حجي: الجيش منع الرصاص عن صدور المتظاهرين وعليه أن يمنع رصاص الإسلاميين عن قلب الوطن
بوابة الأهرام
13-8-2011 | 15:56
الدكتور طارق حجي
دعا الدكتور طارق حجي، المفكر الليبرالي، إلى ثورة جديدة تجعل كل شىء قابل للنقاش، بعيدا عن الأفكار الجامدة التي يطرحها بعض الإسلاميين، مشيرا إلى أن هناك من يقدس أبي حنيفة وبن حنبل، مشيرا، وأن الفقه الإسلامي فقه بشري قابل للاعتراض والفهم، فقد جمد منذ أكثر من 800 عام وبخاصة في قضية المرأة.
قال حجي في حواره مع طارق الشامي ببرنامج حوار القاهرة على قناة الحرة الليلة الماضية: إن هناك أزمة مصرية تبدأ من نظام تعليمي عصري يشجع على الحوار ويطرح كل القضايا للنقاش والفهم، وهذا ما أثر على الأجيال السالفة ويؤثر على الأجيال اللاحقة.
وذكر، أن مؤسسة الأزهر الشريف، لم تكن مصدرة للإرهاب في يوم من الأيام لأنها تمثل الإسلام الوسطي، متهما جامعات أخري مثل الجامعة الإسلامية بـ "بيشاور" برعايتها للإرهاب كما أنها تقوم بتمويله.
ولفت، إلى أن التيار الإسلامي بكل فصائله وأطيافه يثير مخاوف كل المصريين من خلال أطروحاته، وطالب بآليات أكثر من خلاله ما يمكن من خلاله حماية الأقليات من غضب الأكثرية المتمثل في الإسلاميين، غير أنه رجع وقال: أشك أن يكون الإسلاميون أكثرية، كما أنني أشك في تزايد شعبيتهم الفترة المقبلة.
وذكر، أنه كثيرا ما طالب بدمج الإسلاميين في العملية السياسية، وقتما كانوا مضطهدين من قبل النظام السابق، لأن ذلك سيسهم في تنويرهم، فهم يحتاجون إلى تجربة سياسية ناضجة من ناحية، كما أن الشارع سوف يتعرف عليهم أكثر وربما ينصرف عنهم.
وقال،: هناك من بين الإخوان المسلمين من له باع في المعرفة، واصفا التيار السلفي بأنه عبارة عن قصة سينمائية خارج العصر، ونحن نرتضى أن يكون المجلس العسكري فيصلا بيننا وبين من يريد العودة للوراء من خلال أفكاره.
وكشف عن حوار دار بينه وبين المتهم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، عندما قال له، إنه سوف يستعين بالجماعة الإسلامية لضرب جماعة الإخوان فهم قطاع كبير وواسع ينكفئ على العمل الدعوي، وليس له علاقة بالعمل العام وله شعبية كبيرة واصفا تخطيط وزير الداخلية بالجريمة التي نعاني منها الآن أنه خطأ إستراتيجي.
وذكر، إذا جاء الإخوان للسلطة فسوف تشبه مصر أفغانستان في استقرارها والسودان في ثرائه والصومال في روعته، فمازالت الجماعة لديها مشكلة كبيرة في مفهومي المواطنة والأمة. ووجه اتهاما للكنيسة بالانعزال وهو ما شجع الإسلاميين أن ينفردوا بالمشهد السياسي المصري، الكنيسة دفعت كل شيء للمسيحي حتى شعر المسيحيون بأن وطنهم داخل الكنيسة لا خارجها، وبالتالي ضاعت أصواتهم عن التأثير.
وانتقد مواقف السلفيين عندما قاموا بجمع المتظاهرين من خلال 1200 أتوبيس للمشاركة في مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الدينية. وحيا موقف المجلس العسكري عندما رفض أن يطلق رصاص الأسلحة على صدور المتظاهرين، وعليه الآن أن يمنع رصاص الإسلاميين الذي يوجهونه تجاه قلب الوطن.
ووصف تصريحات التيار الإسلامي بأنها تثير مخاوف كل من لا يخاف وتصرف الخوف إلى قلوب كل المصريين إزاء مطالبهم المتعددة بتطبيق الشريعة الإسلامية وموقفهم الراسخ من الديمقراطية التي يستخدمونها للوصول للحكم وبعدها لن يسمحوا لأحد بحكم الدين أن يصل إلى السلطة مرة أخرى.
ووجه خطابه إلى الذين يقولون برأي الأغلبية والذين قالوا بـ "نعم" في التعديلات الدستورية، بأن آخر الإحصائيات تقول إن أغلب الشعب المصري "أميّ" بنسبة ما بين 38% إلى 40%، ألا يعني ذلك أن نأتي برئيس وزراء من هؤلاء الأميين، وأن يكون وزير البحث العلمي أميّا، كي يكون معبرا عن النسبة والعدد الأكبر، ثم رجع وقال: الإسلاميون ليسوا أغلبية ولكنهم أكثر تنظيما من أي تيار أو فصيل آخر.
وتعليقا على محاكمة مبارك، قال: إن مصر ولدت من جديد في هذه المحاكمة التي بدأنا نلتقط أنفاسنا عندما شاهدنا من خرب الوطن في قفص الاتهام، وبدأنا نشعر ولأول مرة أن حكامنا ليسوا آلهة، فوطننا كان أشبه بالملكية الفرعونية ولكل الفراعين الاحترام فهم أفضل من هؤلاء الذين عاثوا في الأرض فسادا ويدفعون جزاء ما صنعوا.
الاهرام