مادة تاريخيّـة ، قائمة بأكبر الاحتجاجات على العنصريّة في الولايات المتّحدة !
الخميس 04.06.2020 | 00:56 GMT |
Reuters :
أثارت قضية مقتل الأمريكي جورج فلويد اضطرابات في الولايات المتحدة ، تحاكي تلكالتي شهدتها بلدان
الثورات الملونة والميدان والربيع العربي ، وحملت المراقبينعلى تسميتها بالربيع الأمريكي .
لم يميّز المسدس من الصاعق الكهربائي :
قضية فلويد لم تكن الأولى من نوعها خلال العقد الأخير في الولايات المتحدة ، حيث خرج في يونيو 2010
مئات المتظاهرين من أصول إفريقية إلى الشوارع في مدينة أوكلاند بكاليفورنيا احتجاجا على الحكم
الصادر بالسجن عامين بحق الشرطي الأبيض جوهانس ميزيرل ، الذي أدين بالقتل غير المتعمد .
ميزيل في إفادته أمام المحكمة سوّغ إطلاقه النار على ضحيته من أصول إفريقية ، بأنه خلال فض عراك
في إحدى محطات القطار، " أخطأ " في استخدام الأسلحة التي في حوزته ، وعوضا عن مسدس الصدمات الكهربائية ، أشهر سلاحه الفردي وأطلق منه الرصاص ليصيب أحد الفارّين من العراك ، ويرديه قتيلا ،
رصاص جوهانس أدرك الفارّ في ظهره .
متطوع دافع عن نفسه :
عمّت الاضطرابات والمواجهات بين الشرطة والمحتجين في يوليو 2013 لوس أنجلوس ، وشيكاغو،
ونيويورك ، وسان فرانسيسكو ، وأوكلاند ، إثر تبرئة المحكمة جورج تسيميرمان ، أحد أفراد مجموعة
من المتطوعين المدنيين لحفظ النظام في أحد أحياء سانفورد بفلوريدا ، من جريمة قتل الشاب الأمريكي
من أصل إفريقي تريفون مارتين .
المتطوع تسيميرمان ، بعد أن اتصل بالشرطة ، لم ينتظر وصولها ، وبادر إلى اعتقال الفتى البالغ 17 عاما ، وخلال محاولة الاعتقال ، أطلق النار عليه فأرداه قتيلا ، وذلك " دفاعا عن النفس " ، حسب إفاداته .
عمّت مسيرات الاحتجاج التي حظيت بمشاركة بيضاء واسعة عددا من المدن ، واتسمت في معظمها بالسلمية ، باستثناء أعمال تخريب وسطو وشغب وإضرام للنار في أوكلاند .
شرطي دافع عن نفسه :
في أغسطس 2014 وفي مدينة فيرغيوسون بولاية ميسوري ، قتل الشرطي الأبيض دارين ويلسون
الشاب الأسمر مايكل براون البالغ 18 عاما " دفاعا عن النفس " ، رغم إفادات الشهود بأن الشرطي
أطلق النار على الشاب ويداه مرفوعتان للأعلى وخاليتان من أي سلاح أو أداة .
مقتل براون أثار غضبا شعبيا كبيرا في المدينة ، التي استمرت الاحتجاجات والمواجهات فيها بضعة أشهر
بين المتظاهرين الذين أمعنوا في عنفهم وأعمال التخريب التي مارسوها ، والشرطة التي استخدمت
الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع .
الاضطرابات احتدمت في نوفمبر، بعد تبرئة ويلسون لـ " ضعف الأدلة " ، كما جاء في حكم القضاء ،
الذي أطلق يد الحرس الوطني في المدينة ليخمد الاحتجاج .
موجة العنف آن ذاك امتدت إلى شيكاغو وفلادلفيا وأطلانطا ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو
وطالت خمسين ولاية .
