ما هي الغوغائية ؟ ومن هم الغوغائيون ؟
بقلم :خالد العلي :
الغوغائية : هي مصطلح يستخدم في وصف جماعة أو شريحة
من الناس ينظرون للأمور والأحداث بطريفة بعيدة كلّ البعد عما هو حقيقي .
وهي طريقة في التفكير تقوم بالدرجة الأولى على أسس ومعايير ذاتية ,
وغالباً ما تؤكد على سطحية صاحبها .
والكلمة في الأصل معناها الجراد حين يخفّ للطيران, فالجراد حين يهجم بشكل
مجموعات على أرض يحوّلها من خضراء إلى جرداء, ثم استعير المعنى للسفلة
من الناس المتسرعين إلى الشر .
والغوغاء تعني أيضاً : الصوت والجلبة وكثرة الصياح .
أما الغوغائيون فقد وصفهم أحد المفكرين بقوله :
” هم الرعاع من الناس سُمّوا كذلك لكثرة لغطهم وصياحهم , وهم الذين إذا
اجتمعوا أضرّوا وإذا تفرّقوا نفعوا “. وبكون نفعهم بعودة كل منهم إلى عمله
ويعرّفهم عبد الرحمن الكواكبي بقوله : ” إنّهم أفراد من ضعاف القلوب ,
بل هم كبقر الجنة لا ينطحون ولا يرمحون “.
ومن خصائصهم كما جاء في سيكولوجيا الجماهير ؛ قابلية التحريض والسذاجة
وسرعة التصديق, وخفة الحركة والمبالغة في العواطف .
وكفى أن يشار إلى الواحد منهم بقتل او سلب لينساب انسياباً
لا يثنيه عنه شيء ، وليس لهؤلاء خصومة مباشرة مع من يخرجون ضدّه ,
أو يطابون بعزله أو سفك دمه .لكن التحريض الضخم جعلهم كذلك
وهم مقتنعون بأنهم يؤدون واجبهم .
وقديماً امتاز اليهود وعبر تاريخهم بصناعة واحتراف الغوغاء .
وفي هذا الصدد يقول النعمان بن بشير مخاطباً العقلاء :
” يا أيها الناس خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا “.
ومن هنا لابدّ أن يخوض المجتمع معركةً ضد الجهل من خلال توفير المناخ
الملائم للعلماء والأدباء, وهذه المعركة من أرقى المعارك وأنبلها إذ لا تراق
فيها الدماء ولا تزهق فيها الأرواح ولا تدمر فيها البيوت بل يتم فيها بناء الإنسان
العصري القادر على الحوار وصنع التغيير المنشود بعقلانية .