات مسلحة من المعارضة الكردية.
ويقول متابعون للشأن الإيراني إن تنوع الهجمات على الحدود يكشف عن تراجع القبضة الحديدية
التي كان المحافظون المتشددون يمسكون بها الوضع في البلاد،
وإن الأمر لا يقف عند بعده الأمني المباشر، ولكن بسبب فشل السلطات في التخفيف من الأزمة
الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تثير غضبا واسعا في الشارع الإيراني وعاملا مغذيا للهجمات
الانتقامية ضد الأجهزة الأمنية ويعزو هؤلاء المتابعون تزايد الأنشطة الانفصالية وتنوع مناطق تنفيذها .
إلى عوامل عدة من بينها البعد الطائفي المتشدد للنظام، الذي لا يسمح لأي أقلية عرقية أو دينية
بممارسة أنشطة خاصة بها، فضلا عن أن السلطات قصرت تعاطيها مع مطالب المجموعات
العرقية المختلفة على القوة، وهو ما حال دون تحسين شروط العيش في هذه المناطق المهمّشة
والمغضوب عليها لاعتبارات مذهبية أو عرقية وبات النظام أمام وضع اجتماعي واقتصادي وأمني معقد
خاصة في ضوء التورط المباشر في صراعات المنطقة، وهو ما يفسر تزايد الدعوات المطالبة
بوقف هذا التورط والكف عن تبديد أموال النفط في الصراعات الخارجية، وبدلا
من ذلك توظيفها في تحسين أوضاع الإيرانيين.