اعتقال فظ :
في أبريل 2015 ، قتل الشاب الأسمر فريدي غري البالغ 18 عاما خلال محاولة اعتقاله في بالتيمور بولاية ميرلاند متأثرا بكسر عنقه ، حيث انهال عليه ستة من رجال الشرطة لمنعه من الحركة والفرار، المحكمة
برّأت الشرطة ، وأثارت بحكمها هذا موجة عارمة من الاضطرابات في المدينة تخللتها مواجهات عنيفة
أحرق خلالها المخربون 150 سيارة وهاجموا المحال والأماكن العامة والخاصة ، فيما أصيب 15
من رجال الأمن والشرطة . الاضطرابات أخمدها الحرس الوطني الذي استدعي إلى المدينة
لإعادة الحياة الطبيعية إليها .
لم يميّز أوراق السيارة من المسدس :
في الـ 5 من يوليو 2016 اندلعت الاحتجاجات في مدينة باتون - روج في ولاية لويزيانا إثر مقتل غيلتون ستيرلينغ البالغ 37 عاما ، حيث جثم عليه شرطي أبيض بكل ثقله وأطلق عليه النار بضع مرات .
وفي الـ 7 من نفس الشهر، وفي مدينة فولكن هايتس بولاية مينيسوتا ، أطلق شرطي أبيض النار على مواطنه
من أصول إفريقية فيلاندو كاستيليه الذي طلب منه إظهار أوراقه .
وفيما الضحية مدّ يده ليبرز الأوراق ، سارع الشرطي إلى إطلاق النار عليه ليقتله على مرأى من زوجته وطفله اللذين كانا في السيارة ، ظنا منه بأنه أراد " إشهار مسدسه " عوضا عن الأوراق ، وخلال المواجهات
التي أعقبت الحادثين ، أصيب في مدينة دالاس في ولاية تكساس 11 شرطيا ، توفي خمسة منهم
متأثرين بجروحهم .
النيابة العامة الأمريكية ، طوت القضيتين في مارس 2018 ، وأعلنت أن إجراءات رجال الشرطة
في الحادثين ، كانت " عقلانية ومبررة " .
مطلوب حيا أو ميتا :
أثار حادث مقتل المطلوب من أصول إفريقية سيلفيل كي سميث البالغ 23 عاما على أيدي الشرطة
غضب الشارع في مدينة ميلوكي بولاية فيسكونسين في أغسطس 2016 ، حيث أحرق المحتجون بنكا ،
ومعرضا للسيارات ومحطة وقود في المدينة ، التي فرض فيها
حظر التجول لإخماد الاحتجاج .
الشرطي المتهم بقتل المطلوب سميث أقيل من عمله ، بعد إدانته بالقتل غير المتعمد ، إلا أن المحكمة عادت
عن قرارها ، وبرّأته صيف 2017 .
الفصل العنصري :
أعلن في الولايات المتحدة سنة 1865 عن تحرير العبيد ، إلا أن ظاهرة جديدة برزت في المجتمع الأمريكي
في أعقاب ذلك تمثلت في نظام الفصل العنصري ، الذي أسس له البيض بعزل أنفسهم وأماكنهم عن مواطنيهم
من أصول إفريقية ، كما تجلّت مظاهر الفصل في ظهور قاعات انتظار ومقاهي ومراحيض عامة خاصة بالبيض وأخرى بالسود ، كما افتتحت جامعات ومدارس مفصولة ، وخصصت في حافلات ووسائل النقل أماكن خاصة للّونين ، وفي الثلاثينات من القرن الماضي ، حظرت الحكومة الأمريكية على المواطنين من أصول إفريقية السكن في مناطق وأحياء معينة في البلاد ، سميت بمناطق الخط الأحمر ، الأمر الذي مهد لظهور أحياء ومناطق للسود وأخرى للبيض ، واستمر هذا الفصل حتى سنة 1960 .
المصدر: RT عربي .